ذي قار / حسين العامل
عرض الكاتب والمترجم العراقي امير دوشي وعبر 196 صفحة نماذج من تغطية وسائل الإعلام الأجنبية لكارثة نهب المتحف الوطني العراقي عام 2003، اذ تناول نموذجين من تغطية وسائل الاعلام أحدهما اعلام حر لعب دوراً فعالاً في فضح بشاعة الكارثة وإيصالها إلى العالم أجمع، وأخر ملحق بماكينة الحرب يسوغ طعم الجريمة بذر المزيد من تابل التبريرات غير المهنية.
وفي حديث لـ(المدى) يقول الكاتب امير دوشي عن كتابه الموسوم (هل يستطيع الملحق ان يتكلم! – الصحفيون وعلماء الاثار الملحقون وكارثة نهب المتحف الوطني العراقي 2003) ان "الكتاب يعرض عدة نماذج من تعاطي وسائل الاعلام الأجنبية مع جريمة نهب المتحف الوطني العراقي"، مشيرا الى ان "الاعلام الحر ساهم مساهمة كبيرة في فضح تنصل القوات الأجنبية من مهمة حماية الإرث الحضاري للعراق وهو ما أرغم أصحاب القرار على اتخاذ تدابير عاجلة لتدارك اثار الكارثة".
وأضاف دوشي الذي رافق العديد من بعثات التنقيب الدولية "وبالمقابل نرى ان هناك اعلام ملحق بالجيوش الأجنبية المشاركة بغزو العراق حاول ان يتستر على الجريمة"، مبينا ان "الشرعية الأكاديمية والثقافية لغزو عام 2003 التي قدمها نظام الصحفي والآثاري الملحق بقوات الجيش الامريكي والانكليزي كان لها آثار غير مباشرة على التغطية الإعلامية وعلى التقارير الصحفية عن نهب المتحف العراقي في عام 2003".
وعرض دوشي في كتابه نماذج مما تطرقت له الصحف الأجنبية اذ نشرت نيويورك تايمز في (13 نيسان 2003)، (النهابون يجردون متحف العراق من كنوزه: "استغرق الأمر 48 ساعة فقط حتى تم تدمير المتحف، مع ما لا يقل عن 170.000 قطعة إثارية سرقها النهابون)، فيما كتبت وكالة أسوشيتد برس، في (12 نيسان 2003)، "كنوز المتحف الآن غنيمة حرب: (كل ما يمكن حمله قد اختفى من المتحف).
فيما كتبت إليانور روبسون، أستاذة في جامعة أكسفورد وعضو في مجلس كلية الآثار البريطانية في العراق، في نيويورك تايمز يوم (16 نيسان 2003)، (مناشدات الخبراء للبنتاغون لم تنقذ المتحف: "عليك أن تعود قرونًا إلى الوراء، إلى الغزو المغولي لبغداد عام (1258)، لتجد عمليات نهب على هذا النطاق).
فيما وصف بيوتر ميشالوفسكي، في مقال منشور في شبكة أخبار التاريخ، يوم (14 نيسان 2003) نهب متحف بغداد بوصمة عار: اذ قال ان "نهب متحف بغداد هو مأساة ليس لها مثيل في تاريخ العالم؛ يبدو الأمر كما لو أن متحف أوفيزي أو اللوفر أو جميع متاحف واشنطن العاصمة قد تم محوها بضربة واحدة".