متابعة / المدى
في ظل ترقب سياسي حاد وضغوط داخلية ودولية، يستعد البرلمان اللبناني لعقد جلسة حاسمة غدا الخميس لاختيار رئيس جديد للبلاد، ويتنافس على المنصب قائد الجيش جوزيف عون والوزير السابق جهاد أزعور، مع انقسامات عميقة بين الكتل النيابية.
بينما يحظى جوزيف عون بدعم كتل نيابية بارزة، أثار رئيس البرلمان نبيه بري جدلا بتأكيده أن انتخاب عون يتطلب تعديلا دستوريا، وفي المقابل، يبدو أن أزعور يحظى بدعم دولي قوي، ما يعزز فرصه بحسب التسريبات.
مصادر نيابية تشير إلى احتمالية أن تفضي الجلسة إلى توزيع أصوات لا يضمن فوز أي مرشح، مما يعيد فتح باب الحوار الوطني الذي دعا إليه بري سابقا، مع ترجيح توافق على اسم عون في إطار تسوية سياسية.
من المقرر أن تعلن المعارضة مساء أمس اسم مرشحها من معراب، مقر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مما سيحدد ملامح المنافسة قبيل الجلسة المرتقبة.
ورغم تباين التوقعات بشأن السيناريوهات التي ستسلكها جلسة الانتخابات الرئاسية بعد ساعات قليلة، يبقى أمل اللبنانيين معلقاً على إمكانية انتخاب رئيس قادر على العبور بالبلاد إلى ضفة الأمان، بعد أكثر من 5 سنوات على معاناة لبنان من أزمة اقتصادية ومالية طاحنة أدت إلى إصابة القطاع المصرفي في البلاد بشلل شبه تام، وفقدان العملة اللبنانية لأكثر من 95 في المئة من قيمتها، لتضاف إليها الخسائر الضخمة التي تكبدها لبنان والتي فاقت 12 مليار دولار، نتيجة الحرب التي خاضتها البلاد في مواجهة إسرائيل منذ نهاية 2023 وتصاعدت وتيرتها في سبتمبر وأكتوبر 2024.
يُعد انتخاب رئيس للجمهورية فرصة حاسمة لإعادة إنعاش الاقتصاد اللبناني، وإرساء بيئة مستقرة قادرة على استعادة الثقة، فالرئيس الجديد سيضطلع بدور محوري في توجيه البلاد نحو التعافي الشامل من خلال المساهمة في تأليف حكومة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية اللازمة، ما يمهد الطريق أمام لبنان لإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي يعزز من قدرة البلاد على جذب الاستثمارات الأجنبية والحصول على الدعم المالي المنشود، الذي يحتاج إليه للمضي قدماً في عملية التعافي.