TOP

جريدة المدى > سياسية > قنبلة مائية موقوتة.. هل يستعد العراق لكارثة سد تشرين السوري؟

قنبلة مائية موقوتة.. هل يستعد العراق لكارثة سد تشرين السوري؟

نشر في: 14 يناير, 2025: 12:05 ص

المدى / خاص
تُثار مخاوف في العراق من تعرض سد تشرين السوري إلى الانهيار إثر القصف المتكرر والاشتباكات المسلحة المحيطة به، الأمر الذي قد يؤدي إلى فيضان مياه هائلة تُهدد المناطق الواقعة على طول نهر الفرات، بما في ذلك الأراضي العراقية.
ويقع سد تشرين، وهو من أكبر السدود في سوريا، جنوبي مدينة منبج، حيث تدور اشتباكات ضارية حوله، بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل المعارضة، حيث تعرض محيطه إلى قصف بالأسلحة الثقيلة، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة.
وفي حين طمأن مسؤولون عراقيون بقدرة البلاد على استيعاب تدفقات المياه القادمة من السد، يؤكد خبراء أهمية اتخاذ تدابير وقائية عاجلة لتجنب أية تداعيات كارثية على السكان والمناطق الزراعية المحاذية للنهر.
فراغ خزني كبير
بدوره، أكد الخبير في مجال المياه تحسين الموسوي أن "سد تشرين يعد من السدود المهمة في سوريا، وهو ثاني سد في مدينة منبج، التي يسكنها العرب والأكراد، ويبعد عن تركيا نحو ثمانين كيلومتراً، بينما يبعد عن العراق حوالي خمسمائة وخمسين كيلومتراً، أو أقل قليلاً، وهو يمتلك طاقة تخزينية تصل إلى مليار وتسع مئة إلى ملياري متر مكعب، وتوجد أمامه سدود أخرى مثل سد الفرات وسد الحرية، والتي تحتوي على فراغ تخزيني كبير، ما يقلل من تأثير أي انهيار محتمل للسد".
وأضاف الموسوي لـ(المدى) أن "المشكلة تكمن في تدفق المياه بسرعة كبيرة في حال انهيار السد، ما قد يؤدي إلى غمر القرى والمدن القريبة في سوريا، لكن بالنسبة للعراق، فإن احتمال التأثر محدود للغاية بسبب وجود فراغ تخزيني كبير في سد حديثة يصل إلى عشرة مليارات متر مكعب، مما يمكنه من استيعاب أية كميات مياه إضافية"، مشيرًا إلى أن "الأضرار التي وردت حول سد تشرين حتى الآن تتعلق بمنشآت السد الحيوية مثل توليد الطاقة الكهربائية، وليس بجسم السد نفسه".
وتجري اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الموالية لتركيا وسط استهداف من المدفعية التركية، مع استخدام طائرات مسيرة تابعة للقوات التركية لاستهداف مواقع مختلفة في محيط سد تشرين وجسر قرقوزاق.
تطمينات رسمية
بدوره، أوضح المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية، خالد شمال، أن الوزارة على تواصل – غير رسمي- مع الفنيين المعنيين بإدارة المياه في سوريا، وقد أكدوا أنه "لا يوجد خطر كبير".
وأوضح شمال في تصريحات صحفية تابعتها (المدى) أنه "يمكن احتواء المياه القادمة من سد تشرين باستخدام السعة التخزينية الموجودة في سد الطبقة السوري، فضلًا عن سد حديثة العراقي، وكذلك في (عمود الفرات) بالعراق، أي مجراه من بعد سد حديثة في محافظة الأنبار وصولًا إلى البصرة جنوبي العراق".
وأكد أن "العراق قادر على استيعاب أية موجة فيضانية، سواء أكانت ناتجةً عن أمطار أو سيول أو تدفق المياه من سد تشرين حال وقوع تصدعات".
ويبلغ طول السد 900 متر، وارتفاعه 40 متراً، وعرضه عند القاعدة 90 متراً، وعند القمة 21.5 متراً على منسوب 329 متراً، ويستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة إجمالية تصل إلى 630 ميغاواط.
تحذيرات بالأرقام
في المقابل، يقدم الخبير المائي ميثم محمد، تصورًا يضرب تطمينات وزارة الموارد المائية، حيث أكد أن ثلاث موجات ستنطلق من السد في حال تعرضه إلى أضرار أو انهيار تام.
وأوضح محمد أن "الموجة الأولى ستعد الأقوى فهي لا تقل عن 7 أمتار وستضرب المناطق حتى 150 كيلومترا، بينما تكون الموجة الثانية بارتفاع 5 أمتار وستضرب حتى 400 كيلومتر، وأما الموجة الثالثة فستكون بارتفاع 3 أمتار، وهي التي ستؤثر على العراق، إذ سترفع منسوب نهر الفرات بشكل كبير".
وأضاف في تصريح صحفي، أن "المدن العراقية الواقعة على نهر الفرات في محافظة الأنبار ستتأثر إذا حدثت كارثة انهيار سد تشرين السوري"، مشدداً على "ضرورة وجود تدخل دولي لإبعاد الاشتباكات العسكرية عن السد".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بغداد ملتزمة بـ
سياسية

بغداد ملتزمة بـ"التوازن".. والتطبيع مع سوريا يتعثر بسبب "مخاوف الإطار"

بغداد/ تميم الحسن تستمر بغداد بالسير على خيط التوازن الرفيع، إذ تضغط واشنطن على العراق لإيقاف التمدد الايراني، فيما يعمل أطراف بالداخل على عكس ذلك. ويتعين على بغداد استئناف ضخ النفط من كردستان، والا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram