ذي قار / المدى
صدر حديثا عن دار الشؤون الثقافية 3 أجزاء من كتاب أهازيج الأعراس واغانيها وامثالها في المدن العراقية الذي وثق فيه الباحث حسين كريم العامل جانبا من التراث الفولكلوري في مجال الاعراس والحياة الزوجية في العراق.
ويضم الكتاب بمجلداته الـ (3) اكثر من 700 اهزوجة من "أهازيج وردات وكولات" الخطوبة والحنة والاعراس في المدن العراقية مقرونة بمئات الأغاني الشعبية القديمة والحديثة التي وردت في هذا المجال، كما يوثق نحو 200 مثل شعبي خاص بالأعراس والحياة الزواجية مقارنة مع نظيرها من الامثال السومرية والبابلية والعربية القديمة والعربية المعاصرة فضلا عن الامثال البغدادية القديمة والمعاصرة والموصلية والبصرية والناصرية والفرات اوسطية والنجفية وأمثال الاهوار والامثال والحكم الكردية والامثال التركمانية المتداولة بين تركمان العراق، ناهيك عن باقة من اغاني ترقيص الاطفال وترانيم الامهات التي تعبر عن اماني الامهات وتطلعاتهن المستقبلية حول زواج الابناء عندما
ويقول رئيس تحرير مجلة التراث الشعبي الدكتور صالح زامل في مقدمة الكتاب ان " كتاب (أهازيج الأعراس وأغانيها وأمثالها) يتصدى لموضوع حيوي وغزير في فضاء محدد، وهو الزواج، أحد عناصر دورة الحياة المهمة والغزيرة في تراثنا، وأحد سنن الخلق المستمرة التي لم يبدلها الإنسان في منظومتنا القيمية، التي تستمد الكثير من قوتها من التراث الثقافي غير المادي المتداول الذي يمثل الجماعة".
وأضاف زامل ان "هذه الفنون تُقال مؤدات إذ لا تُقال إلا بأجواء جماعية، فتحضر فيها روح الاشتراك، وهذا ما نسميه بـ (روح التعايش) التي يتوفر عليها التراث الثقافي ويبسطها ويغذّيها، ويصلح لحياتنا المزنّرة بأشكال الصراع بين الثقافات".
وبدوره قال الباحث حسين كريم العامل لـ(المدى) انه "سعى في هذا الكتاب الى تدوين ما لم يدون من "أهازيج وردات وگولات" الخطوبة والحنة والاعراس في المدن العراقية وانه عمل على جمعها كما وردت على ألسن الشرائح الاجتماعية مع ذكر البيئة التي انبثقت منها سواء كانت ريفية او مدنية".
وأضاف العامل "فمن الاهازيج ما يرد على لسان النسوة من امهات العرسان واقاربهن أو على لسان شابات من اخوات العريس والعروس وصديقاتهن أو على لسان الشباب من اخوة واقارب العريس واصدقائه، ولم تقتصر محاولة الجمع هذه على حقبة زمنية معينة وانما شملت كل ما وصَلنا منها سواء عبر النقل الشفاهي او من خلال المقاطع الصوتية والفيديوية".
وخلص العامل الى القول ان "ما دوناه من اهازيج الاعراس والكولات والردات والاغاني والامثال الخاصة بها هو بداية ومحاولة متواضعة لجمع الموروث الشعبي في هذا المجال والحفاظ عليه من الضياع ونتمنى ان تكون هذه البداية منطلقا لجمعها ميدانيا من قبل الباحثين في المحافظات العراقية وكل محافظة على حده".