الموصل/ سيف الدين العبيدي
تعاني أزقة الموصل القديمة، في الجانب الأيمن من المدينة، من تدهور كبير في بنيتها التحتية، التي ازدادت سوءاً خلال السنوات الأخيرة بعد معارك التحرير. هذه الأضرار طالت المنازل المبنية من الحجر والجص، حيث أصبح كثير منها بحاجة ماسة إلى إعادة إعمار.
تخسفات تهدد السكان
تسببت تسربات مياه الصرف الصحي إلى باطن الأرض في حدوث تخسفات في بعض الأزقة، لا سيما في منطقة باب لكش، حيث انهار اثنان من المنازل العام الماضي، بينما تهدد الانهيارات ثلاثة منازل أخرى، ما أجبر سكانها على مغادرتها قبل خمسة أشهر. أما ما تبقى من أربع عوائل في الزقاق، فهي تستعد للرحيل قريباً، إذ أكد السكان أن بلدية الموصل، رغم إجراء كشوفات ميدانية، أعلنت عدم توفر الإمكانيات المالية لإصلاح الأضرار.
مطالبات لم تجد صدى
وليد إبراهيم، أحد سكان الحي، أوضح لـ"المدى" أن الزقاق بدأ بالتخسف بعد تحرير الموصل، ما دفعه إلى تقديم مناشدات متكررة لبلدية الموصل منذ عام ونصف لإصلاح الضرر، دون جدوى. وأشار إلى أن كوادر البلدية أجرت كشفاً ميدانياً مؤخراً وأعلنت عدم توفر المخصصات المالية. وأضاف وليد مستنكراً: "بينما لم يتم إصلاح الضرر، أنفقت البلدية ملياري و400 مليون دينار على تنفيذ جدارية نحتية لا قيمة فنية لها".
وأكد وليد أن المشكلة الأساسية تكمن في تسرب مياه الصرف الصحي من المنازل ومياه الأمطار، بالإضافة إلى كسر متكرر في أنبوب مياه الشرب تحت الأرض، مما أدى إلى تدهور التربة. كما أشار إلى المخاطر الصحية نتيجة ظهور الحشرات والزواحف كالفئران وغيرها.
من جانبه، أكد مدير شعبة الصيانة في بلدية الموصل، مهند رضوان، أن تخسفات عديدة تضرب المدينة القديمة بسبب هشاشة التربة وتدهور البنية التحتية، موضحاً أن أعمال الصيانة تعالج الأضرار بين فترة وأخرى بالتعاون مع دائرتي الماء والمجاري. وأوضح رضوان أن الأسباب المباشرة للتخسفات تعود إلى الأنابيب المتهالكة أسفل الأزقة، وأشار إلى أن عمليات الإصلاح ستبدأ بعد الأول من كانون الثاني مع بداية السنة المالية الجديدة.
وبين الوعود المؤجلة وسوء التنسيق بين الدوائر المعنية، تبقى أزقة الموصل القديمة عرضة للتخسفات والمنازل مهددة بالسقوط، مما يزيد معاناة السكان الذين يعيشون في خوف دائم من انهيارات جديدة مع حلول موسم الأمطار.