 صلاح الدين / مصطفى محمد

تشهد مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين توقفاً غير مسبوق في الأعمال الخدمية، نتيجة تعطل مشاريع تبليط الشوارع الرئيسية، والتي تقع ضمن مسؤولية الشركة المنفذة لمشروع مجاري سامراء. وأعرب سكان المدينة عن استيائهم من هذا التلكؤ، الذي أدى إلى تفاقم معاناتهم اليومية.

وأكد عضو مجلس النواب خالد حسن الدراجي استياءه من تقاعس الشركة المنفذة لمشاريع المجاري والشوارع في سامراء، خاصة في شارع جامع الرزاق الرئيسي. وطالب الدراجي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتدخل العاجل لإيجاد حلول سريعة تنهي معاناة المواطنين التي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.
وأشار الدراجي إلى أن الشركة المنفذة فشلت في الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، حيث لم تُنفذ المشاريع الحيوية التي كان من المفترض أن تحسن البنية التحتية للمدينة. وكان من المتوقع أن تشهد سامراء تحسناً ملحوظاً في الخدمات بعد إعلانها عاصمة العراق للحضارة الإسلامية، إلا أن الواقع الحالي يظهر عكس ذلك تماماً.
وأكد مواطنون أن توقف أعمال التبليط وإعادة تأهيل الطرق والشوارع منذ أكثر من شهر ونصف تسبب في أضرار مادية جسيمة، خاصة لأصحاب المحلات التجارية. وقال أمجد أحمد، صاحب محل في شارع الرزاق الحيوي: «أعمالي التجارية تراجعت بشكل كبير، وأصبحت عاجزاً حتى عن دفع إيجار المحل». وطالب الحكومة المحلية بالضغط على الشركة المنفذة لإنجاز تبليط الشوارع الرئيسية. من جهته، أعرب الناشط غزوان أبو محمد عن امتعاضه من توقف الأعمال التي كان من المقرر إنجازها قبل نهاية عام 2024. وأكد أن توقف أعمال إعادة تأهيل الطرق تسبب في اضطرابات صحية واقتصادية للمواطنين. وأضاف: «دور الدوائر الحكومية أصبح شبه معدوم، حيث لم توفر حتى أبسط الاحتياجات مثل رش الطرق بالمياه لتخفيف الغبار».
بدوره، وجه محافظ صلاح الدين بدر الفحل بضرورة متابعة الأعمال الخدمية في المدينة بشكل عاجل. واتخذ الفحل قراراً بإعفاء مدير بلدية سامراء محمد أحمد إبراهيم من منصبه، وتكليف المهندس محمد يونس حسن بإدارة المديرية. وقد باشر المدير الجديد مهامه فوراً، حيث بدأ بالإشراف على تنفيذ المشاريع وأصدر توجيهات بسرعة إنجاز الشوارع التي تقع ضمن مسؤولية الشركة المنفذة لمشروع المجاري.
وأكد مدير البلدية الجديد أن المدينة تعاني من «نكبة حقيقية» بسبب العشوائية في بعض الأعمال الخدمية. وقال: «سنعمل مع الإدارة المحلية على تحسين الوضع الخدمي وإيجاد حلول للمشاكل القائمة».
من جانبه، أكد عبد الحميد أحمد، مدير إعلام شركة آثار الوركاء المنفذة للمشروع، أن الأعمال لم تتوقف بالكامل، مشيراً إلى أن نسبة إنجاز شبكة المجاري وصلت إلى 95%. وأوضح أن الجزء المتبقي يقع بالقرب من العتبة العسكرية وخلف سور المدينة، مما يجعل العمل فيه صعباً حتى يتم رفع السور. وأضاف: «الأيام القادمة ستشهد إدخال العديد من الطرق الرئيسية التي تم الاتفاق عليها مع القائمقام ومدير البلدية والمهندس المقيم». ويخشى سكان سامراء من استمرار توقف العمل في المشاريع الحيوية، خاصة في الشوارع الرئيسية التي توقف العمل بها منذ أكثر من شهرين. وقد انعكس هذا التوقف سلباً على مصالح المواطنين، بما في ذلك طلبة الجامعات والمدارس وموظفي الدوائر الحكومية.
ويأمل أهالي المدينة أن يشهد عام 2025 إنجاز المشاريع المتوقفة، خاصة تلك التي تندرج تحت قانون سامراء عاصمة العراق للحضارة الإسلامية، والتي لم يُنفذ منها سوى عدد قليل خلال العام الماضي.