بغداد/ هشام الركابي يؤكد أصحاب مزارع الطماطم في محافظة البصرة أن الإنتاج الزراعي خلال المواسم المقبلة مهدد بالانهيار نتيجة عوامل عدة، منها التسويقية والبيئية، مشيرين إلى أن استمرار تدفق المنتوج المستورد وتلوث المياه سواء الجوفية أو الظاهرة بالملوحة من جراء تدفق مياه البزل الإيرانية، ستدخل الإنتاج الزراعي على العموم بدائرة الخطر. وبالرغم من تشكيل لجنة لحماية المنتج المحلي لمحصول الطماطم في البصرة بسبب منافسة المستورد وتدني أسعاره، إلا أن الفلاحين في البصرة طالبوا في تظاهرة انطلقت مؤخرا بمنع الاستيراد، وحماية منتجاتهم أمام تحديات تحرم نحو خمسة آلاف عائلة من الاستمرار في الزراعة.
وقال بيان صادر عن محافظة البصرة إن المحافظ شلتاغ عبود المياح أوعز بتشكيل لجنة خاصّة لمعالجة ظاهرة تدني أسعار الطماطم المنتجة محلياً بسبب مزاحمة المستورد منها ما ألحق ضرراً بالمزارعين المحليين. وأضاف البيان أن اللجنة تتولى البحث عن وسائل كفيلة تدعم استقرار أسعار الطماطم المحليّة عند حدود معقولة بما يحمي مصالح مزارعيها، ولا يضرّ بمداخيل مستهلكيها. ويشير المهندس الزراعي فيصل جبار إلى أن أراضي البصرة مناسبة جدا لزراعة الطماطم في العراق، لكنها مهددة اليوم بالزوال، وأضاف في اتصال هاتفي مع (المدى) :تبلغ مساحة الأراضي التي تزرع فيها الطماطم بالبصرة نحو 40 ألف دونم، وتمتاز بان تربتها رملية وتكثر فيها المياه الجوفية، وهي مناسبة جدا لزراعة هذا المحصول، لكن هذه الميزة مهددة اليوم من خلال تدفق مياه البزل الإيرانية نحو مناطق شاسعة في البصرة، وتلويث المياه الجوفية بالملوحة ذات التراكيز العالية، الأمر الذي يصعب حينها استصلاح الأراضي أو حتى إرواء مزارع الطماطم من المياه الجوفية، وهذا خطر يتربص بالزراعة في المحافظة مستقبلا. ويتابع جبار حديثه بالقول: خطورة مياه البزل الإيرانية التي غطت مساحات كبيرة على الحدود بين البلدين ودخلت الأراضي العراقية ستتجلى خلال مواسم الزراعة المقبلة، من خلال تحول العديد من البساتين إلى أراض بور، لا يمكن استصلاحها وزراعتها من جديد، فلا بد من إيجاد حل ينقذ الزراعة في المحافظة، فالأسواق العراقية ستعتمد خلال الشهر المقبل وما يليه على المنتوج العراقي، عقب تنفيذ قرار فرض تعرفة كمركية على البضائع المستوردة، ومنها المحاصيل الزراعية، وعلى الجهات المختصة مفاتحة إيران لإيقاف تدفق مياه البزل من جهة، وسحب المسطح المائي إلى داخل أراضيها من جهة أخرى، والاكتفاء بما تضرر من أراض ومياه جوفية، وحتى شط العرب الذي نفق في مياهه العديد من أنواع الأسماك نتيجة الملوحة العالية. ويعاني مزارعو الطماطم في البصرة من ركود في تسويق إنتاجهم، ويقول صاحب مكتب لتجارة المحاصيل الزراعية جاسم بدران أن إنتاج الطماطم في المحافظة يصل إلى نحو نصف مليون طن، لكن هذا الرقم تذبذب وسجل انخفاضا خلال الموسمين الأخيرين نتيجة عدم وجود سياسة واضحة المعالم تجاه الاستيراد والإنتاج المحلي، ويضيف: هناك وجهان للتعامل مع الإنتاج المحلي للطماطم، فمن ناحية يؤكد المسؤولون المحليون إيجاد ضوابط لدخول الطماطم المستوردة من دول الجوار لحماية المزارع العراقي وتجنيبه الخسارة خلال موسم التسويق، ومن جهة أخرى نرى محال الجملة مليئة بالطماطم المستوردة، فمن أين دخلت إلى البلاد؟، ويتابع بالقول: إنتاج البصرة من الطماطم إن لم أبالغ يكفي العراق، وهو معروف بجودته، إذ أن مزارع الزبير وصفوان وأم قصروالبرجسية تنتج أفضل أنواع الطماطم مقارنة بالمستورد والمعالج بالمواد الكيمياوية، ولهذا من الضروري حماية الإنتاج العراقي من الزوال أمام تحديات الاستيراد غير المنظم. في غضون ذلك بحث رئيس هيئة الاستثمار في البصرة مع شركتي بريجستون وEFor ، الواقع الاستثماري في المدينة وسبل النهوض بالحركة الاقتصادية والإمكانات التي تمتلكها الشركتان في هذا المجال لدخول البصرة والمشاركة في إقامة المشاريع الإنشائية في مجال الخدمات النفطية ، لما تمتلكهما هاتان الشركتان من الخبرة والتقنيات الحديثة في مجال إقامة المشاريع الإنشائية و تجهيز المواد الكيماوية والنفطية. ونقل مصدر في هيئة استثمار البصرة لوكالة الصحافة المستقلة ( إيبا ) عن رئيس هيئة استثمار البصرة قوله أن الهيئة ترحب بكافة المستثمرين والشركات العالمية المتخصصة في كافة المجالات وفي مقدمتها الشركات التركية ، لما قدمته من انتشار واسع النظير في مجال تحركها الاستثماري وقدرتها على تقديم خدمات متميزة في البلاد.داعيا الشركتين للعمل الجاد وافتتاح فرع لهما في البصرة بغية التنسيق والمتابعة مع مجلس وديوان محافظة البصرة وبقية المؤسسات والدوائر الرسمية والاستفادة من فرص المناقصات الحكومية . من جانبه قال مدير إدارة مجموعة شركات بريجستون العالمية التركية R.Yusuf، إن مجموعته العالمية لديها مكاتب في العديد من دول العالم ومقرها الرئيس في دولة الإمارات المتحدة , وتعتبر من الشركات المتطورة في مجال الإنشاءات الهندسيــة وفي صناعة خدمات البترول. يذكر أن محافظة البصرة تشهد توافد الكثير من الشركات الأجنبية التي ترغب في الاستثمار بالمحافظة بعد التحسن الأمني والاقتصادي الذي شهدته مؤخرا ، كما منحت أكثر من 19 إجازة استثمارية لمختلف القطاعات الاستثمارية للعديد من الشركات.
مزارعون:الإنتاج الزراعي في البصرة أمام تحديات مياه البزل الإيرانية

نشر في: 4 فبراير, 2011: 06:11 م