TOP

جريدة المدى > محليات > إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان

إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان

نشر في: 9 يناير, 2025: 12:03 ص

 السليمانية / سوزان طاهر

مشهد متكرر لحوادث الطرق التي تحصد أرواح المواطنين على مختلف الطرق في العراق، ويبدو أن طرق إقليم كردستان الرابطة بين محافظات الإقليم، باتت تحمل نفس المعاناة، فحصد الأرواح يستمر، والحلول شبه غائبة.
ولعل الطريق الرابط بين السليمانية وكلار، فضلاً عن طريق أربيل كويه، وطريق رانيا، وطرق العمادية مع دهوك، جميعها تعاني من الإهمال، وباتت تشهد تكراراً للحوادث المرورية بشكل شبه يومي.
وفي إحصائية غير رسمية فإن أكثر من 200 شخص سقطوا ما بين وفاة وإصابة بالغة، خلال عام 2024، نتيجة الحوادث المرورية المتكررة داخل طرق إقليم كردستان الخارجية والداخلية.

الأزمة المالية
ويؤكد عضو برلمان إقليم كردستان مسلم عبد الله وجود زيادة كبيرة في الحوادث المرورية داخل الإقليم، ويعزوها لقلة الاهتمام بتلك الطرق.
وبين في حديثه لـ(المدى) أن "أغلب الطرق باتت متهالكة، نتيجة عدم ترميهما وإدامتها باستمرار، بسبب الأزمة المالية التي ضربت الإقليم منذ سنوات".
وأضاف أن "هنالك عدة طرق لم تجر عليها إدامة منذ أكثر من 10 سنوات، وأغلب الطرق هي عبارة عن مسار واحد، وتفتقر للكاميرات والإنارة، لذلك فإن أغلب الحوادث تحصل ليلا".
وكانت مديرية الطرق والجسور في أربيل قد أعلنت في وقت سابق عن تحويل أغلب الطرقات الرئيسة الخارجية والداخلية إلى "سايدين" وإنهاء عصر "السايد" الواحد.
وقال مدير عام الطرق والجسور في أربيل المهندس هونر نوري في تصريحات صحافية إن "أكثر الطرق الرئيسة في أربيل أصبحت عبارة عن مسارين، ولاتوجد فيها مشكلات، باستثناء طريق كوية ـ أربيل "سايد" واحد.
وتكثر الحوادث المرورية دائما على الطرق لاسيما الخارجية ذات "السايد" الواحد نتيجة السرعة الزائدة أو عدم انتباه أصحاب المركبات، لذا يتم تسميتها بطرق الموت، وهي شائعة في العراق وتعاني منها أغلب المحافظات.

أسباب الحوادث
ويعزو المهندس المختص في الطرق والجسور صادق عبد الرحمن زيادة معدلات الحوادث المرورية خلال الفترة الأخيرة إلى عدة أسباب.
ويؤكد في حديثه لـ(المدى) أن "السبب الأول لزيادة الحوادث هو أن أغلب الطرق في الإقليم، وتحديدا الطرق الخارجية هي عبارة عن مسار واحد، وأغلبها جبلية، وتنحدر من مرتفعات عالية، لهذا تصطدم السيارات مع بعضها كون السائق لا يرى السيارة التي تأتي من الجانب الآخر".
وأشار إلى أن "السبب الآخر، هو أن أغلب الطرق تعاني من غياب الإنارة في الليل، ولهذا تحصل الحوادث، خاصة في فصل الشتاء، نتيجة سوء الأحوال الجوية، في موسم الأمطار والضباب".
كما أنه، وبسبب وجود المناطق الجبلية في الطرق الخارجية، فإن الكثير من الطرق يصعب شقها إلى مسارين، وتحتاج إلى إمكانيات كبيرة وأموال طائلة، لهذا تحصل الحوادث، هذا بالإضافة لوجود الحيوانات السائبة، والتي تحصل بسببها الكثير من الحوادث، كون السائق يضطر لاستخدام الفرامل، وربما يسبب تصادم مع سيارات أخرى.
ويشرح عدد من السائقين أسباب زيادة معدلات الحوادث في الطرق الخارجية بإقليم كردستان، ويتفقون على تحديد نقطة مهمة، وهي غياب الصيانة منذ سنوات، بسبب الأزمة المالية.

صيانة الطرق
حسن وهو سائق آجرة على طريق السليمانية كلار يرى أن، هذا الطريق يحتاج لصيانة، لإنهاء المطبات والحفر، والإسراع بإكمال الطريق، كون العمل به مستمر منذ 11 عاماً، ولم ينته حتى الآن.
وأضاف في حديثه لـ(المدى) أن "أغلب الطرق الرئيسية الخارجية في الإقليم، منها طريق كلار، وطريق حلبجة، وطرق أربيل، وطريق رانيه، تحتاج إلى صيانة، وتحويلها إلى مسارين، وإلا نحن أمام فاجعة كبيرة".
تحول طريق كلار – دربندخان، التي يطلق عليها "طريق الموت"، إلى مصدر خوف وقلق لسكان المنطقة بعد أن استمرت أعمال الصيانة فيها لأكثر من 11 عامًا دون اكتمال، ويتسبب هذا التأخير في حوادث مرورية خطيرة يوميًا، مما يزيد من معاناة المواطنين.
مدير طرق كرميان، عدنان خيري، أشار في تصريحات صحافية إلى 73% من مشروع طريق كلار دربندخان قد تم استكماله، وأنه إذا لم تحدث أي مشاكل أو أزمات مالية، سينتهي العمل به قريبا.
ويبلغ طول طريق "كلار – دربندخان" 60 كيلومترًا، والعمل مستمر فيها منذ 11 عامًا، وهذا التأخير هو بسبب الأزمة المالية التي ضربت الإقليم منذ سنوات، نتيجة عدم الاتفاق بين الحكومة الاتحادية، وحكومة كردستان.
وبحسب الإحصائيات غير الرسمية فقد تسبب هذا الطريق منذ حوالي 10 سنوات بسقوط أكثر من 400 ضحية ما بين وفاة وإصابة، نتيجة الحوادث المرورية المتكررة.
وأبدى عدد من المواطنين استيائهم من تكرار الحوادث المرورية التي باتت تفجع العوائل في إقليم كردستان، مطالبين بوضع الحلول السريعة لها.

السرعة الجنونية
ويقول المواطن كوران إن، تكرار الحوادث المرورية بات أمراً غير طبيعاً، ولا يكاد يوم إلا ونسمع بأكثر من حادث في محافظات الإقليم.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "الأسباب ليست بالطرق فقط، وانما هنالك أسباب يتحملها السواق، الذين يقودون مركباتهم بسرعة جنونية، ولا يراعون أن أغلب الطرق عبارة عن مسار واحد، ولهذا يجب تفعيل دور الغرامات ونصب السيطرات وكاميرات المراقبة، لتخفيف نسبة ومعدلات الحوادث".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!

أهالي ذي قار: مياه الشرب بلون أخضر وذات رائحة كريهة

قائد حراك قضاء الصادق: نادم على الاجتماع مع الحكومة!

العراق يصدر 13 سلعة زراعية متنوعة

نينوى تقرع ناقوس الخطر بتراجع حاد في مناسيب الخزين الأول للمياه في العراق

مقالات ذات صلة

إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان
محليات

إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان

 السليمانية / سوزان طاهر مشهد متكرر لحوادث الطرق التي تحصد أرواح المواطنين على مختلف الطرق في العراق، ويبدو أن طرق إقليم كردستان الرابطة بين محافظات الإقليم، باتت تحمل نفس المعاناة، فحصد الأرواح يستمر،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram