ديالى/ محمود الجبوري
اعلنت محافظة صلاح الدين تقديم شكاوى قضائية ضد منظمة بريطانية مختصة برفع الالغام لفشلها في مهامها واعتمادها الاليات الكلاسيكية في معالجة المقذوفات.
دائرة شؤون الالغام والمخلفات الحربية في وزارة البيئة تعاقدت مع منظمة (هايلو تريست) البريطانية المختصة برفع الالغام لرفع الالغام والخلفات الحربية في اطراف قضاء بيجي شمال غربي صلاح الدين وبتمويل من نيوزلندا على ان تنتهي مهام خلال 3 سنوات بدءا من عام 2017, المنظمة وبحسب المسؤولين المحليين في بيجي فشلت في مهامها ومازالت الكثير منن المناطق وخاصة الزراعية محرمة وتحوي الغام وتهدد بحصد ارواح المواطنين.
وخلفت حروب التحرير مع تنظيم داعش في صلاح الدين خلال اعوام 2015-2017 مخلفات ومقذوفات حربية هائلة اما تركها التنظيم في ساحات الحرب ومعاقله او مخلفات حربية لم تنفلق أطلقتها القوات الامنية بمختلف تشكيلاتها خلال عمليات التحرير. وقال قائمّقام بيجي عادل احمد القيسي في حديث لـ(المدى) قدمنا شكاوى للمحاكم المختصة ضد منظمة (هايلو تريست) وتم تقديم الشكوى ايضا الى ادارة المحافظة لفشلها في مهامها وعدم كفاءتها في معالجة الالغام في مناطق بيجي مشيرا الى ان المنظمة تعتمد اخباريات المواطنين لمعالجة الالغام بدلا من المسوحات البايلوجية باعتماد اجهزة حديثة. واعتبر القيسي المنظمة البريطانية غير جادة في مهامها بعد عدة حوادث سجلت في مناطق بيجي واخرها قرب مقر المنظمة ما يثير العجب والاستغراب حيال دور هذه المنظمة ومدى كفاءتها.
وبين القيسي ان الالغام تتركز في 15-20 منطقة في بيجي في مناطق مكحول وحدود بيجي مع ناحية الصينية وحدود الانبار ومناطق هونداي وعدة احياء ومناطق زراعية غربي بيجي. وتساءل القيسي "رغم وجود الشركة حتى الان واستمرارها في مهامها لماذا لم تنجح في رفع الالغام او معالجة القسم الاكبر او حتى الاستدلال عليها وتحديدها منها رغم مرور عدة سنوات على تواجدها؟ مؤكدا وجود عبوات عبارة عن "جلكانان" وعبوات كبيرة لازالت تحت الارض تهدد حياة المواطنين والمزارعين بشكل خاص. قائممقام بيجي السابق سعد الخزعل بين في حديثه لـ(المدى) انه من المزمع ان تقوم المنظمة البريطانية برفع الالغام خلال مدة 3 سنوات بعد تحديدها ميدانيا لمواقع في 10 - 12 منطقة اغلبها شمال غربي بيجي. وذكر الخزعل ان اهالي بيجي مذعورين ومتفاجئين بوجود الالغام التي لازالت حوادثها بين الحين والاخر تسبب فواجع انسانية بين ضحايا واصابات واعاقات مزمنة لافتا الى تسجيل عشرات حوادث انفجار الالغام ضد المواطنين دون اي اجراءات او معالجات من قبل الجهات المختصة. واضاف" ان المزارعين يفاجئون بين الحين والاخر بظهور الغام او انفجارها في اراضيهم رغم تطمينات المنظمة البريطانية وتأكيدها على اكمال عمليات المسح وحصر المناطق الملغومة الا ان مخاوف المزارعين تتزايد ما يهدد نشاطهم المعيشي وارواحهم بشكل خاص" مدير ناحية الصينية شمال غربي صلاح الدين والتابعة لقضاء بيجي عزام كامل طويسان حذر في حديثه لـ(المدى) من المناطق المحرم زراعيا والتي تعد مصائد موت وهلاك للمزارعين في الكثير من القرى والمناطق بين قضاء بيجي وناحية الصينية.
واعتبر طويسان اليات عمل منظمة هايلو تريست البريطانية كلاسيكية وغير مجديدة لاعتمادها على اخباريات المواطنين بدلا من اعتماد تقنيات المسح الحديثة في مجال الالغام ومكافحتها مستدركا" رغم المخاطر الخفية التي تهدد المزارعين الا ان مناطق تواجد الالغام في ناحية الصيبنية لا تتجاوز 15-20% من مناطق الناحية. ولفت طويسان الى ان المزاعين متحذرين جدا من مخاطر الالغام لكنهم مجبرين على ممارسة مهنهم المعيشية لاعتمادهم على الزراعة كمصدر معيشي وحيد لتلبية الاحتياجات الحياتية. والى جانب مخاطر الالغام كشف الخبير الامني في صلاح الدين ماهر حسام عن نشاطات امنية كانت تمارسها قوات الامن بتفجير المخلفات الحربية في مطامر قريبة من المناطق السكنية والزراعية ما اثار مخاوف ظهور امراض سرطانية واوبئة في المستقبل القريب. ونوه حسام في حديثه لـ(المدى) ان تفجير الالغام الحربية في مطامر أطراف صلاح الدين تهديد بيئي ربما تظهر اثارها السلبية لاحقا الى جنب المواد المشعة التي تسبب الامراض السرطانية كاشفا ان عمليات تفجير الالغام حققت ارباح مادية للكثير من تجار "السكراب" بعد عمليات غربلة وعزل للمعادة والمخلفات المتفجرة واعادة بيعها الى جهات اخرى شمال العراق.
ويقع قضاء بيجي شمال محافظة صلاح الدين ويبلغ سكانه نحو 175 الف نسمة، وسقط بيد عصابات داعش الإرهابية عام 2014 قبل ان يتم تحريره من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي في معارك ضارية امتدت لأكثر من عامين.