متابعة / المدى
رغم الحملات المستمرة للقوات الأمنية العراقية في مطاردة تجار ومروجي المواد المخدرة في البلاد، وإلقاء القبض على الالاف منهم سنوياً، الا أنها لازالت تجارة مربحة لهؤلاء التجار، الذين باتت مصادر تجارتهم تأتي من شرق العراق.
عقب الأحداث التي شهدتها سوريا، واسقاط نظام بشار الأسد، الذي اعتمد على تصدير مادة الكبتاغون المخدرة الى العراق، أغلقت الحكومة العراقية المنافذ الحدودية وشددت الاجراءات على طول الشريط الحدودي بين البلدين والذي يتجاوز الـ 600 كيلومتر، وبالتالي قطع دابر تهريب الكبتاغون الى الداخل العراقي أولاً، ومنع أي تسرب لجهات متشددة تعكر صفو الأمن في البلاد ثانياً.
"تجارة مربحة"
قطع دابر تهريب الكبتاغون من جهة الغرب، أدى الى أن يكون التهريب قادماً من الشرق، وبالتحديد من ايران وافغانستان، حيث ترد الى العراق مواد مخدرة مثل الحشيشة والكريستال، ما يجعل تجارتهما رائدة ومربحة لتجار المواد المخدرة، في ظل طول الشريط الحدودي بين العراق وايران والبالغ أكثر من 1450 كيلومتراً. بهذا الصدد، يقول عضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الأمن القومي حيدر القريشي، إنه "ونتيجة الأحداث في سوريا والقاء السلطات هناك القبض على تجار المخدرات وتفكيك معامل انتاج الكبتاغون واتلاف المواد، لم تسجل أي حالة تهريب من سوريا الى العراق حالياً لهذه المادة".
ويؤكد حيدر القريشي أن "غلق الحدود مع سوريا بشكل تام أدى الى منع تهريب الكبتاغون الى العراق".
الكبتاغون مخدر يسبب الإدمان، ويطلق عليه اسم "كوكايين الفقراء"، وهو غير معروف كثيراً خارج الشرق الأوسط. تشير كل الأدلة إلى أن سوريا هي مصدر تجارة الكبتاغون غير القانونية في المنطقة، وقيّم البنك الدولي حجمها المالي بما يعادل 5.6 مليار دولار سنوياً، فيما كانت الأردن والسعودية تراقب المواد القادمة من سوريا ولبنان، لكون طرق التهريب اليهما متنوعة، ومنها ما يتم عبر دس هذه المخدرات في الأطعمة المعلبة وغيرها.
اعتقال آلاف التجار
بخصوص حملات السلطات العراقية للحد من تهريب المخدرات، أوضح حيدر القريشي أنه "وفقاً لوزارة الداخلية العراقية، فخلال عام 2024 تم القاء القبض على الاف المتهمين بقضايا المخدرات في البلاد".
ويبيّن أنه "تم ضبط ستة أطنان و183 كيلوغراماً من المواد المخدرة، والقبض على 14438 مستورداً للمخدرات"، موضحاً أن "المحكومين بالاعدام 144 هم تاجراً دولياً، والمحكومين بالمؤبد 454 تاجراً محلياً". عضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الأمن القومي، لفت والى أنه "أثناء المداهمات وعمليات القاء القبض تم قتل 11 وإصابة 33 تاجراً للمخدرات، فيما كانت التضحيات من القوات الامنية 3 شهداء و31 جريحاً".
من الحدود الشرقية للعراق، يتم تهريب مادتي الكريستال والحشيشة، وبالتحديد من إيران وأفغانستان، والتجار الأجانب لهذه المواد هم من كل الدول الاقليمية المحيطة، وفقاً للقريشي، الذي يلفت الى أن "التهريب الآن بات من الحدود الشرقية فقط، في ظل الشريط الحدودي الطويل الممتد من البصرة الى المثلث الحدودي مع تركيا". أما بشأن انتشار التعاطي في صفوف العراقيين، ذكر القريشي أن "التعاطي والادمان هو نفسه، رغم الجهود الحثيثة والمفارز المشكلة، لكن الاعداد ترتفع"، عازياً ذلك الى أن "تجار المخدرات يعملون بشكل مستمر نظراً لكون التجارة مربحة، وفي جانب آخر الهدف هو تخريب الشباب".