TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > دور النشر الفرنسية تخوض مراهنة جديدة: عودة الأدب الشبابي إلى الواجهة

دور النشر الفرنسية تخوض مراهنة جديدة: عودة الأدب الشبابي إلى الواجهة

نشر في: 5 فبراير, 2011: 04:45 م

ترجمة: عدوية الهلالي في كل مرة ، يحاول الناشرون ايجاد وسيلة جديدة للنجاح وانتشار كتبهم ، وفي هذه المرة ، تراهن دور النشر الفرنسية على الكتاب الشباب جدا او المراهقين –على الارجح – ومنهم الكاتبة كارمن براملي التي تبلغ من العمر 15 عاما وهي طالبة في ثانوية فينيليون في باريس وتكتب منذ سن مبكرة ..
في هذا العام ، سيصدركتاب عنوانه (النبات الاصفر) عن دار لاتيز للنشرللمراهقة كارمن براملي التي عمدت دار النشر على الاشارة الى انها ابنة الكاتب سيرج براملي الفائز بجائزة (انترالييه)  في عام 2008 وأحد أشهر الكتاب وألمعهم في لاتيز، فضلا عن ان والدتها –مارين - روائية هي الاخرى ..وهذه ليست المرة الاولى التي تحقق فيها شابة مراهقة شهرة ادبية كبيرة ، ففي عام 2009 ، ذاعت شهرة ساشا سبيرلنغ ذي الثمانية عشر عاما الذي كان قد نشر روايته الاولى لدى دار فايارد للنشر وتناول فيها الكثير من ملامح حياته الخاصة التي اجتذبت اليه وسائل الاعلام بشدة ولا عجب في ذلك فهو ابن الكساندر اركادي ودايان كيروس ، ورغم انه جعل بطل روايته في الرابعة عشرة من عمره إلا انه كان شديد الشبه به وبسيرة حياته. في عام 2007 ، ظهر ايضا بوريس بورغمان وكان في سن الخامسة عشرة، وحازت روايته الاولى وقتها جائزة فلور لطلاب الثانوية ....آريان فورنيا بدورها اشتهرت مبكرا حين نشرت لها دار روبير لافون للنشر رواية (الإله امرأة) وهي ابنة الوزير والنائب السابق اريك بيسون ..ويجتمع هؤلاء الكتاب المراهقون في انتمائهم للطبقة الراقية فهم يسكنون في الاحياء الجميلة ويترددون على افضل المدارس الباريسية وتدور احداث كتبهم غالبا حول تفاصيل حياتهم تلك ..ونعود الى كارمن براملي التي تروي في كتابها الحياة العاطفية لبطلتها "بالوما " ذات الاربعة عشر عاما ، والتي تخرج في عطلة الى جزيرة بريها في عطلة العام الجديد وتعيش قصة حب هناك ...براملي تتحدث في كتابها عن الوجود والحياة والندم ولاتحاول ايجاد تفسيرات لغياب الاخلاق من عالمها الفتي ..ومما يثير الدهشة هو ان الكتاب السابقين جميعهم نجحوا في منح دم جديد للأدب الفرنسي لكنهم اهتموا بجوانب حياتهم الذاتية فقط ولم ينعطفوا ابدا بعيدا عن خطهم الاناني الى حد ما ، اذ يبدو انهم ليسوا جادين ابدا في اعمارهم الصغيرة على العكس من كتاب آخرين اشتهروا في سن صغيرة بينهم مينو دوريه التي اشتهرت في عام 1955عندما نشر لها  رينيه جوليارد مجموعتها الشعرية الاولى وهي في سن الثامنة ثم كرر (جريمته) في عام 1956مع نشر مجموعتها (الشجرة ..صديقتي) التي اثارت حربا كلامية في مايخص مصداقية كتاباتها اذ تصور البعض ان من المستحيل لمراهقة مثلها ان تكتب اشعارا ناضجة الى تلك الدرجة.الناشر رينيه جوليارد هو ذاته الذي اكتشف فرانسواز ساغان عام 1954 ونشر لها روايتها (صباح الخير ايها الحزن) وهي في سن الثامنة عشرة لتحقق نجاحا مذهلا ..هؤلاء الكتاب وغيرهم كثيراختاروا الكتابة وسيلة للتواصل مع المجتمع فلمعت اسماؤهم واستمرت شهرتهم ، أما كتاب اليوم من الشباب والمراهقين فمازالوا يدورون في افلاك مغلقة هي مفردات حياتهم المترفة فقط لذا يعتبر بعض النقاد اصرار الناشرين على نشر اعمالهم نوعا من المراهنة لكنها مراهنة مضمونة كما يبدو من ايرادات المبيعات في سوق الكتب ...فهل راهن ناشرو الكتب على بضاعة خاسرة يوما ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram