ديالى/ محمود الجبوري
اجمع مسؤولون امنيون ومختصون في ديالى على زظوال تنظيم داعش وتلاشيه في ديالى بنسبة 95% الا ان بقايا الجيوب المتخفية مازالت محط قلق وخوف أمنى من هجمات غادرة او خروقات غير محسوبة في بعض المناطق الساخنة.
قوات الامن والحشد الشعبي تحكم السيطرة على قواطع ديالى الساخنة بشكل واضح وباتت تملك زمام المبادرة والتقصي عن البؤر والجيوب الخفية بعد النتائج الكبيرة التي حققتها التقنيات الالكتروني في محاربة الارهاب والتي تشمل الطيران الجوي المسير والكاميرات الحرارية المتطورة الى جانب الدور الاستخباري المثمر والتنسيق بين الوكالات الامنية كافة.
أبرز المعاقل التي باتت تعد شبه ساخنة او ساخنة تتركز في حوض حمرين شمال شرقي المحافظة وأطراف ناحية جلولاء وأطراف ناحية العظيم ضمن حدودها مع صلاح الدين.
مصدر امني في شرطة ديالى رفض كشف اسمه بسبب قيود التصريحات الامنية اكد عدم وجود مناطق ساخنة او خطرة في ديالى بفعل الخطط الامنية والتنسيق العالي بين الاجهزة الامنية والاستخبارية والمخابرات والامن الوطني الى جانب تعزيز ديالى بنشر فرقة 23 من الجيش في حوض ناحية العظيم شمالي ديالى.
وبين المصدر في حديثه لـ(المدى) ان عام 2024 شهد تنفيذ أكثر من 30 ضربة جوية استهدفت اوكار ومعاقل بقايا داعش واثمرت عن قتل أكثر من 100 ارهابي في مناطق متفرقة الى جانب تدمير عشرات الاوكار والمضافات الارهابية.
وعزا المصدر النجاحات الامنية الى فعالية السلاح الجوي والاجهزة الاستخبارية الى جانب الطائرات المسيرة والكاميرات الحرارية التي اجهضت تحركات وقدرات بقايا داعش وجعلتها حبيسة الاوكار والبؤر الخفية مستدركا "لا يمكن الاطمئنان من زوال بقايا داعش لكن جيوب الارهاب مازالت موجودة بعدد الاصابع وتتربص الفرص والغفلة الامنية".
وعزز المصدر النجاحات الامنية بالسيطرة التامة على الجرائم الجنائية والقبض على الجناة بوقت وجيز او ساعات معدودة ما أثمر عن تلاشي الجرائم الجنائية في ديالى بشكل تام.
مسؤول الحشد العشائري ورئيس مجلس ناحية العظيم السابق محمد ابراهيم أكد عدم وجود خطر ارهابي في مناطق العظيم وقراها البالغة 46 قرية الا ان جيوب داعش تتربص الفرص للتسلل من حدود محافظة صلاح الدين. وقلل ابراهيم في حديثه لـ(المدى) من خطر جيوب داعش واعتبرها مجرد مشاهدات امنية ترصد بالكاميرات الا انها غير قادرة على الوصول الى حدود ناحية العظيم المؤمنة والممسوكة من قبل الجيش وقوات الحشد على طول الشريط الحدودي بين العظيم وصلاح الدين.
وأعرب ابراهيم عن مخاوف الاهالي والعشائر من التقلبات السياسية التي ربما تمنح بقايا الارهاب فرصا لتنفيذ عملياتها او ربما تستغل اوراقا لتنفيذ اجندات سياسية معينة على حساب امن المواطن.
ولفت ابراهيم الى ان الاهالي والعشائر رافضون لوجود فكر الارهاب او ايوائه وباتوا اعين استخبارية للإبلاغ عن تحركات بقايا الجماعات الارهابية استنادا الى المواثيق المبرمة بين العشائر والوعي الكبير للاهالي حيال المخططات الظلامية والتكفيرية التي خلفتها تنظيمات القادة وداعش الارهابية مختتما "لا وجود للفكر الارهابي والطائفي في الناحية".
القيادي في الحشد الشعبي (حوض حمرين) احمد جمال التميمي أكد وجود خطر ونشاط متصاعد لبقايا داعش في حوض(الاصلاح) شمالي ناحية جلولاء 70 كم شمال شرق بعقوبة ومازالت الجيوب والبؤر تتحصن في البساتين والاراضي الزراعية.
وكشف التميمي في حديثه لـ(المدى) عن وجود ممرات رخوة وشاغرة تتحرك عبرها جيوب ومفارز داعش بين شمالي جلولاء ومناطق حوض حمرين وصولا الى حدود المحافظة مع كردستان وصلاح الدين.
واستدرك "رغم الانتشار المنظم لقوات الامن والحشد في محيط حوض الاصلاح والشيخ بابا شمالي جلولاء الا ان الجيوب والمفارز الارهابية حبيسة الاوكار في البساتين وتبحث عن ملاذات وممرات امنة للتحرك والهروب من الملاحقة الامنية او الضربات الجوية مؤكدا ان "عددهم لا يتجاوز 20 فردا بحسب المعلومات الاستخبارية الموثقة".
المقدم جلال مام فائق آمر الفوج الثاني من اللواء الثالث-المحور الأول للبيشمركة، أشر وجود نشاط ارهابي مستمر في مناطق حوض الاصلاح والشيخ بابا شمالي جلولاء ومازالت بقايا داعش مصدر تهديد وتخيف للقصبات الزراعية لاجبارها على التعاون ودعم بقايا داعش وعدم الابلاغ عنها او التعاون مع الاجهزة الامنية.
وعن حدود التماس الساخنة بين ديالى وكردستان والفراغات الشاغرة بينها اوضح فايق في حديثه لـ(المدى) ان البيشمركة نصبت 4 كاميرات حرارية بدءا من حدود ديالى وصولا الى ناحية كوله جو لرصد اي تحركات او نشاط لبقايا داعش الارهابية.
الى جانب الربايا الحدودية الراصدة لاي تواجد او تحرك لمفارز داعش لمنعها من التسلل والتنقل مؤكدا عدم وجود اي تسللات بين قواطع البيشمركة وديالى وعدم تسجيل اي خروقات او خلل أمنى في قواطع البيشمركة.
قائممقام قضاء المقدادية القريب من حوض حمرين زيد ابراهيم العزاوي اوضح في حديثه لـ(المدى) ان القوات الأمنية العراقية قطعت أشواط كبيرة جدا في القضاء على البؤر الإرهابية لداعش بمحيط مناطق القضاء ولم يعد لديها اي وجود والدليل انه تم رفع الكثير من السيطرات الأمنية وفتح شوارع مغلقة منذ أكثر من عشرين عاما.
واعتبر العزاوي فتح شارع محكمة المقدادية قبل يومين من اخر مسمار في نعش الارهاب وتهديداته في المقدادية للوضع الامني مؤكدا استمرار وتعزيز التنسيق الامني بين الإدارة المحلية والأجهزة الأمنية بكافة معززة باجتماعات دورية متواصلة لتقييم الوضع الامني في المقدادية واطرافها كافة.
وبنفس معطيات المسؤولين المحليين ذكر مدير ناحية قره تبه السابق وصفي التميمي ان تهديدات الجماعات الارهابية تلاشت ولم يعد لها وجود بفعل الجهود الامنية ويقظة الاهالي ونبذهم ايواء اي عناصر ارهابية مشبوهة وتعاونهم مع قوات الامن مشيرا الى ان 63 قرية تابعة للناحية مؤمنة بالكامل ولاتحوي اي بؤر او جيوب ارهابية.
ولم يستبعد التميمي في حديثه لـ(المدى) وجود خطر ارهابي ونشاط لمفارز داعش عند حدود بحيرة حمرين وأطراف جلولاء القريبة من ناحية قره تبه الا ان المفارز الارهابية عاجزة عن ايجاد مأوى او موطئ قدم في مناطق قره تبه منذ سنوات عدة.
بدوره نوه النائب عن ديالى سالم ابراهيم العنبكي الى وجود خلايا نائمة تشكل خطرا على الوضع الامني في ديالى بعد حادثة ناحية بني سعد الصيف الماضي والتي خلفت 4 ضحايا من قوات الامن بينهم ضابط.
ونبه العنبكي في حديثه لـ(المدى) من تحركات لبقايا داعش وفق الظروف المتاحة لها خاصة في المناطق الوعرة والبعيدة عن انظار الاجهزة الامنية الا انه اعتبرها تحركات ضعيفة يمكن احتواءها.
واشر العنبكي نقصا في ادوات محاربة الارهاب في ديالى وضرورة دعم المحافظات بالتقنيات الحربية المتطورة من الغطاء الجوي والطائرات المسيرة والكاميرات الحرارية والاسلحة الحديثة والتي اعتبرها اختزال لجهود وخسائر مادية كبيرة وحماية من اي خسائر بشرية محتملة.
وعد العنبكي العمليات البرية الكلاسيكية لمطاردة بؤر داعش غير مجدية وغير مثمرة واستنزاف لمقدرات البلاد المالية واللوجستية ولا يمكن مطاردة انفار معدودة من داعش باستخدام مئات العناصر الامنية بكافة عددها والياتها داعيا الى الاعتماد الاكبر على المسيرات والضربات الجوية والجهود الاستخبارية كما معمولا به في جميع الدول الاخرى.
وتابع حديثه "اداء القوات الامنية والتنسيق بين الوكالات الاستخبارية جيد في ديالى الا ان تعزيز الاستقرار الامني والحفاظ على النجاحات الامنية يتطلب تقنيات حربية تفوق قدرات البؤر الارهابية وضرورة الابتعاد عن العمليات الامنية غير المجدية التي تستنزف القدرات البشرية والمادية دون جدوى".