TOP

جريدة المدى > سياسية > الانتخابات المقبلة.. اختبار صعب للأحزاب التقليدية والفصائل المسلحة في العراق

الانتخابات المقبلة.. اختبار صعب للأحزاب التقليدية والفصائل المسلحة في العراق

نشر في: 9 يناير, 2025: 12:09 ص

 محمد العبيدي/ المدى

تتأرجح القوى السياسية في العراق، ومثلها الأحزاب التي تمتلك أجنحة مسلحة، بين خيارات متعددة بشأن المرحلة المقبلة، وسط تساؤلات حول مدى تأثير التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في العراق، على تفاعل الجمهور مع هذه الأحزاب، سواء بزيادة الدعم أو تراجعه.
ومنذ السابع من أكتوبر، أصبحت منطقة الشرق الأوسط محور الأحداث الكبرى، بدءاً بما جرى في قطاع غزة، مروراً بالتوترات المتصاعدة في لبنان وانهيار دور حزب الله، وصولاً إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول دور الأحزاب التي تمتلك فصائل مسلحة، وفيما إذا كانت ستحقق نتائج مقبولة في الانتخابات النيابية المقبلة، أم أنها ستُمنى بخسائر كبيرة.

تحولات مختلفة
ويرى مراقبون للشأن العراقي أن الأحزاب التقليدية تواجه احتمال فقدان جزء كبير من جمهورها في الانتخابات المقبلة، بسبب جملة من الأسباب المتراكمة والمتغيرات التي طرأت على المشهدين المحلي والإقليمي. ويرى مختصون، أن هذه الأحزاب لم تعد قادرة على تقديم رؤية تجذب الناخب العراقي، الذي بات يبحث عن بدائل سياسية تتماشى مع تطلعاته للتغيير والإصلاح، خاصة في ظل التطورات التي يشهدها الداخل، وكذلك المحيط الإقليمي.
وقال الخبير في الشأن العراقي، كاظم ياور، إن "المتغيرات التي شهدتها الساحة الإقليمية، خصوصاً في لبنان وسوريا، ألقت بظلالها على الحالة السياسية في العراق، خاصة وأنها لم تأتِ عبر الانتخابات التقليدية المعهودة، وإنما عبر تحولات من نوع مختلف، ما أدى إلى تأثير عميق على نظرة الجمهور العراقي للعملية السياسية".
وأشار ياور خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "الجمهور العراقي، الذي طالما اتسم بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات خلال الدورات السابقة، بات اليوم أكثر تعطشاً للتغيير"، لافتًا إلى أن "الأحزاب التقليدية لم تعد قادرة على جذب الجماهير الواسعة، خاصة في ظل تصاعد الشرعية الشعبية والإقليمية للتغيرات التي تشهدها سوريا ولبنان".
وأكد أن "استمرار هذه التحولات سيعمق التوجه نحو رفض هذه الأحزاب التقليدية، مما سيؤدي إلى تراجع كبير في نفوذها السياسي خلال المرحلة المقبلة".
ويُنظر إلى جمهور الناخبين العراقيين، الذين كان يعزفون عن المشاركة في الانتخابات خلال الدورات الماضية بسبب فقدانهم الثقة بالعملية الانتخابية، على أنهم أكثر تطلعاً لنموذج جديد يحقق طموحاتهم. وتعتمد هذه الأحزاب بشكل كبير على ترسانة إعلامية ضخمة تهدف إلى توجيه الرأي العام وتعزيز نفوذها، وسط تشكيك بأن هذا النهج غير كافٍ في ظل تصاعد الوعي الشعبي وحالة الإحباط المتزايدة من الأداء السياسي لهذه الأحزاب، وممارساتها بشكل عام.

اختبار غير مسبوق
ويشير مراقبون إلى أن هذه الأحزاب أصبحت تواجه اختباراً غير مسبوق، حيث يترقب الشارع العراقي مدى قدرتها على إعادة صياغة نفسها لتتماشى مع المتغيرات المتسارعة في المنطقة، في ظل تنامي دعوات الإصلاح وتصاعد الانتقادات للطبقة السياسية.
لكن المحلل السياسي، علي ناصر، يرى أن "الأحزاب التقليدية في العراق بدأت تتجه نحو مسار مختلف يتسم بالطابع المدني، مبتعدة عن الإيديولوجيات القديمة التي انتهجتها خلال السنوات السابقة، حيث شرعت في إنشاء حركات شبابية جديدة بهدف استقطاب الشباب، تمهيداً للمشاركة في الانتخابات القادمة".
وقال ناصر لـ(المدى) إن "القضايا الطائفية والأجنحة المسلحة أصبحت جزءاً من الماضي، ولم تعد تحقق فائدة كبيرة في ظل التحولات الجارية في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف أن "أي ظهور للسلاح أو إثارة للنعرات الطائفية قد يؤدي إلى تجديد العزوف عن الانتخابات، مما يشكل خطراً كبيراً على العملية السياسية، خاصة مع وجود تهديدات من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب"، مشيرًا إلى أن "الأحزاب باتت مضطرة لتبني سياسات جديدة تسعى لتحقيق رؤى أفضل من أجل الحفاظ على بقائها في السلطة، خصوصاً مع تصاعد التهديدات الاقتصادية التي تواجه العراق".
وعلى مدى السنوات الماضية، ضخّت الفصائل المسلحة، في العراق الكثير من الأفكار التي قدمتها على أنها الحامي الوحيد للبلاد والمدافع عن هويته وسيادته.
واستندت هذه الأحزاب والفصائل التحشيد العقائدي واستخدام الأيديولوجيات الطائفية كأدوات لتعزيز نفوذها وضمان ولاء جمهورها، ورغم ما حققته هذه الاستراتيجية من تأثير في مراحل معينة، إلا أنها أصبحت تواجه تحديات كبيرة مع تغير المزاج العام وتزايد وعي الشارع العراقي، الذي بات ينظر بعين ناقدة إلى هذه الشعارات مقارنة بالنتائج الفعلية على الأرض.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

المشهداني يكسر قيود التحالف الشيعي.. ما هو
سياسية

المشهداني يكسر قيود التحالف الشيعي.. ما هو "الإطار السُني" الجديد؟

 بغداد/ تميم الحسن تقترب التوقعات بشأن "تمرد" محمود المشهداني، رئيس البرلمان الذي انتخب قبل شهرين بعد مخاض استمر لسنة كاملة، من ان تتحقق.الرجل الذي اعتُبر "غير جدلي" ودعمت القوى الشيعية توليه المنصب وفق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram