ترجمة / حامد أحمد
تناول تقرير لصحيفة، ذي سانتياغو تربيون The San Diego Tribune، اطلاق مبادرة من قبل مجلس الجمعية الكلدانية في ولاية سانتياغو الأميركية للمسيحيين العراقيين المغتربين المقيمين هناك بتأسيس صندوق بالتبرع المالي من خلال تبني عائلة مسيحية في العراق ودعمها من الذين تعرضوا لتهجير على يد تنظيم داعش، مشيرا الى انه تم خلال هذه المبادرة جمع ما يزيد على 3 ملايين دولار تساعد عوائل مسيحية معوزة في تلبية احتياجاتها من تسديد بدلات ايجار او شراء طعام او سد نفقات أخرى.
وقال مؤسس الجمعية الكلدانية في سانتياغو، نوري بركة، انه من خلال برنامج خيري تم إطلاقه هنا في الولاية فان كثيرا من أطفال مسيحيين يعيشون في مناطق شمالي العراق وفي سهل نينوى قد تلقوا هدايا أعياد الكريسمس مرسلة من الولايات المتحدة إليهم.
ويقول بركة في حديث للصحيفة "نحن نطلب من كل طفل موجود هنا في الولايات المتحدة ان يتبرع بهدية لطفل في العراق. نحن نرى ان هناك أطفالا في العراق بحاجة للمساعدة، ولهذا فانهم يشاركونا احتفالات الكريسمس من خلال هذا البرنامج".
وقال ان برنامج أطفال يساعدون أطفال قد بدأ العمل به منذ ستة أعوام وهو فرع من مبادرة اسمها، الامل للمسيحيين العراقيين، التي أطلقت في العام 2015.
ويشير التقرير الى ان كلا البرنامجين تم العمل بهما في ضوء الوضع الصعب الذي يعيشه مسيحيون في سهل نينوى ومناطق أخرى. وفي آب عام 2014 شن مسلحو تنظيم داعش هجمات على قرى في المنطقة نجمت عنها هجرة مئات الالاف من السكان وترك منازلهم وممتلكاتهم.
ومدير المجلس الكلداني في سانتياغو، بركة، هو أصلا من قرية تلكيف في سهل نينوى التي كانت من بين القرى التي تعرضت لتلك الهجمات. وكانت عائلته قد انتقلت الى بغداد عندما كان في العاشرة من عمره، ولكنه ما يزال متعلقا بجذوره ويحس بمعاناة اقرانه المسيحيين الذين تعرضوا للحصار كما هو الحال مع مسيحيين عراقيين آخرين مغتربين في الولايات المتحدة وفي سانتياغو حيث يبلغ عدد المغتربين من الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية هناك بحدود 30 ألف مسيحي عراقي. ويقول بركة انه بالنسبة للمسيحيين الذين لم يستطيعوا الهروب وليست بيدهم حيلة لذلك، فان مبادرة، الامل للمسيحيين العراقيين، قد جمعت ما يزيد على 3 ملايين دولار من خلال برنامج تبني عائلة، والذي يساعد عوائل مسيحية معوزة في العراق على تسديد بدلات ايجار او شراء طعام او تلبية نفقات احتياجات أخرى.
أما في مبادرة أطفال تساعد أطفال، فانه يتم توزيع صناديق فارغة لكنائس في سانتياغو يتم ملؤها من قبل أطفال بمساعدة من والديهم. واستنادا لموقع الامل للمسيحيين العراقيين على الانترنيت فان 850 صندوق هدايا مع 500 طقم احذية قد تم جمعها العام الماضي وتم شحنها للعراق.
وكانت المديرة التنفيذية لمجلس الجمعية الكلدانية في سانتياغو، جوليان جيرفيس، قد سافرت الى سهل نينوى في شمالي العراق والتقت ببعض العوائل الذين تم تبنيهم وفق هذا البرنامج.
وقالت جيرفيس "لقد رأيت الناس هناك واطلعت على معاناتهم وكيف ان قسما من الأطفال يذهبون للمدارس بدون حقائب، واغلبهم يحملون الكتب في أكياس بلاستك انه امر يدعو للحزن". مشيرة الى ان هناك الكثير من الأطفال لا يذهبون الى المدرسة لان عوائلهم ليست لهم إمكانية مالية لتسديد نفقات النقل.
ويقول مدير المجلس، بركة، إنه تم من خلال هذا البرنامج تبني 320 عائلة وان كل عائلة في المهجر هنا تقدم تبرعا بمقدار 100 دولار شهريا لصندوق المساعدة، في حين تقول المديرة التنفيذية، جيرفيس، إنها تبنت خمس عوائل من الذين يستخدمون المال المرسل لهم لتسديد أجور الايجار او شراء طعام او ادوية أو أي شيء ضمن احتياجاتهم.
وتقول جيرفيس بخصوص العوائل الذين تبنتهم "انا اتحدث إليهم طوال الوقت. نقوم بمساعدتهم لإلحاق أطفالهم بالمدارس. ومن خلال تبرع بمقدار 300 دولار تمت مساعدة رجل لشراء معدات تساعده في عمله".
ويستذكر مدير المجلس، بركة، كيف انه فكر بانشاء هذه المبادرة في بادئ الامر عندما شاهد في الاخبار في عام 2014 بخصوص هجمات تنظيم داعش وما حل بالمسيحيين في سهل نينوى، وذهب الى كنيسة، سانت بيتر، في الولاية وطلب من القس هناك المساعدة في مقترح لانشاء برنامج صندوق إغاثة على نحو سريع.
ويقول بركة انه بمساعدة من كنائس أخرى في المقاطعة الشرقية من ولاية سانتياغو تم جميع 650 ألف دولار تقريبا في مناسبة واحدة، وبعد ذلك في العام 2015 تم استحداث مبادرة، الامل لمسيحيين عراقيين، كجمعية خيرية غير نفعية وتم دعمها أيضا من قبل منظمة، نايتس اوف كولومبس، المعنية بمساعدة المسيحيين المتضررين في العالم.
ويشير بركة الى انه بينما يقدم اغلب الناس مبلغ 100 دولار شهريا كتبني لعائلة واحدة، فان قسما آخر يقدم أكثر من هذا المبلغ ويتبنى أكثر من عائلة واحدة، مؤكدا انه تلقى تبرعا بمقدار 18 ألف دولار من شخص واحد تبنى 15 عائلة دفعة واحدة.
- عن صحيفة سانتياغو تربيون