واسط / جبار بچاي
أكثـر من خمسين عاما وما تزال ام فرج المسيحية تعيش بمحبة وألفة في مدينة الكوت، صارت عائلتها جزءا لا يتجزأ من مجتمع المدينة وحفظت كل العادات والتقاليد وتشارك كل مرة مع الجيران وأهل المنطقة بأفراحهم ومناسباتهم المختلفة إضافة الى مشاركتها في الممارسات الاخرى خاصة ما يتعلق منها بإحياء الشعائر الحسينية، فهي تقوم بالطبخ وتوزيع الثواب كذلك أنصهر أبناؤها الثلاثة مع المجتمع الواسطي الذي أحبهم كثيراً.
السيدة ليلان، أم فرج هي أم لأربعة أولاد وثلاث بنات متزوجات في تلكيف بمحافظة نينوى، كذلك ولدها وسام، بينما يسكن معها في بيتها الصغير بمدينة الكوت ثلاثة أولاد غير متزوجين هم فرج وليث وفادي وجميعهم يمارسون أعمالاً حرة.
تقول أم فرج لـ (المدى)؛ "منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي سكنت الكوت نتيجة عمل زوجي ذلك الوقت ومع مرور تلك السنوات والظروف لم أغادر المدينة ولن أغادرها الى الأبد، وأتمتع بمحبة كبيرة من قبل الناس هنا ولي علاقات وطيدة معهم".
وأضافت "الكثير من أطفال المنطقة البنين منهم والبنات ينادونني (باجي)، أي عمة وبعظهم كبر وصار في مناصب وظيفية ومازال يطلق عليّ تلك الكلمة التي تشعرني فعلاً إني عمة هذا وتلك والكثير منهم لم يفارقني ولو لمدة قصيرة طوال تلك الفترة طالما يتواجد في المدينة، بينما الذين غادروها حين يأتون الى مدينتهم لزيارة الأهل والأقارب أو لأي غرض آخر لن يتخطون زيارتي والسؤال عني".
وأكدت أن "حب الناس لي ولأبنائي لا يمكن وصفه، فهم على تواصل معنا بالصغيرة والكبيرة وفي كل مناسباتنا وأعيادنا ومنها أعياد الميلاد إذ تنهال علينا الهدايا وباقات الزهور من حيث لا ندري ولم يخلو منزلنا من المهنئين بمختلف المستويات الاجتماعية والوظيفية بما في ذلك شخصيات حكومية تتواصل معنا وتقدم التهاني وتعرض علينا كل ما نريد من احتياجات".
أما السيد جلال الشاطئ الذي يسكن جوار هذه السيدة في حي الجعفرية بمدينة الكوت فيقول "أم فرج ربتنا صغاراً واحتضنتنا بحنانها وما تزال قريبة منا لذلك يحبها الجميع ، فهي العمة الحنون والخالة لعدد كبير من المدرسين والمهندسين والأطباء والمحامين وآخرين بمختلف المهن والوظائف وأغلب هؤلاء لم ينسوها فهم على تواصل مستمر معها والحرص على تلبية كل شيء تحتاجها هي وأبنائها الذين يعملون بمهن حرة مختلفة".
ويرى الكاتب والقاص سعد الموسوي أن "وجود هذه السيدة في مدينة الكوت ورفضها مغادرة المدينة تحت كل الظروف والالتحاق مع أقاربها ماهو إلاّ واحدة من القصص الاجتماعية المميزة ".
وقال "حتى أنهم أصبحوا جزءا أساسيا من المجتمع الواسطي الذي أحب عائلة أم فرج ولن يقبل لها بمغادرة المدينة فعاشت بمحبة وما تزال تعيش بيننا دون أن تشعر بالغربة ".