TOP

جريدة المدى > سياسية > عام 2025.. أمنيات الكرد تتراوح بين حل الأزمتين الاقتصادية والسياسية

عام 2025.. أمنيات الكرد تتراوح بين حل الأزمتين الاقتصادية والسياسية

نشر في: 31 ديسمبر, 2024: 12:09 ص

 سوزان طاهر

وسط الاستعدادات والاحتفالات لاستقبال العام الجديد، بعد أن أوشك عام 2024 على النهاية، باتت أمنيات وتطلعات المواطنين، هي السمة الأبرز هذه الأيام، ولاسيما في إقليم كردستان، إذ تقدمت أمنية حل أزمة الرواتب والوضع الاقتصادي، على الأمنيات الأخرى. وتعتبر محافظات إقليم كردستان هي أكثر المحافظات في العراق التي تشهد اهتماما كبيرا بموسم الأعياد والمناسبات، لكن على ما يبدو أن الأزمة الاقتصادية الخانقة، هي أكبر هذه المرة من إصرار الناس على الاحتفال بعيد رأس السنة.

وتستعد في كل عام مدن إقليم كردستان بوقت مبكر، بنصب أشجار عيد الميلاد وتزيين الشوارع والأسواق الشعبية، والمراكز التجارية، للاحتفاء بقدوم العام الجديد.

مشكلة الرواتب
وتختلف أمنيات المواطنين في إقليم كردستان من عام لآخر، لكنها هذا العام تتركز على عدة نقاط، لعل أهمها حل الأزمة الاقتصادية التي أنهكت الموان الكردي.
ويقول آري عمر وهو مواطن كردي من أهالي أربيل إن، أمنيات عام 2025 كثيرة، ولكن نتمنى أن تحل المعضلة الأكبر، من خلال الاتفاق بين بغداد وأربيل، وإنهاء أزمة الرواتب.
فيما بين خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "أمنية صرف الرواتب بشكل شهري منتظم، تتقدم على الأمنيات الأخرى، لأنها الأساس لحل جميع المشاكل الشخصية التي يعاني منها المواطن".
ومنذ سنوات، يتأخر صرف رواتب موظفي الإقليم، حتى أصبح هذا الملف يؤرق المواطنين في الإقليم، وتشير الإحصاءات إلى أن 30% من الموظفين الحكوميين اضطروا للاستدانة خلال الأشهر الأخيرة لتغطية احتياجاتهم الأساسية.
وكانت وزارة المالية في إقليم كردستان، أعلنت في بيان رسمي مؤخرًا أن، الحكومة تواجه تحديات مالية بسبب قلة الإيرادات وسياسات بغداد المالية، لكنها تعمل على توفير حلول مستدامة بالتعاون مع بغداد.

تشكيلُ الحكومة الجديدة
ولا تختصر الأمنيات على الواقع الاقتصادي، فلا تبدو السياسة بعيداً عن مشهد الأزمات، وأمنيات إيجاد الحل لتلك المعضلة في عام 2025.
وبهذا الصدد يقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد حسين إنه، نأمل خلال مطلع عام 2025، أن تتشكل حكومة إقليم كردستان بلا تعقيدات، وينتهي الخلاف بين الأحزاب الكردية.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أنه "نأمل لعام 2025، أن يكون عام حل الخلافات وتوحيد الأحزاب الكردية، وتشكيل حكومة قوية منسجمة، تعمل على إنهاء معاناة المواطن الكردي".
وأضاف أنه "كلما كانت الأحزاب الكردية قوية، كلما كان موقف الكردية قويا، ويستطيعون الحصول على حقوقهم، وهذا ما نأمله في عام 2025، بأن تنتهي الخلافات، وتوفي بغداد بالتزاماتها المالية، لكي تستطيع حكومة تسديد رواتب الموظفين، بشكل منتظم".
وبالرغم من انخفاض درجات الحرارة، إلا هيئة السياحة في إقليم كردستان توقعت دخول حوالي 200 ألف سائح إلى مدن إقليم كردستان، لغرض الاحتفال بعيد رأس السنة، في خطوة قد تساهم بإنعاش أسواق الإقليم، التي تشهد ركوداً كبيراً.

إنهاء النزوح
فيما للعوائل النازحة التي تقيم في إقليم كردستان أمنيات أيضاً، تتمثل في عودتهم لمناطقهم وإنهاء أزمة النزوح التي استمرت لأكثر من 10 سنوات.
أحمد الجنابي وهو نازح من أهالي صلاح الدين يتمنى خلال حديثه لـ(المدى) أن "يكون عام 2024، هو آخر عام للنزوح، ويأمل أن يتمكن في عام 2025، من العودة لمنطقته، التي مضى على تحريرها 8 سنوات، لكنه لا يستطيع العودة لها، بسبب المشاكل والخلافات السياسية والعشائرية".
وتشاطر المرأة الكردية أمنية الرجال، وسط آمال أن يكون العام الجديد، عاماً للفرح والسرور، وأن يعم الأمن والأمان في إقليم كردستان والعراق بشكل عام.
بيان مصطفى، وهي معلمة في السليمانية توضح أمنيات العام الجديد عبر (المدى) بالقول إنها "بسيطة، وليست صعبة أو مستحيلة، وتحقيقها يحتاج إرادة حقيقية، فأمنيات الكرد بالعام الجديد، باتت تتعلق بتوفير أبسط حقوقهم".
وأشارت إلى أن "توفير الراتب، والخدمات، وإنهاء الخلافات السياسية، وتوفير فرص العمل للشباب، والاهتمام بالتعليم الحكومي، والمستشفيات الحكومية، وكلها أمنيات بسيطة، يمكن تحقيقها".
ويؤكد عضو اللجنة المالية في برلمان إقليم كردستان صباح حسن أن، أزمة الرواتب تتحملها الحكومة الاتحادية، لكونها لم تلتزم بالاتفاق المبرمة بين الطرفين.
وذكر في حديثه لـ(المدى) إلى أن "إقليم كردستان أبدى تعاوناً كبيراً، وسلم جميع المعلومات التي طلبتها وزارة المالية الاتحادية، من بيانات، وأرقام، كما سلم 50% من الإيرادات الداخلية، وفقا لقانون الموازنة".
وأضاف أن "بغداد تتعمد عملية تأخير إرسال المبلغ، وبالتالي حكومة الإقليم لا تستطيع صرف الرواتب، وعندما كنا نصدر النفط، كانت الرواتب تدفع بانتظام، ولكن الحكومة الاتحادية أوقفت تصدير النفط، وفقاً لقرار محكمة باريس، ومع ذلك لا ترسل الرواتب بشكل كامل ومنتظم".
وبالرغم من الزيارات المتبادلة للوفود السياسية والفنية، والتي كان آخرها زيارة وزيرة المالية طيف سامي، إلى أربيل، إلا أن مسألة رواتب الموظفين، ما تزال تنطوي على الكثير من التعقيدات والإشكاليات الإدارية والقانونية.
هذا ونفت وزارة المالية العراقية تعمدها بعدم صرف رواتب موظفي إقليم كردستان لأربعة أشهر.
وأوضحت وزارة المالية في بيان لها أنه "بشأن ما تناقلته بعض صفحات التواصل الاجتماعي مؤخراً حول تعمد وزارة المالية بعدم صرف رواتب موظفي إقليم كردستان لأربعة أشهر"، مؤكدة، أن "هذه الادعاءات عارية عن الصحة تمامًا".
وشددت على "التزامها الكامل بتنفيذ التزاماتها المالية وفق القوانين والإجراءات النافذة دون أي تقصير".
وكانت وزارة المالية والاقتصاد في اقليم كردستان قد أعلنت أن وزارة المالية في الحكومة الاتحادية أرسلت أكثر من 631 مليار دينار لتمويل رواتب شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وتستعد مدن إقليم كردستان لاستقبال العام الجديد، وسط احتفالات وتحضيرات تبدو خجولة، ليست كما في الأعوام الماضية، ورغم ذلك تصر الكثير من العوائل على إظهار مراسيم الاحتفال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

زيارة مرتقبة للسوداني إلى طهران: الغاز والوضع في سوريا على رأس الأولويات
سياسية

زيارة مرتقبة للسوداني إلى طهران: الغاز والوضع في سوريا على رأس الأولويات

 بغداد/ تميم الحسن تبدو كلمة السر لتجنب العراق "مفاجآت" ما بعد عاصفة سوريا هي البقاء على "الحياد" تجاه الأزمات الكبيرة في المنطقة.نجحت خطة "الحياد العراقي" منذ الحرب في غزة (أكتوبر 2023)، ولكن هل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram