متابعة المدى
نعت الأوساط الثقافية والأدبية الروائي أحمد خالف الذي وافته المنية امس في بغداد، بعد صراع مرير مع المرض.. ولد الروائي الراحل أحمد خلف في ناحية الشنافية وهو ينتمي الى الجيل القصصي الستيني الذي عرف بالتفرد الريادي والتأثر بما بعد الحداثة، وتعد قصة «وثيقة الصمت» أول قصة نشرت له في ملحق الجمهورية، عام 1966.
في عام 1961 تعرف على الشاعر مظفر النواب، وهو الذي وجهه نحو الكتابة والأدب، حيث كان أستاذ اللغة العربية في احدى المدارس المتوسطة. عمل خلف في مجلة الأقلام عام 1985، وأصبح محررا ثقافياً بدرجة سكرتير تحرير. في عام 2010 أنيطت به رئاسة تحرير مجلة الأديب العراقي الناطقة باسم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. وانتخب رئيساً لنادي القصة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، وفي العام نفسه عقد ملتقى القصة القصيرة في العراق برئاسته. حضر خلف وساهم في ملتقى القاهرة الخامس للإبداع الروائي العربي 2010. نشر قصته القصيرة «خوذة لرجل نصف ميت» سنة 1969، والتي وصفت بـ «نبوءة بولادة كاتب قصصي من طراز خاص على المستوى العربي» وأشاد بها الكتّاب أمثال محمد دكروب وسامي خشبة وحسين مروة وغسان كنفاني.
أصدر خلف مجموعته القصصية الأولى «شوارع مهجورة» عام 1974، وتلتها عدة مجموعات قصصية مثل «منزل العرائس» عام 1987 ورواية «الخراب الجميل» عام 1981 ورواية «القادم البعيد» عام 1986، وأصدر كتابًا بعنوان «دراسات في القصة». صدرت له بعد ذلك مجموعة قصص بعنوان «الحد الفاصل» ومجموعة قصصية أخرى بعنوان «صراخ في علبة» عام 1990، ثم المجموعة القصصية «خريف البلدة» عام 1995، ثم نشر رواية موت الأب عام 2000 والتي قضى خمس سنوات في كتابتها، ورواية حامل الهوى ومجموع مطر في آخر الليل، ثم رواية «محنة فينوس».
وصدرت له في 2020 عن دار النخبة في بيروت المجموعة القصصية «نزهة في شوارع مهجورة»، وصدرت عن دار النخبة في نفس العام رواية «البهلوان» ضمن مشروع إعادة نشر الأعمال الكاملة، وتسلط الرواية الضوء على الفساد المالي والإداري «وكل ما أساء للعراق عبر سبعة عشر عامًا»، وتتضمن الرواية شخصيات قاسية وغير متزنة في علاقاتها لاعتمادها على الكذب والزيف. كما صدر في 2021 عن دار النخبة للنشر، كتاب «تحولات أنكيدو» ضمن مشروع الأعمال الكاملة لأحمد خلف.
وقد نعاه عدد من الادباء في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد كتبت الكاتبة فاطمة المحسن مقالا طويلا جاء في بعض منه: في السنوات الأخيرة التي سبقت الاحتلال وسقوط النظام العراقي، كان كتّاب الداخل يحاولون البحث عن معالم مرحلة يهجس الجميع انها آيلة الى الانتهاء. وصدرت له روايته «موت الأب» الصادرة عن دار الشؤون الثقافية ببغداد العام 2002، وهي تشخص نموذجاً لتلك المسافة التي قطعها القص العراقي في محاولته تجاوز حدود المحرمات السياسية، فمادة القصة يستمدها المؤلف من الأحاديث المتداولة بين المثقفين المتذمرين، ورمزها مكشوف ولا يحتاج الى كبير جهد في الربط بينه وبين مجريات أيام العراق الحاسمة..
وكتب الشاعر عارف الساعدي: أنعي لكم القاص الكبير احمد خلف الذي وافاه الأجل مساء هذا اليوم، الرحمة والنور لروحه الطيبة والذكر الخالد له ولما بذله في خدمة الادب العربي.. فيما كتب الشاعر عمر السراي: وداعاً أيّها القدير المكلل بالإنسانية والموقف والأدب، وداعاً أحمد خلف الأب الأكبر، والمدرسة السردية الباذخة، رحيلك خسارة كبيرة للثقافة.
وكتبت الاكاديمية والكاتبة نهى الدرويش: رحل احمد خلف اخي وزميلي وصديقي ومن علمني الكثير عن تقنيات كتابة القصة، هو الرجل الرقيق النظيف المتحضر جدا…. لا أجد دمعتي بفقدانه لأنه أكبر من الدموع، كان قد وعدني ان يزورني لكن الموت لم يمهله، اسفي عليك ايها المبدع الكبير.