TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج المغربي نبيل عيوش: "أنا أؤمن فقط بالمقاومة،وبالأشخاص الذين يقاتلون"

المخرج المغربي نبيل عيوش: "أنا أؤمن فقط بالمقاومة،وبالأشخاص الذين يقاتلون"

نشر في: 2 يناير, 2025: 12:03 ص

ترجمة : عدوية الهلالي

في فيلمه الجديد “الجميع يحب تودا” الذي سيمثل المغرب في حفل توزيع جوائز الأوسكار، يرسم المخرج نبيل عيوش صورة امرأة متمردة تحلم بتحرير نفسها من خلال فن العيطة. لقد اعتاد عيوش على إزعاج السلطة. ومنذ أكثر من ثلاثين عامًا، أدخل المخرج المغربي سينماه في صراع مع الوضع الاجتماعي والسياسي للمملكة وناقش المحرمات في أفلامه مثل (الفوارق الاجتماعية، الدعارة، المثلية ، التجاوزات الظلامية، إلخ).. ومع ذلك وبعد اختياره في مهرجان كان، سيمثل أحدث أفلام نبيل عيوش، "الجميع يحب تودا"، المغرب في حفل توزيع جوائز الأوسكار، بعد ستة وعشرين عاما من فيلمه الطويل الأول "مكتوب".

وإذا كان فيلمه (علّي صوتك)، الذي صدر عام 2021، قد رسم المخرج فيه صورة لشاب متعطش للتعبير بفضل موسيقى الراب، وهي أداة سياسية منذ الربيع العربي، ففي هذا الفيلم صورة امرأة متمردة وأم عازبة لطفل صماء وقليل السمع. والصبي الأبكم الذي يصوره في تودا، يكشف عن نفسه دائمًا من خلال الفن، وهذه المرة من خلال أغنية العيطة ("البكاء")، وهي أغاني الحب والمقاومة للحماية الفرنسية. انه يقدم تحية نابضة بالحياة للنساء اللواتي نسميهن الشيخات، النساء المعشوقات والمنفيات من قبل المجتمع.
مجلة جون افريك أجرت معه حوارا جاء فيه :

  • من هم المشايخ وهل يمكنك أن تؤرخ ميلاد الحركة؟
    -هؤلاء المغنون هم ورثة وحاملو أغنية العيطة التقليدية، وهي شكل من الشعر الغنائي الذي لم يتم تأليفه في الأصل على الموسيقى والذي يتميز بخصوصية كتابته بأيادٍ متعددة. كان الناس يتجمعون في القرى حول النار ويسردون قصصًا تاريخية وملحمية، وغالبًا ما كانوا يروون المعارك ضد الحكام المحليين والأباطرة الذين كانوا يطلق عليهم اسم المساعدين في ذلك الوقت. وكانت هذه أغاني المقاومة التي استهدفت أيضًا الاحتلال الفرنسي. وقد انتقلت العيطة من قرية إلى أخرى، وانتهى بها الأمر لتصبح نوعًا موسيقيًا في حد ذاته يغنيه الرجال فقط، الذين كانوا يُطلق عليهم اسم شيوخ.ولكن منذ القرن التاسع عشر فصاعدًا، تجرأت النساء على الغناء في الأماكن العامة. ومن هنا، تمت صياغة مصطلح "الشيخة" للإشارة إلى الفنانات.. ومن هنا بدأ هذا التقليد الذي تحمله النساء، خاصة في سهول آسفي جنوب مراكش، ليصل بعد ذلك إلى جبال الأطلس، بين السكان البربر. ثم أدى النزوح من الريف والفقر بهؤلاء النساء إلى الوصول إلى المدن الكبرى. وهناك، بدأن الغناء في الأماكن التي يوجد بها الكحول وتتدفق فيها الأموال بحرية وتغيرت صورتهن من فنانات معروفات ومحبوبات، وأصبحت الشيخة مرادفة تقريبًا للعاهرة.
    *كيف تفسر أن الشيخات، مثل تودا في الفيلم، محبوبات ومختزلات إلى جسد، مادة للرغبة؟
    -إنه التناقض في كيفية النظر إلى هؤلاء النساء. أعتقد أن هناك الكثير من الأشخاص، وخاصة الرجال، الذين لديهم مشاكل مع النساء المستقلات والمحاربات.انهم يعجبون بهن لكنهم يسعون إلى تحويلهن إلى سلعة، أو موضوع للاستهلاك.العنف العادي هو جزء من حياتهن اليومية ،يتأقلمن معه، ورغم المآسي يضطررن للعودة إلى العمل. أردت أن أصنع هذا الفيلم لكسر هذا النوع من الفصام وتذكير الناس بأن هؤلاء النساء فنانات قبل كل شيء. وإذا كان هناك شيء يجب علاجه، فهو ليس هم، بل الطريقة التي ننظر بها إليهم.
    *تكافح تودا للحصول على مكانة الفنان في صراع عقيم إلى حد ما. هل أنت متشائم بشأن وضع هؤلاء النساء، العازبات غالبا، في المغرب؟
    -لا، ولكن أعتقد أنه صعب. تحلم تودا بالارتقاء الاجتماعي لنفسها ولابنها، وتأمل أن تحصل عليه من خلال فنها والمدرسة التي تسجل فيها طفلها. وتأمل أن يكون له الحق في التعليم الذي لم تتمكن من الوصول إليه. إنها أمية، لكنها تحارب. أنا أؤمن بالأشخاص الذين يقاتلون. أنا أؤمن فقط بالمقاومة.تودا سوف تنتصر على كرامتها.وإذا توصلت إلى الملاحظة المريرة إلى حد ما بأنها لا تُعامل بشكل أفضل بين الأغنياء مقارنة بالفقراء،وأنها تظل موضوعًا للاستهلاك، فإنها ترفض الخضوع له وتتمكن من استعادة كرامتها.أنا أعتقد أنه من خلال الأفعال القوية، ولكن أيضًا بفضل الأشياء الفنية المتداولة، مثل الأفلام، يمكننا تغيير تصورات الناس. وأجرؤ على أن آمل ألا نخسر المعركة، بل على العكس من ذلك، أن تنفتح الضمائر وأن نبدأ في رؤية هؤلاء النساء مرة أخرى كما يجب أن يُنظر إليهن.
    *منتصف الليل، وتسليع أجساد النساء، وظروف المرأة…هناك نوع من التشابه بين فيلم(الجميع يحب تودا) وفيلم (احببت كثيرا)، الذي قدمته في مهرجان كان، منذ ما يقرب من عشر سنوات. ما هي العلاقة بين هذين العملين؟
    -أعتقد أنه يمكننا التحدث عن ثلاثية بين "ما تريده لولا" (2007)، و"أحببت كثيرًا" (2015)، و"الجميع يحب تودا". هناك بالفعل استمرارية. النساء في فيلم (أحببت كثيرا)هن أيضًا محاربات، يقاتلن من أجل الحصول على الاستقلال في مواجهة المجتمع.الفرق هو أنه في "الجميع يحب تودا"، يتم هذا الغزو عن طريق فن العيطة.هنا، الغناء هو أداة التحرر.
    *أنت لا ترسم صورة وردية جدًا للرجال،فمعظمهم من الحيوانات المفترسة، باستثناء بعض الشخصيات النادرة مثل عازف الكمان؟
    -هنالك ثلاثة رجال مهمون في حياة تودا.وبالنسبة لي، أكبر النضالات النسوية يقوم بها النساء والرجال. الأب في الفيلم شخصية غير عادية. وعندما يصل الأخ إلى منزل الوالدين ويعارض تودا لأنها تريد مغادرة الريف وحدها مع ابنها، يكون الأب هناك للدفاع عنها. وعندما تصل تودا إلى الدار، كان الرجل، عازف الكمان في الواقع، هو الذي يرشدها ويرافقها. ومن الواضح أن الرجل الثالث في حياتها هو ابنها. لقد نشأتُ على يد أم عزباء قوية. وهناك الكثير من تاريخي الشخصي في هذا الفيلم. تودا تؤمن بالمستقبل، والمستقبل يتطلب هذا التعليم الذي حرمت منه، والذي تأمل أن تقدمه لابنها رجل المستقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الأفغاني "كتابة حوا": الوثائقيّ شاهدٌ على خراب

تجربة للمشاهدة: البعض أتى مهرولًا

المخرج المغربي نبيل عيوش: "أنا أؤمن فقط بالمقاومة،وبالأشخاص الذين يقاتلون"

مقالات ذات صلة

المخرج المغربي نبيل عيوش:
سينما

المخرج المغربي نبيل عيوش: "أنا أؤمن فقط بالمقاومة،وبالأشخاص الذين يقاتلون"

ترجمة : عدوية الهلالي في فيلمه الجديد “الجميع يحب تودا” الذي سيمثل المغرب في حفل توزيع جوائز الأوسكار، يرسم المخرج نبيل عيوش صورة امرأة متمردة تحلم بتحرير نفسها من خلال فن العيطة. لقد اعتاد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram