TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مراحل عودة داعش المبكرة!!

مراحل عودة داعش المبكرة!!

نشر في: 8 يناير, 2025: 12:01 ص

محمد حسن الساعدي

لم ينجح التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في القضاء على عصابات داعش وإنهاء وجودها في العراق،بل احتواه فقط أذ لايزال هناك اكثر من 40 الف مقاتل من قدامى مقاتلي التنظيم وأسرهم تشوبهم الغموض في مخيم الهول فلم يحصل أطفال داعش في المخيم على جنسية لحد الان وسط عدم اهتمام من قبل المجتمع الدولي،فقد اعاقت منظمات حقوق الانسان إنهاء المخيم من قبل الحكومة العراقية بسبب تخوفها من تنفيذ احكام بالإعدام على الأشخاص الذين ثبت انتمائهم لداعش، والذين شاركوا بعمليات أبادة جماعية للايزيدين والمسيح والشيعة.
أن مستقبل مخيم الهول في حالة من عدم الوضوح والخطر الذي يداهمه،خصوصاً مع الاوضاع الامنية المتردية أثر سيطرة هياة تحرير الشام على الحكم في سوريا،والهجوم التركي على مناطق الادارة الكردية التي يتم استهداف الحراس الذين يتولون حماية السجن،حيث تحاول تركيا ان تتحكم بنظام السجن وتسعى ان تتولى هيئة تحرير الشام التابعة لها مهمة حماية السجن، وهذا بحد ذاته يمثل خطراً كبيراً يهدد العراق والمنطقة عموماً، خصوصاً وظان السجن يحوي على اكثر من 11 الف من الارهابيين الدواعش.
أن احتمال هروب هؤلاء السجناء امر وارد جداً،وانهم سوف يتحركون في اتجاهين فمنهم من سيبقى بسوريا أو ينتشر في جميع انحاء الشرق الاوسط،حيث سيسعى البعض منهم الى الانتقام من الاكراد ومن المرجح أن تتسامح هيئة تحرير الشام مع الآخرين من أجل تهدئة المتشددين تحت مظلتها أو حتى لعب دور الشرطي الصالح من خلال تعزيز أجندتها،والباقي سيتوجه الى السعودية والاردن ومصر من أجل إحياء بعض الخلايا النائمة خصوصاً وان هذه الدول تعد من اهم الحواضن لهذه التنظيمات، وبالتالي العمل على زعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة الاميركية والبعض الآخر سيختار الهرب الى تركيا ومن ثم الى اوربا وذلك من أجل أبتزاز الاوربيين وتهديد استقرارهم.
مع التصاعد بالتهديدات في المنطقة من الضروري على الغرب البدء بتسليح الاكراد في سوريا بالسلاح اللازم لحمياتهم من أي تهديد لهم أو للسجن، وفرض عقوبات اقتصادية على تركيا لتجنب هروب داعش من المخيم والسعي لحماية المخيم من قبل المجتمع الدولي،أو إعادتهم كلُ الى بلده ومحاكمتهم وفق القانون.
العراق يعد البلد الوحيد الذي سيبقى محصناً من أي تهديد،خصوصاً مع الاجراءات السياسية والامنية التي تقوم بها الحكومة العراقية والتي تأتي بالاتساق مع حماية امن الحدود مع سوريا،لذلك فان أي ظهور مفاجئ لداعش في العراق سيجابه بموقف صارم من قبل العشائر وان المجتمع سيكون هو المبادر لاقتلاعه من جذوره، ولكن ستبقى دول مجاورة للعراق بعيدة عن تهديد داعش مؤقتاً مثل الاردن والذي يعد معقلاً مهماً من معاقل السلفية والاخوان المسلمين.
المجتمع الدولي مطالب بصورة أستثنائية من الوقوف بوجه هذا التحرك وهذا يأتي من خلال تظافر الجهود مع تركيا باعتبارها حليف مهم، من أجل السيطرة على الموقف ومنع انهيار الاوضاع وخلق برميل بارود يمكن ان يشعله هروب جماعي من مخيم الهول في سوريا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: رجاء اقرأوا التدوينة

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

العمود الثامن: دولة العشائر

 علي حسين ما يزال العديد من سياسيينا ومسؤولينا يعتقدون أن بلاد الرافدين التي يديرون شؤونها ، تعيش في عصور الجاهلية والكفر ، وقد قيض الله لها رجالا "مؤمنين" ليعيدوها إلى طريق الصواب، ولهذا...
علي حسين

إشكاليات المثقف بعد التغيير

د. قاسم حسين صالح كنت حريصا على ان اتابع ما حصل للثقافة في العراق بعد 2003 لغاية الان. فبعد سقوط النظام الدكتاتوري الذي اعتمد ثقافة الحاكم الواحد والحزب الواحد، حصل اول تحول سيكولوجي بظهور...
د.قاسم حسين صالح

عون رئيساً لاسترداد لبنان

غسان شربل كانَ ذلك في منزل السياسي والناشر العراقي فخري كريم في دمشق. جاءَ الزائرُ متثاقلاً كمن ينوء بجيش الخيبةِ المقيم في عينيه. كنت أحاول إعادتَه إلى الكتابة الصحافية بعد غيابٍ طال. حذَّرني أصدقائي...
غسان شربل

أي مستقبل ينتظر دول الشرق الأوسط؟

محمد مصطفى العبسي ترجمة: عدوية الهلالي منذ استقلالها وحتى مجيء الربيع العربي، عانت دول الشرق الأوسط من مبدأها التأسيسي،المنسوب إلى الرغبات والترتيبات بين القوى الاستعمارية السابقة. وإذا كانت مطالب الحكم الذاتي والعروبة والسيادة التي...
محمد مصطفى العبسي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram