نعم نحن أيضاً نقدر .. نحن العراقيين نقدر على أن نفعل ما فعله المصريون بإرغام الفرعون الجديد (الإخواني) محمد مرسي على الانصياع لإرادة الشعب بعدما طغى هو وحزبه وأخذتهما العزة بالإثم وظنّا أن في إمكانهما إقامة الدكتاتورية الإخوانية بعدما خطفوا ثورة 25 ينار (كانون الثاني) 2011.
لدينا نحن العراقيين من الأسباب والدواعي والدوافع والعوامل أكثر بكثير من تلك التي حرّكت المصريين وأنزلتهم إلى الساحات والشوارع في تظاهرات واعتصامات متواصلة احتجاجاً على "الإعلان الدستوري" الدكتاتوري وعلى صياغة مسودة دستور دائم استأثر بكتابتها الأخوانجية وحلفاؤهم من السلفيين المتطرفين ليكرّس دكتاتوريتهم.
نحن لدينا دستور ناقص ومشوّه ومشحون بالألغام كان من المفروض ان يُستكمل ويُشذب ويُعدّل منذ سبع سنوات.
ونحن لدينا طغمة حاكمة لم تفِ بتعهداتها، وحنثت بيمينها فلم تستكمل الدستور ولم تشذبه وتعدّله في الموعد الدستوري المحدد.
ونحن لدينا طغمة حاكمة تنتهك علناً مبادئ هذا الدستور وأحكامه يومياً لتحوّله الى ممسحة، فكل ما تقوم عليه الآن الدولة بكل سلطاتها يتعارض مع ما هو مدوّن في مواد الدستور الذي بموجبه واستناداً اليه تولت هذه الطغمة السلطة.
نحن العراقيين لدينا مشاكل وأزمات بالعشرات، كل واحدة منها تقصم ظهر أمة عريقة بكاملها فتبيدها أو تدفع بها إلى الثورة، أقلها على غرار ثورة الشعب المصري الحالية ضد فرعونه الجديد (الاخواني).
الفساد المالي والاداري الضالع في عملياته أفراد من الطغمة الحاكمة يسرق أكلنا وشربنا ولبسنا وسكننا وصحتنا وتعليمنا ويلوث بيئتنا.
مواد حصتنا التموينية التي استكثرتها علينا الحكومة لا تصلح للاستهلاك الآدمي، والدليل ان افراد طغمتنا الحاكمة لا يريدون حتى مجرد رؤيتها بأعينهم.
كهرباؤنا عذاب أليم حقيقي أهون منه بالتأكيد عذاب جهنم.
نقلنا أيضاً عذاب.
مراجعاتنا الى دوائر الدولة عذاب.
شوارع مدننا وأزقتها وساحاتها مزابل ومستنقعات ومستوطنات للأمراض الفتاكة.
تعليم بناتنا وأبنائنا لا يليق بالبشر.
خدماتنا الصحية دون الحد الأدنى اللازم للبشر.
أمننا مستباح من الإرهابيين الذين تعجز الدولة بكل قوتها الغاشمة عن دحرهم.
نصف الذين يتولون دولتنا احتلوا مناصبهم بالشهادات والوثائق المزورة أو بالمحسوبية والمنسوبية.
هذا غيض من فيض مشاكلنا وأزماتنا وعللنا.
المصريون يثورون الآن في الشوارع والساحات على أقل من هذا بكثير.
نحن العراقيين لدينا كل الأسباب والدوافع لأن ننزل إلى الشوارع والساحات كما فعلنا في 25 شباط 2011 وبعده لنقول لطغمتنا الحاكمة: كفى .. كفى .. ارحلوا .. كلكم فاشلون وكذابون، ولم تعودوا تلزموننا.
هذه دعوة لشباب الفيسبوك ونشطاء المنظمات المدنية والأحزاب الوطنية الديمقراطية للعودة الى ساحات التحرير على غرار ما يفعله المصريون الآن.
وصدقوني.. إحنه نكَدر.
وإحنه نكدر..
[post-views]
نشر في: 9 ديسمبر, 2012: 08:00 م
جميع التعليقات 2
A, Fleleh
سيدي المحترم عدنان حسين احزاب الاسلام السياسي الحاكمة لا تريد لانه نظامها الذي يؤمن لها الاستحواذ على الثروة والسلطة والنفوذ خرج الناس الى ساحة التحرير واستعملت الحكومة سمتياتها وسيارات الاسعاف وووو لكن الطامة الكبرى هم الانتقائيون وفق مصالحهم لدستور كتب
Abu Semir
Well done.