TOP

جريدة المدى > سياسية > أكثر من 50 قرية عراقية عند حدود إيران خالية من ماء الشرب منذ عقود!

أكثر من 50 قرية عراقية عند حدود إيران خالية من ماء الشرب منذ عقود!

نشر في: 8 يناير, 2025: 12:02 ص

المدى / محمود الجبوري
تعاني أكثر من 50 قرية في ناحية قزانية وقضاء مندلي بمحافظة ديالى، الحدودية مع إيران، من انعدام مياه الشرب منذ عقود طويلة. بسبب العزلة الجغرافية وغياب مشاريع الإرواء، يعتمد السكان بشكل كبير على الآبار غير الصالحة للشرب، مما يزيد من معاناتهم اليومية. رغم الجهود الحكومية والمباحثات مع الجانب الإيراني، لا تزال الحلول بعيدة عن التنفيذ.
وتقع مندلي على بعد 93 كم شرقي بعقوبة، ويبلغ عدد سكانها نحو 27 ألف نسمة، فيما تبلغ مساحتها 587 ألف دونم، منها 150 ألف دونم صالحة للزراعة و434 ألف دونم غير صالحة. أما ناحية قزانية، فتقع شرق بعقوبة وتبعد عنها نحو 120 كم، ويبلغ عدد سكانها 18 ألف نسمة، ويقطنها خليط من العرب والكرد والتركمان. وقد شهدت المنطقة هجرة وترحيل مئات العوائل خلال الحرب العراقية الإيرانية.
وقد فشلت خطط إنقاذ الوحدات الإدارية الحدودية بتأمين مياه الشرب بسبب قلة مصادر المياه الخام، حيث يعتمد السكان على مياه الآبار والعيون المنحدرة من الحدود الإيرانية، بالإضافة إلى مشروعي تصفية لا يلبّيان احتياجات المنطقة.
وأوضح الناشط المدني في مجال الخدمات عمر عادل أن مصادر مياه مندلي وقزانية تعتمد على وادي كنكير الحدودي ومياه العيون المنحدرة من إيران، بالإضافة إلى مشروع ري ممتد من سد الصدور شمال شرق بعقوبة. وأشار في حديثه لـ(المدى) إلى أن «التجاوزات الكثيرة على جدول ري الصدور ونقص التيار الكهربائي هما السببان الرئيسيان لانعدام مياه الشرب». وأضاف: «المشروع بحاجة إلى تبطين لمسافات طويلة وحملات لرفع التجاوزات لضمان حصص مندلي وقزانية من المياه الخام».
من جهته، أكد قائمّقام قضاء مندلي علي ضمد الزهيري أن «60-80% من سكان مندلي وقزانية يعتمدون على الآبار كمصدر لمياه الشرب بسبب التجاوزات على مشروع الري، مما منع وصول المياه إلا في مرات نادرة وبكميات محدودة». وأضاف في حديثه لـ(المدى): «الآبار الصالحة للشرب يجب أن يتجاوز عمقها 80 مترًا لتجنب الأملاح الكبريتية، بينما لا تصلح السيول الإيرانية المنحدرة نحو سد مندلي للشرب بسبب الترسبات الطينية».
وكشف الزهيري عن «اتفاقات قيد التنفيذ لنصب خزان مياه بسعة 3000 متر مكعب بدلًا من الخزان القديم الذي تبلغ سعته 600 متر مكعب فقط»، معتبرًا أن هذا الحل سيخفف من أزمة المياه بنسبة 8%. كما أشار إلى خطط سحب المياه عبر الأنابيب من بحيرة حمرين شمال شرق ديالى.
بدوره، أكد مدير ناحية قزانية الحدودية يحيى قمبر أن «80% من سكان مندلي وقزانية يعتمدون على الآبار بسبب انعدام مصادر المياه الخام»، مشيرًا إلى أن «السدود التي أقامتها إيران حوّلت مسار السيول المنحدرة نحو أراضيها، مما أدى إلى شح المياه في المنطقة». ودعا قمبر في حديثه لـ(المدى) إلى «إطلاق حملات لرفع التجاوزات على مشروع المياه الممتد من سدة الصدور شمال شرق ديالى نحو مندلي وقزانية».
وأوضح قمبر أن «سد قزانية غاطس ومخصص لمياه الزراعة والغسيل فقط، مما يجعل الاعتماد شبه الكلي على الآبار».
من جانب آخر، كشف مصدر حكومي مسؤول، رفض الكشف عن اسمه لـ(المدى)، عن «مباحثات متقدمة بين الجانبين العراقي والإيراني لتأهيل مياه العيون المشتركة وتطهيرها من الألغام والمخلفات الحربية التي خلفتها الحرب العراقية الإيرانية». وأضاف المصدر: «العيون لا تزال مناطق محرمة، لكن مياهها تتدفق بشكل محدود نحو سد مندلي على مدار العام».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

القصة الكاملة لـ
سياسية

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

بغداد/ تميم الحسن تلاحق الأزمات الإطار التنسيقي الشيعي، الذي يقود الحكومة منذ أكثر من عامين، بسبب عدم تنفيذ مطالب الشركاء.وتقاطع أكبر كتلة سُنية في البرلمان الجلسات بسبب "العفو العام"، فيما يُذكّر رئيس المجلس، الذي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram