بغداد/ تميم الحسن
يستمر غياب زعماء الفصائل المسلحة بالعراق منذ أكثر من شهر، فيما يبدو أن "الرد الأمريكي" بات قريبًا على تلك الجماعات.
وأُطلقت لأول مرة تحذيرات من قيادات الصف الأول في الدولة حول "سيناريوهات الرد".
وتسرّبت بالمقابل معلومات عن انسحاب للفصائل من مناطق كانت تتمركز فيها خلال السنوات العشر الأخيرة، في وسط وغربي البلاد.
وفي احتفالية في بغداد، رفض رئيس الوزراء محمد السوداني الربط بين الوضع السياسي في سوريا والعراق.
السوداني، في ذكرى مقتل محمد باقر الحكيم (قُتل بسيارة مفخخة في آب/أغسطس 2003 بالنجف)، قال: "هناك من حاول ربطَ التغييرِ في سوريا بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمرٌ لا مجال لمناقشته".
وأضاف في الحفل الذي أُقيم أمس في بغداد: "ليس من حقِّ أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاحَ في أي ملف، سواء كان اقتصاديًا أم أمنيًا، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل". وقبل ذلك بـ24 ساعة، كان عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة، قد كشف بشكل غير مسبوق عن خطة ترامب (الرئيس الأمريكي المنتخب) بشأن الفصائل.
وقال الحكيم، خلال حوار على هامش جلسات تُقيمها منظمة "موجة" في مدينة النجف: "كما هو معروف، فإن هناك موقفًا سيتخذ ضد الفصائل، وهذا ما وصلنا من الإدارة الأمريكية وبعض قوى الإطار التي تمتلك فصائل مسلحة".
وأكد الحكيم، المعروف بمواقفه الهادئة، أن الاستهداف المتوقع ضد جماعات ضمن التحالف الشيعي "لن يكون لأنهم من الإطار التنسيقي، بل لأنهم ضمن الفصائل، وهذا ما يظهر ويبدو حتى هذه اللحظة".
وهذا التحذير الأول من نوعه الذي يتحدث فيه زعيم في التحالف الشيعي، والثاني من قيادات الصف الأول بالدولة.
في الأسبوع الماضي، كشف محمود المشهداني، رئيس البرلمان، في تصريحات لوسائل إعلام عربية، أن "ترامب طلب من السوداني حصر السلاح بيد الدولة".
وبدأت واشنطن مؤخرًا بالضغط على بغداد، وفقًا لمستشار حكومي كشف عن طلب أمريكي لـ"حل الحشد الشعبي".
وقبل نحو شهرين، تحدث المرجع الأعلى علي السيستاني، لأول مرة منذ أحداث احتجاجات تشرين 2019، عن حصر السلاح.
"سيناريو" التغيير
ويتوقع "الإطار التنسيقي" حدوث إرباك في العراق على خلفية أحداث سوريا السنة الماضية.
ولا يعرف القادة الشيعة طبيعة ما يمكن أن يجري، لكنهم يحذرون من "مؤامرات" و"مندسين"، كما جاء في كلمة الحكيم الأخيرة في النجف.
وفي هذا الشأن، يعتقد هوشيار زيباري، وزير الخارجية الأسبق، أن تداعيات سقوط نظام بشار الأسد لن تبقى عند حدود سوريا.
وذكر في تدوينة على منصة "إكس"، بعد سيطرة المعارضة في سوريا على الحكم: "إذا ما تطورت الأمور في مواجهات عسكرية بالشرق الأوسط، فإنها لن تبقى في الشرق الأوسط حصريًا. نأمل أن لا يصل التصعيد إلى هذه الدرجة، ولكن كل شيء ممكن في هذا العالم".
وحذرت بغداد منذ اللحظة الأولى لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا من تحرك "داعش"، وعززت القوات العسكرية على الحدود.
وتدريجيًا، بدأت الحكومة العراقية بالتواصل مع الحكام الجدد في دمشق، حتى أوفدت حميد الشطري، مدير المخابرات، للقاء أحمد الشرع (الجولاني)، قائد المعارضة في سوريا.
في غضون ذلك، كشف السياسي المثير للجدل مشعان الجبوري عن حوارات مع شخصيات "تتبنى تغيير النظام العراقي عسكريًا".
الجبوري قال، في تدوينة على منصة "إكس"، إنه في ختام اجتماعاته مع فائق الشيخ علي (النائب السابق المتبني للتغيير عبر التدخل الخارجي، على حد وصفه)، فإن "التغيير الحقيقي يجب أن يتم عبر الوسائل التي حددها الدستور والقانون".
وأضاف الجبوري، وهو نائب سابق أيضًا: "إذا تعذر ذلك، يجب أن يكون الاحتجاج السلمي هو البديل".
ورغم رفض الجبوري الحل العسكري، أشار إلى أنه "لم يمنعنا ذلك من التواصل مع من يتبنون تغييرًا عبر التدخل الخارجي".
في ذكرى حادثة المطار
الاحتفال الأخير بذكرى وفاة "الحكيم" في بغداد كان متزامنًا مع حادث "المطار" قبل 5 سنوات، فيما لم يظهر قادة "الفصائل".
خلا الاحتفال الأخير من قيادات الصف الأول في "الإطار التنسيقي"، أبرزهم قيس الخزعلي (زعيم عصائب أهل الحق)، الذي ظهر قبل أسبوع في كربلاء ثم اختفى مجددًا، وأبو آلاء الولائي (قائد كتائب سيد الشهداء).
هؤلاء القادة لم يظهروا أيضًا في احتفال أُقيم مساء الخميس قرب المطار (ذكرى مقتل أبو مهدي المهندس والجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة أمريكية في 2020).
حضر هادي العامري، زعيم منظمة بدر، ورئيس أركان الحشد الشعبي أبو فدك المحمداوي حفل المطار.
ولم يُنظم في بغداد احتفال مركزي بشأن الحادث، واقتصر إحياء الذكرى قرب المطار، فيما كان السوداني مشغولًا بزيارة إلى صلاح الدين وافتتاح مشاريع نفطية. تأتي الذكرى هذه السنة مع متغير رئيسي تمثل بعودة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المتهم بقتل "المهندس وسليماني"، إلى السلطة.
وكان السوداني قد اتصل بالرئيس المنتخب بعد فوزه بالانتخابات نهاية العام الماضي، فيما يبدو أن بغداد طوت صفحة "مذكرة الاعتقال" التي كانت قد أصدرتها محكمة عراقية ضد ترامب.
في الأثناء، أشارت معلومات إلى أن الفصائل المسلحة بدأت بالانسحاب من القائم، غربي البلاد، بشكل غير مفهوم.
وصلت تلك الجماعات إلى الحدود العراقية- السورية نهاية 2016 أثناء الحرب ضد "داعش".
بالمقابل، تفيد تلك المعلومات بحدوث انسحاب آخر، أكثر جدلًا، في جرف الصخر، المدينة الغامضة جنوب بغداد، التي تسيطر عليها الفصائل منذ نهاية 2014 وتمنع أي أحد من الدخول إليها.
وكانت مصادر محلية في الأنبار وصلاح الدين قد تحدثت قبل شهرين عن "إخلاء لمقرات الحشد" في تلك المناطق.
وتزامنت تلك المعلومات مع الحديث عن "بنك أهداف" في العراق وضعته إسرائيل للرد على الفصائل.
ويرى غازي فيصل، وهو دبلوماسي سابق، أن الولايات المتحدة تريد "إقصاء إيران والجماعات المرتبطة بها في العراق" بعد التغييرات في سوريا ولبنان.
ويوم الجمعة الفائت، أشارت وسائل إعلام غربية إلى أن جو بايدن، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، ناقش في اجتماع "احتمالات ضرب إيران"، لكنه لم يتخذ قرارًا بعد.
ويُعتبر توجيه ضربة أمريكية لايران خلال فترة البطة العرجاء (من صدور النتائج إلى حين تسلم ترامب) مجازفة كبيرة، لكنه سيخاطر أيضًا بتسليم صراع جديد لخليفته، وفقًا لوسائل الإعلام الغربية. وينصح فيصل، في حديث لـ(المدى): "الحكومة العراقية والبرلمان باتخاذ قرارات سريعة بشأن تلك الفصائل".
وأضاف أن "التهاون مع وجود الفصائل يتعارض مع الدستور"، مبينًا أن تحذيرات عمار الحكيم الأخيرة "قراءة للمتغيرات في المنطقة وتراجع دور إيران".
جميع التعليقات 1
علي حسين
منذ 15 ساعات
تحياتي الكل خايفه وبودي القول (لم يحدث شي) والأمور عاديه ،امريكا تتدخل عندما تضرب مصالحها فقط أما قال وقلنا وكل واحد يثرد بسد اللكن تكول متريك وي ترامب باقلاء بالدهن الحر مع بيضتان طق وهيج راح يسوي ترامب ،ومرته هيج كالت شنو واحدكم خياط مال ملابس ترامب