TOP

جريدة المدى > سياسية > مكتبة متنقلة توفر ملاذاً ثقافياً لطلبة مدارس وجامعات الموصل

مكتبة متنقلة توفر ملاذاً ثقافياً لطلبة مدارس وجامعات الموصل

تحويل باص إلى مكتبة من 1000 كتاب مع خدمة انترنيت

نشر في: 29 ديسمبر, 2024: 12:07 ص

 ترجمة حامد أحمد

تناول تقرير لموقع، ذي ناشنال، الاخباري قيام أحد الأكاديميين في الموصل بمبادرة لتحويل باص كبير الى مكتبة متنقلة تضم ما يزيد على ألف كتاب مع خدمة تصفح الكتروني تجوب الطرقات وتقف في محطات لمدة خمسة ايام عند كل مدرسة أو جامعة تتيح فرصة القراءة للطلبة والاطلاع على عناوين ثقافية وعلمية مختلفة وسط مرحلة تعافي وإعادة اعمار تمر بها الموصل على نحو بطيء بعد سبعة أعوام من تحررها من داعش.
عبد الستار سلطان، أكاديمي ورئيس قسم الإدارة التجارية في الجامعة الكاثوليكية، قال لموقع ذي ناشنال " تعرضت الموصل لتعتيم ثقافي على يد داعش الذي كان يبث الجهل والتطرف بين الناس".
وكانت الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، اول من سقطت بأيدي تنظيم داعش خلال اجتياحه لمناطق واسعة من العراق وبقائها تحت سيطرته من عام 2014 الى 2017 متخذا منها معقلا ومركزا للخلافة المزعومة المتطرفة.
ويقول الأكاديمي سلطان ان تنظيم داعش عمل على نشر أفكار التعصب والتطرف الهدامة بين الناس، مشيرا الى ان الثقافة والوصول الى المعرفة هو أمر جوهري وحيوي لمرحلة التعافي لما بعد الحروب والمعارك وضمان عدم استعادة احداث ما مر به البلد من 2014 الى 2017، حيث انه من الصعب اليوم ان تؤثر وتتلاعب أي جهة متطرفة ومتعصبة على افكار شخص مثقف ومتعلم. وكانت مبادرة المكتبة المتنقلة، التي انطلقت في تشرين الثاني، قد ركزت على الاهتمام بطلبة المدارس والجامعات، حيث بإمكان الطلبة ان يستعيروا او يقرؤوا كتب خلال فترة بقاء الباص المكتبة لمدة خمسة أيام توقف عند كل مدرسة او جامعة. ويشار الى ان هناك خطة لان يتجاوز الباص المكتبة حدود الموصل ليصل الى مناطق أخرى من العراق. ويقول الأكاديمي سلطان بان المكتبة تضم عناوين في الثقافة والفلسفة والاجتماع والعلوم والثقافة، مشيرا الى استبعاد الكتب التي تتعلق بمواضيع دينية وسياسية لان الوقت غير مناسب بالنسبة للطبة للخوض فيها وأنها مقتصرة فقط على الباحثين وطلاب الدراسات العليا.
ويضم الباص ما يقارب من 1000 كتاب يتم عرضها على نحو انيق من على رفوف خشبية بقواطع وزخارف مستوحات من الحضارة الاشورية واقواس ابنية حقبة الخلافة العباسية، العصر الذهبي الذي كانت تعيشه بغداد في ذلك الحين كمركز ثقافي واقتصادي كانت تستقطب الطلبة والشعراء والعلماء والتجار من مختلف ارجاء العالم. ويشير التقرير الى ان الباص، ذو اللون الأزرق والأبيض، قد ثبتت عليه الواح طاقة شمسية، ويوفر خدمة انترنيت مجانية وأجهزة حاسوب تسمح للقراء لتصفح ملايين الكتب على مواقع الانترنيت.
يقول سلطان "نينوى وبغداد كانتا منارة المعرفة خلال عهدي الإمبراطورية الآشورية والخلافة العباسية، ولهذا السبب نحن سعينا لنجعل هذا الباص منارة متنقلة للمعرفة".
وكانت القوات المسلحة العراقية مدعومة من قوات التحالف الدولي بغطائه الجوي قد شنت حملة عسكرية ضخمة في تشرين الأول 2016 لطرد مسلحي داعش وتم الإعلان عن انتهاء العمليات أواسط 2017 عند استعادة مدينة الموصل، واستمرت العمليات لستة أشهر أخرى لطرد داعش من كل المناطق المحيطة الأخرى والإعلان عن الحاق الهزيمة بالتنظيم وطرده من البلاد. ويذكر التقرير بان تنظيم داعش لم يلحق اضرار ودمار بالمباني فقط بل ان تخريبه طال مراكز الثقافة والعلم بتدميره وحرقة مكتبات ودور ثقافة واتلافه آلاف الكتب والمخطوطات القديمة النادرة من مكتبات عامة ودور عبادة.
وقال الأكاديمي سلطان "الامر لم يقتصر على تدمير الحجارة والابنية، ولكن التدمير طال الفكر والثقافة، هؤلاء المتطرفين من مسلحي داعش كانوا يهدفون الى طمس الثقافة والعلم من خلال تدمير المكتبات وحرق الكتب والمخطوطات". وكانت زيارات سلطان المتكررة لألمانيا كعضو في اكاديمية الشباب العربية-الألمانية للعلوم الانسانية في برلين، قد الهمته فكرة المكتبة المتنقلة، مع ذلك فان هذه الفكرة لم تكن سهلة التنفيذ، ويستذكر كيف كان عليه تجاوز عقبات أولية منها قلة التمويل والبحث عن متبرعين ومانحين للكتب فضلا عن معانته مع الإجراءات الروتينية التي عرقلته ومنعته من استيراد باص من المانيا منحته إياه الاكاديمية هناك.
وبعد سنتين من المحاولات للبحث عن مؤيدين له وداعمين لفكرته، تمكن من جمع 30 ألف دولار بالإضافة الى 10 آلاف دولار قدمت من الاكاديمية، والباقي تم توفيره من مساندين لشراء باص مستعمل يسع 40 راكب من قبل بائع سيارات في ضواحي الموصل. ومن ثم قام بتحويرها وتحويلها الى مكتبة متنقلة. ويقول سلطان ان الاستجابة للفكرة والمبادرة كانت إيجابية جدا، وتقوم الان إدارات مدارس بتقديم طلبات لزيارة المكتبة المتنقلة إليهم، مشيرا الى انه توجد الان مجموعة من المتحمسين للقراءة الذين يتبعونا أينما نذهب.
 عن موقع ذي ناشنال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

2024 عام الأزمات يودع العراق بلا إجابات: ما مصير الحشد والقوات الأمريكية؟
سياسية

2024 عام الأزمات يودع العراق بلا إجابات: ما مصير الحشد والقوات الأمريكية؟

 بغداد/ تميم الحسن يغلق عام 2024 على ثلاثة أسئلة كبيرة تتعلق بمصير "الحشد"، والقوات الأمريكية، وتأثيرات الأحداث في سوريا.وينتظر في عام 2025 الإجابة على تلك الأسئلة وغيرها، مثل "قانون الانتخابات"، وملف "اجتثاث البعث"،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram