متابعة / المدى
في ظل تسارع الأحداث على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، تلوح في الأفق بوادر تقدم غير مسبوق نحو إبرام اتفاق تهدئة شامل في غزة.
وكشفت مصادر، عن حدوث اختراق في المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة، تم التوصل إليه في الدوحة بعد منتصف الليل.
وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لرويترز: "تم التوصل إلى انفراج في الدوحة بعد منتصف الليل في أعقاب محادثات بين قيادات المخابرات الإسرائيلية ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ورئيس الوزراء القطري".
وأضافت المصادر أنه تم إرسال "المسودة النهائية" لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى إسرائيل وحركة حماس للموافقة عليها.
وأشارت المصادر إلى أن رئيس وزراء قطر اجتمع مع ممثلي حماس، فيما اجتمع مبعوث ترامب مع الوفد الإسرائيلي لدفع الطرفين نحو التوصل لاتفاق.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول الأحد، لمناقشة المفاوضات بشأن الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
وتأتي المكالمة في وقت يدفع فيه بايدن من أجل التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو بحث مع بايدن مفاوضات تحرير المحتجزين في غزة "وأطلعه على التقدم فيها".
من الجانب الفلسطيني، لا تخلو المفاوضات من تحديات داخلية. وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، حسام الدجني، أن هناك 4 عقبات رئيسة واجهتها حماس، تتعلق بصياغة نص وقف إطلاق النار، وحرية حركة القوات الإسرائيلية، وتوقيت الانسحاب من بعض المناطق في قطاع غزة، بالإضافة إلى ملف الأسرى والجثامين.
الدجني أشار إلى أن الضغوط الدولية، خاصة من الجانب الأميركي، نجحت في دفع الطرفين نحو مرونة أكبر. "زيارة مبعوث ترامب إلى قطر، ومخرجات اللقاءات مع حماس، تشير إلى وجود تطور إيجابي قد يفضي إلى اتفاق قريب، لكن التجربة تحذر من الإفراط في التفاؤل"، على حد تعبيره.
ورغم التفاؤل الحذر، فإن القيادات في غزة ترى أن ربط المراحل المختلفة للاتفاق، كما اقترحه المبعوث الأميركي، يُعد انتصارا دبلوماسيا للمقاومة الفلسطينية، حيث يُلزم إسرائيل بمسار واضح ينتهي بحل شامل بدلًا من التهدئة المؤقتة التي قد تفتح الباب لتجدد العنف.