المدى/خاص
أعلنت مصادر أمنية أن لواء "الطفوف" انسحب من مواقع تمركزه في محافظة الأنبار، حيث تسلمت شرطة المحافظة المهام الأمنية لبعض النقاط.
ويأتي هذا التطور وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبل الفصائل العراقية المسلحة ودورها في المرحلة المقبلة، في ظل التحولات الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة.
وقال مصدر أمني، إن "شرطة الأنبار المحلية تسلمت نقطتين أمنيتين استراتجيتين في القائم، بعد انسحاب لواء الطفوف منها"، مشيراً إلى أن "السيطرات هي، "جباب" و"الشهيد حيدر".
وأضاف: "تعتبر السيطرتين مواقع أمنية حيوية تربط القائم بعكاشات والحدود السورية".
من جهته، المختص في الشأن السياسي، مهند الراوي، قال لـ(المدى)، إن "هذا التطور، في حال تأكيده، قد يكون جزءاً من استراتيجية أوسع لفرض الانضباط على السلاح وحصره بيد الدولة، وهو ما يمثل شرطاً رئيسياً لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد".
وأردف، أن "المرحلة المقبلة قد تشهد انضمام المزيد من الفصائل إلى إطار رسمي تحت مظلة المؤسسة العسكرية، بما يلبي متطلبات المجتمع الدولي ويدعم استقرار العراق"، مبيناً أن "الانضباط في إدارة السلاح أمر حاسم لاستقرار العملية السياسية في ظل تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة تواجه البلاد".
وأشار الرواي إلى أن "أي مواجهة بين الأطراف السياسية أو الفصائل المسلحة قد يدفع العراق إلى مسار خطير يهدد أمنه الداخلية".
وتابع المختص في الشأن السياسي، أن "الوضع المالي والاقتصادي في العراق غير مطمئن حالياً، ومع التطورات المرتقبة في الشرق الأوسط، يجب أن يكون العراق حريصاً على النأي بنفسه عن الصراعات الإقليمية"، موضحاً أن "الحكومة الحالية تسعى جاهدة لتحقيق هذا الهدف، وهو أمر إيجابي على المدى الطويل".
وفي السياق، قالت مصادر مطلعة إن "هناك سيطرة أمريكية كاملة على الحدود العراقية السورية، وسط تأكيدات على دعم إدارة بايدن للسوداني، في الوقت الذي تتخوف الفصائل من عودة ترامب وتداعياتها على نفوذ إيران، خاصةً مع طموحاته المعلنة لإنهاء أذرع طهران".
وأكد عضو اللجنة القانونية النيابية، سجاد سالم، أنه "سيكون من أوائل المصوتين على قانون إعادة دمج الحشد الشعبي"، مشيراً إلى أن "العراق لم يعد بحاجة إلى هذه المؤسسة بشكلها الحالي".
وأوضح سالم أن "مقاتلي الحشد الشعبي يحملون عقيدة وطنية وليست دينية، مما يفتح المجال أمام دمجهم في المؤسسات الوطنية".
وأضاف النائب أن "الفصائل المسلحة باتت في حكم المنتهية، وستدفن قريباً، في إشارة إلى التغيرات المقبلة في المشهد الأمني والسياسي داخل العراق".
إلى ذلك، وخلال زيارةٍ سريعة قبل أيام، أوصل قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، رسالة لبغداد، أن: بلاده لا تريد أن تكون جزءاً من الحرب".
وتكمل الرسالة، أن، "إيران لا تتحفظ على أي قرار بشأن الفصائل المسلحة العراقية، فيما أبلغت الفصائل بضرورة الالتزام بقرارات الحكومة العراقية".
كما أثار الحديث عن انسحاب لواء الطفوف وبعض الفصائل العسكرية من مدينة القائم جدلاً واسعاً، وسط غياب تأكيدات رسمية حول صحة هذه الأنباء.
ويرى مختصون أن هذا التحرك، إن حدث، قد يعكس استجابة تدريجية لطلبات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بضرورة إعادة هيكلة الفصائل المسلحة ودمجها ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية، بما يتماشى مع متطلبات الاستقرار الداخلي والمطالب الدولية.
وكشفت مصادر مطلعة، أن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، سيناقش في زيارته المقررة اليوم الأربعاء إلى طهران جملة من الملفات ذات الاهتمام المشترك للبلدين، فضلاً عن الملف السوري وضبط الأمن في المنطقة، إلى جانب توسط العراق بين إيران والولايات المتحدة لحلحلة بعض الملفات.