اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بحثاً عن معطف بروست.. ستيفاني لاكافا

بحثاً عن معطف بروست.. ستيفاني لاكافا

نشر في: 4 فبراير, 2011: 04:28 م

ترجمة: نجاح الجبيلييحكي كتاب "معطف بروست" قصة جاك غوران وهو تاجر عطور فرنسي كان مهووساً بأعمال مارسيل بروست. في عام 1929 التقى بعائلة بروست واكتشف أنهم كانوا ينوون تدمير دفاتر الكاتب ورسائله ومخطوطاته. حاول غوران أن يكسب ود ورثة بروست ومن خلال الرشوة واللطف جمع ممتلكات بروست ومخطوطاته وأنقذها من التدمير. قابلتُ مؤخراً عن طريق البريد الالكتروني لورنزافوسشيني وهي صحفية إيطالية فتحدثت عن كتابها "معطف بروست":
لماذا كان معطف بروست في غاية التميّز؟إن معاصري بروست مثل جان كوكتو وصفوا أسلوبه كونه تجسيداً لأناقة قديمة مهذبة. كان غندوراً حقيقياً يرتدي دائماً قميص حريري كبير وصدرة مزدوجة وقفازين ملونين فاتحين جداً بنقاط سوء وقبعة ذات حافة مسطحة ووردة أو أوركيدة في فتحة زر في معطفه الفروك وعصا للمشي. لكن حتى في أشد الأيام حرارة كان مارسيل لا ينزع معطفه الثقيل المكسو بالفرو. وأصبح ذلك أسطورياً بالنسبة لأولئك الذين عرفوه.كيف اكتشفت هذه القصة؟أولئك الذين يعرفون بروست يعلمون بأن مثل هذا الشغف غالباً ما يتحول إلى هوس. وكان الأمر كذلك في حالتي. حين قابلت بييرو توسي وهو مصمم الأزياء المعروف في أفلام فسكونتي لم أقاوم إغراء سؤاله إن كان يعرف السبب وراء توقف صانع الأفلام العظيم لوشينو فسكونتي من إنتاج مشروعه المحبوب في إعداد رواية "البحث عن الزمن الضائع" على الشاشة الكبيرة. في أوائل السبعينات جمعت الأستوديو هات الأميركية الكثير من المال من أجل هذا المشروع وكان هناك حديث يدور حول إعطاء الدور إلى ممثلين مثل لورنس أوليفيه ومارلون براندو ودوستين هوفمان وحتى غريتا غاربو. ودعي توسي إلى باريس كي يعاين خطط الإنتاج. وهناك التقى بشخص مميز جداً. وجاء كتابي من القصة الرائعة التي رواها لي توسي عن هذا الرجل جاك غوران.أستطيع أن أفهم الحاجة لجمع رسائل الكاتب ويومياته وملاحظاته. لكن هل  بإمكانك توضيح هوسه بالأشياء الشخصية للكاتب؟ لماذا الفراش والسجادة والمعطف؟لأن غوران هو الذي جعل من مسودة "طريق سوان" متاحة لنا. والأمر ينطبق أيضاً على النسخ العديدة من المجلد الأخير لرواية "البحث عن الزمن الضائع"إن كتابي هو قصة تلك الجهود التي لا تصدق لجامع كتب. كان غوران قادراً على حفظ الأوراق المهمة التي انتهكت المحترمية البرجوازية لزوجة أخي بروست المتسمة بالاحتشام. بعد موت بروست بدأت عائلته في التدمير المتعمد لدفاتره ورسائله ومخطوطاته وأثاثه ومنقولاته الشخصية وقامت ببيعها. إن شذوذ بروست الجنسي أحاطه مثل جدار غير مرئي لا يمكن تخطيه. وعدم رغبة عائلته في فهم هذا أدت بها إلى تاريخ من الصمت تحول إلى حقد ثم تحول إلى أفعال من تخريب الممتلكات فقد دمرت أوراقه وأهمل أثاثه. إن العثور على معطف بروست كان خاتمة سلسلة من المغامرات والأحداث الدرامية التي كان على غوران مواجهتها. لا أريد أن أكشفها الآن فعليك أن تقرأي الكتاب.ما هو الشيء المفضل لديك من بين الأشياء التي جمعها غوران؟إذا كان يتوجب عليّ أن أجيب فإن ذلك سوف يقلل من الفيتشية البسيطة لحب غوران للأشياء التي أنقذها من الاحتراق. كتب بروست في "طريق سوان" إن هناك معتقد سلتي بأن أرواح الذين فقدناهم تبقى أسيرة في بعض الكائنات الأصغر حجماً، حيوان، نبات، جماد ، في الحقيقة هي مفقودة بالنسبة إلينا حتى اليوم و لن تأتي بالنسبة للبعض منا، حين نجد أنفسنا نسير بالقرب من شجرة ويصبح واضحاً لدينا بأن هذا الشيء في سجنها. الروح ترتعد وتدعونا وما أن نسمعها يبطل السحر. وبعد أن نحررها تتغلب على الموت وتأتي لتعيش بيننا مرة أخرى". بالتأكيد أن على غوران أن يعرف هذا.أحب الفراش الذي كان لدى بروست منذ السادسة عشرة إذ كتب روايته الكاملة ومات في 18 تشرين الثاني عام 1922. بالنسبة لوالتر بنجامين هناك لحظتان فقط في التاريخ تسجلان تجهيزات مثل هذه "السقالات". الأولى حين رسم مايكل أنجلو وهو منبطح ورأسه للأسفل قصة خلق العالم على سقف كنيسة السيستين. والثانية هي "الفراش الذي اضطجع عليه بروست المتوعك وقلمه في ذراعه المرفوعة وهو يغطي الصفحات التي لا تعد في كتابه المكرّس لخلق عالمه المصغّر".ما هو الدافع وراء جمع غوران للأشياء؟إن جاك غوران يحب أن يعرّف نفسه ( على الرغم من أنه يملك واحداً من مقتنيات الكتب العظمى في العالم) لا كجامع بل كمنقذ. سيقول بأن شغفه كان إنقاذ الكتب النادرة والمخطوطات والصور من التدمير والإهمال.متى بدأ افتتانك ببروست؟حين كنت في الثامنة عشرة في نابولي إذ ولدت هناك. ( في ذلك الوقت كنت أعيش في روما مع والديّ). وكنت ضيفة على رجل سيصبح أب ابنتي كاميلا. لم أستطع النوم وأنا أعثر قرب الفراش على رواية  بروست على شكل كتاب جيب. لم أنم طوال الليل ولم أترك الكتاب وأخذت المجلد الأخير معي في شهر العسل.ياه ياه ياه ياه ياه ياه .. بس يالله شغلة الطبخ احسن من السكرتارية ... والله سواها علي .. بس حلوة هاي من وين ميروح يصير خفر نصبة .. لالالا خطية يبووووووووووووووو .. لالا حتخربط من ورة الضحك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram