بغداد/متابعة المدى أثار باحث ستراتيجي في معهد أميركي تساؤلات عدة بشأن مستقبل الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، بعد سلسلة الهجمات التي طالت المسيحيين في العراق ومصر. وتساءل مدير "معهد كارنيغي الدولي للسلام" في بيروت بول سالم، عما إذا كان القرن الـ21 "سيصبح القرن الأخير للوجود المسيحي في الشرق الأوسط؟".
وفي مقال رأى سالم ان العقد الثاني من القرن الحالي قد بدأ في الشرق الأوسط بالهجوم على كنيسة القديسين في الإسكندرية، وكنيسة النجاة في العراق، لافتاً إلى أن "صعود القاعدة والحركات الإسلامية المتشددة أدى إلى تعقيد الوضع وتفاقمه أمام الأقليات المسيحية في المنطقة".وكان المسيحيون يشكلون 20 في المئة من إجمالي سكان المنطقة عند بداية القرن العشرين، لم يبقَ منهم الآن سوى ما بين 10 و12 مليون نسمة، أي ما نسبته 5 في المئة من سكان المنطقة. وأشار سالم إلى أنه "على الرغم من أن المسيحيين لعبوا دوراً بارزاً في الحركات الثقافية والوطنية واليسارية والمناهضة للاستعمار في العقود الأولى من القرن العشرين، إلا أن السياسات الإسلامية قد همّشتهم في السنوات الأخيرة".واستعرض الباحث أوضاع المسيحيين في العراق والسودان ولبنان، الذي وصفه بأنه "الدولة العربية الوحيدة ذات الغالبية المسيحية"، محذّراً من أن "حماية المسيحيين في المنطقة لن تكون سهلة في ظل تعدد المخاطر"، ورأى أن "الضغوط الدولية ستكون ضرورية ومطلوبة في مثل هذا الأمر".وخلص مدير "معهد كارنيغي"، في ختام تقريره إلى أن "لدى المسلمين والمسيحيين الكثير من المسؤوليات للحفاظ على الاعتدال والتسامح في مجتمعات الشرق الأوسط"، مطالباً بـ"مزيد من العمل الإقليمي المركز والانتباه الدولي لضمان ألاّ يصبح القرن الـ21 القرن الأخير للتعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في مهد السيد المسيح" في الشرق الأوسط.ومع نهاية عام 2010، استهدف انفجار انتحاري كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية المصرية، ما أوقع عشرات الضحايا، وذلك بعد أسابيع قليلة على الهجوم الدموي ضد كنيسة النجاة في بغداد الذي انتهى بحمام دم راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، ما أثار مخاوف في كل من مصر والعراق ومختلف دول العالم حول مصير الأقلية المسيحية في المنطقة.
معهد أمريكي: القرن الحالي.. القرن الأخير "للمسيحيين" في الشرق الأوسط!
نشر في: 3 فبراير, 2011: 07:06 م