المدى/متابعة
تحظى مدينة أور الأثرية، الواقعة في محافظة ذي قار جنوب العراق، باهتمام كبير لما تمثله من قيمة تاريخية وحضارية تُبرز عراقة الحضارة الإنسانية في العراق عبر العصور.
وتعد أور واحدة من أهم المواقع الأثرية في العالم، حيث كانت شاهدة على أقدم الإمبراطوريات في التاريخ الإنساني، فضلاً عن ارتباطها الديني بمكان ولادة النبي إبراهيم الذي يحظى بمكانة كبيرة في الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام.
أكد مدير مفتشية آثار ذي قار، شامل الرميض، أن مدينة أور شهدت اهتماماً متزايداً من الحكومة المحلية والأمانة العامة لمجلس الوزراء، خاصة بعد زيارة البابا فرنسيس إليها. وأوضح الرميض أن هذه الزيارة ألهمت الجهات المسؤولة لتطوير البنية التحتية في المدينة، حيث تم إنشاء مرافق خدمية وصحية لتلبية احتياجات الزوار المحليين والأجانب.
وأشار إلى أن هذه الجهود شملت إنشاء مدينة سياحية متكاملة بالقرب من الموقع الأثري، تضم كنيسة، وفنادق، ومسارح، ومطاعم، وشاليهات، بهدف تحسين تجربة السائحين وتشجيعهم على زيارة المنطقة.
من جهته، قال مدير مدينة أور الأثرية، علي كاظم، إن المدينة أصبحت في السنوات الأخيرة وجهة سياحية بارزة في محافظة ذي قار، نظراً لما تحتويه من معالم أثرية فريدة، مثل الزقورة الشهيرة التي تعد من أبرز رموز الحضارة السومرية.
وأكد كاظم أن الموقع يشهد تزايداً ملحوظاً في أعداد السائحين، سواء من داخل العراق أو من خارجه، خاصة بعد تحسين الخدمات السياحية وتطوير المرافق في المدينة.
أور ليست مجرد مدينة أثرية؛ بل هي رمز حضاري يمثل أوج الحضارة السومرية التي أثرت في مسار التاريخ البشري. إلى جانب أهميتها التاريخية، تحمل المدينة بعداً دينياً، كونها شهدت ولادة النبي إبراهيم، ما يجعلها موقعاً مقدساً ومهماً لأتباع الديانات السماوية.
رغم الجهود المبذولة، دعا المسؤولون الجهات المعنية إلى مواصلة الاهتمام بمدينة أور، خاصة من حيث توفير المزيد من الخدمات والمرافق السياحية.
كما شددوا على أهمية تطوير المناطق القريبة مثل أهوار الجبايش التي أصبحت أيضاً وجهة سياحية مميزة، إلى جانب مدينة أور السياحية.
تُمثل مدينة أور الأثرية فرصة فريدة للعراق لتعزيز السياحة الثقافية والتاريخية، وتسليط الضوء على غنى الإرث الحضاري الذي يمتد لآلاف السنين، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتوطيد مكانة العراق كمركز للحضارة الإنسانية.