متابعة / المدى
كشف ضياء كريم، مدير عام دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية التابعة لمؤسسة الشهداء العراقية، عن رفع 50 رفاتاً حتى الآن من مقبرة تل الشيخية في بادية السماوة التي تضم ضحايا عمليات الأنفال، مشيراً إلى أن العمل سيستأنف مطلع الشهر المقبل.
وقال ضياء كريم في تصريح صحفي أمس الاحد، إن منطقة بادية السماوة "تضم عدداً كبيراً من المقابر الجماعية التي خلفها النظام البائد وتضم ضحايا كرد".
وفق تحليل السلوك الإجرامي، أوضح أن "الضحايا والشهداء من الاتحاد الوطني الكوردستاني في منطقة تل الشيخية ونقرة السلمان، أما فيما يتعلق بالمقابر الجماعية الخاصة بالبارزانيين والحزب الديمقراطي الكوردستاني، فهي موجودة في منطقتي العفايف وأبو صية في بادية السماوة أيضاً".
وأشار إلى أن المقبرة الأولى فتحت في تموز 2019، وأوضح أنه "تم اكتشاف مواقع جديدة تضم ضحايا جميعهم من النساء والأطفال"، وذلك خلال مراجعة وتحليل الصور الجوية.
في منطقة نقرة السلمان، "لا تفصل بين مقبرة وأخرى سوى أمتار قليلة"، بحسب مدير دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية الذي أضاف أن الفريق الوطني المتخصص بالبحث والتنقيب "يضم كافة الاختصاصات، لدينا آثاريون ومحققون، وأيضاً كوادر مختصة بتحليل الصور الجوية عبر الأقمار الصناعية".
بفضل هذه الجهود، "تم تشخيص بعض المتغيرات على سطح التربة، ومن ثم إجراء عمليات تقييم دقيقة لهذه المواقع"، وقد أثمرت هذه الاختبارات عن العثور على مقابر ومواقع جديدة.
وأعرب ضياء كريم عن الأسف لأن جميع الضحايا "من النساء والأطفال، ويرتدون الزي الكردي".
أما المقبرة الجماعية التي جرى فتحها مؤخراً، فقد وصف العمل عليها بأنه "صعب جداً. مساحتها متران في ستة عشر متراً، وعمقها لا يزيد على متر وربع، لكن الرفات متكدسة بشكل كبير، كونهم أطفالاً ونساء يحتضنّ أطفالهن".
بدأت الأحد (22 كانون الأول 2024) عملية فتح مقبرة جماعية في منطقة نائية بالعراق، تضم رفات نساء وأطفال كورد من ضحايا عمليات الأنفال، جميعهم قُتلوا رمياً بالرصاص قبل دفنهم فيها.
وقد تم اكتشاف المقبرة الجماعية عبر الأقمار الصناعية في شهر أيار من هذا العام، وظهرت داخلها مشاهد أظهرت بقايا عظام نساء وملابسهن الكوردية التقليدية، وهن يحتضن أطفالهن قبل إعدامهن ودفنهن في هذه الصحراء النائية. اضغط هنا لمشاهدة صور للمقبرة الجماعية
بحسب ضياء كريم، فإن المساحة وتكدس الرفات "صعّب وعقّد" العمل وتسبب في "تداخل العظام"، حيث تعمل الفرق لـ"ضمان عدم اختلاط العظام، لتسهيل الأمر على كوادر الطب العدلي أثناء العمل في المشرحة الجافة".
بشأن عدد الضحايا، أشار إلى رفع 50 رفاتاً حتى الآن، إضافة إلى الأدلة وبعض الأجزاء التي تسمى "بودي بارت"، موضحاً أن الفريق الذي انسحب اليوم الأحد "سيستأنف العمل في 2 أو 3 من شهر كانون الثاني القادم".
وتوقع المدير العام لشؤون وحماية المقابر الجماعية أن "تحتوي المقبرة على أكثر من 100 إلى 150 ضحية".
رداً على تأخر عمليات فتح المقابر الجماعية، ذكّر بأن "عمليات الفتح ليست سهلة. البعض يتصور أن فتح المقبرة يعني رفع الأتربة واستخراج (رفات) الشهداء وتسليمهم"، لكنهم يعملون على "مسرح جريمة يوثق مرحلة تاريخية مهمة، تتعلق بنظام ديكتاتوري وشعوب ناضلت من أجل حريتها".
وشدد على أن "عملية التوثيق مهمة جداً"، لأن "الملفات القانونية تُحال إلى المحاكم المختصة، والرفات تُحال إلى دائرة الطب العدلي"، مؤكداً حرص الفرق العاملة على أن تكون "العظام غير مختلطة، من أجل أخذ نموذج عظمي من كل رفات ومطابقته مع نموذج الدم الذي تم تحليله واستحصاله من عوائل الشهداء والضحايا".