TOP

جريدة المدى > سياسية > تقرير دولي: القصف التركي ضد البكاكا تسبب بأضرار بيئية في كردستان

تقرير دولي: القصف التركي ضد البكاكا تسبب بأضرار بيئية في كردستان

أكثر من 380 ضربة جوية نفذت خلال شهر واحد عام 2024

نشر في: 14 يناير, 2025: 12:08 ص

 ترجمة حامد أحمد

تناول تقرير لمنظمة السلام الهولندية، باكس PAX، دراسة تحليلية للأضرار البيئية التي لحقت بغابات ومزارع إقليم كردستان على مدى عقد من السنين تراوحت بين حرائق ناجمة عن التغير المناخي وكذلك بسبب اعمال عسكرية وقصف بطائرات مسيرة وصواريخ ضد أهداف لحزب العمال الكردستاني من قبل الجيش التركي مؤكدا انه خلال شهر واحد في عام 2024 نفذت الطائرات التركية 381 ضربة جوية توزعت ما بين العمادية وجبال قنديل ومناطق أخرى في دهوك واربيل والسليمانية وسنجار.
ويذكر التقرير ان منطقة إقليم كردستان قد واجهت خلال السنوات الأخيرة خسائر واضرار بيئية بسبب حرائق هددت التنوع البيئي الفريد في الإقليم والحقت اضرارا بمساحات واسعة من الغابات ناجمة عن عوامل مشتركة طبيعية وبشرية اشتملت على ظروف التغير المناخي من حرارة وجفاف وحوادث أخرى أكثرها أنشطة عسكرية تمثلت بالصراع بين القوات المسلحة التركية ومجاميع حزب العمال الكردستاني، البكاكا، المتواجدة في الإقليم والتي أدت أيضا بالإضافة الى الاضرار البيئية الى نزوح العديد من العوائل وتدمير بنى تحتية.
واستند التقرير في احصائه للمساحات الزراعية المتضررة والمحروقة في الإقليم للفترة من أيار الى آب 2024 على التحليل والمعلومات المستقاة من مصادر رسمية وإعلامية ومنظمات دولية شريكة ولقاءات مع مسؤولين ومنظمات مجتمع مدني مختصة بالبيئة وصور أقمار صناعية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية ESA بالإضافة الى معلومات صور وكالة ناسا الفضائية.
وتوفر سلسلة جبال زاغروس غطاء من الغابات الطبيعية في إقليم كردستان وتمد الأهالي المحليين بموارد طبيعية تستخدم في الاعمال الانشائية والحرف اليدوية والحطب للوقود. ويوفر التنوع البيئي الفريد عدة امتيازات في الإقليم مثل حماية التربة والمياه النقية واصناف نباتية متعددة من أشجار البلوط التي تشكل 90% من غطاء الغابات ومن الأصناف الأخرى لأشجار الجوز والصنوبر وشجر الحور الأسود وأشجار الفستق.
ويشير التقرير الى ان منطقة الإقليم تضم أكثر من 6 آلاف صنف نباتي 2,500 نوع منها تعتبر أصنافا متوطنة. وتضم غابات الإقليم أصنافا من الحيوانات البرية النادرة وقسم منها مهدد بالانقراض على المستوى العالمي مثل الفهد او النمر الجبلي والغزال البري والضبع المخطط والدب الرمادي والوشق الأورو-آسيوي بالإضافة الى الوعل الجبلي والسلمندر المائي.
وبسبب عوامل متفرقة من عمليات عسكرية وتوسع في الجانب الاقتصادي والطاقة والصناعات النفطية فقد شهد الإقليم خلال العقد الماضي خسائر واسعة في مساحة الغابات. واستنادا لوزارة زراعة الإقليم فانه منذ العام 2010 فقد الإقليم 290 ألف هكتار من مساحة الغابات بسبب الحرائق. وحتى ان بعض الدراسات تذكر بان الإقليم فقد 20% من مساحة الغابات لفترة ما بين عامي 2000 و2016، وهذا يدعو الى متابعة بيئية وفق التغيرات المناخية.
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها الى انه من خلال تحليل صور أقمار صناعية لبعض مواقع الحرائق لمناطق الغابات فانها توضح علاقتها بأعمال وأنشطة عسكرية، مؤكدة ان ضربات جوية بطائرات مسيرة وطائرات حربية وطائرات هليكوبتر وقصف مدفعي وقصف بمدافع هاون جراء صدامات عسكرية بين تركيا وجماعة حزب العمال الكردستاني، بكاكا، تسببت بإحداث حرائق في مناطق زراعية، وحتى ان هناك مؤشرات لإحداث حرائق متعمدة من خلال إلقاء طائرات هليكوبتر لمواد مشتعلة تسبب حرائق في مزارع يستخدمها المسلحون.
وأظهرت التحليلات بان المناطق الرئيسة في الإقليم التي تضررت من النشاط العسكري بين الطرفين هي منلطق العمادية في محافظة دهوك وقرية برادوست وجومان في أربيل وكذلك في السليمانية. وكانت القوات التركية قد كثفت أنشطتها العسكرية في شهر تموز 2024 حيث تقدمت قواتها في شمالي العراق واشتبكت في صدامات متفرقة مع مسلحي البكاكا. واستنادا لتقرير صادر عن فرق مجموعة السلام، وهي منظمة محلية غير حكومية، فان تركيا نفذت خلال الفترة الممتدة ما بين 15 حزيران الى 15 تموز عام 2024 ما يقارب من 381 ضربة جوية وهجمات بطائرات مسيرة على مواقع لحزب العمال الكردستاني في الإقليم. ومن مجموع هذه الضربات فان 289 ضربة حدثت منها في دهوك، و48 ضربة جوية في مواقع بمحافظة أربيل و42 ضربة في مواقع بمحافظة السليمانية وضربة واحدة في منطقة سنجار.
وشهدت منطقة العمادية في محافظة دهوك عدة حرائق بسبب النزاعات العسكرية هذه. وحدثت حرائق في عدة قرى بضمنها قرية بارواري بالا، وقرية الكشك وقرية ميرغا قصر، وذلك بسبب نيران القصف المدفعي التركي وهجمات الطائرات المسيرة والتي الحقت اضرارا بالمساحات الزراعية ومناطق الغابات نجمت عنها حالات نزوح واسعة للأهالي. وفي حادثة واحدة معينة وقعت في قرية بارواري بالا فان الحرائق أتت على ما يقارب من 971 هكتارا من الأراضي الزراعية. وفي مناطق أخرى أثرت الحرائق على مساحات خضراء واسعة خصوصا البساتين.
وكذلك شهدت مناطق وقرى في أربيل والسليمانية حوادث قصف مدفعي عبر الحدود التركية وذلك بسبب تواجد افراد من مسلحي البكاكا، وان التحليلات التي أجرتها المنظمة الدولية تشير الى ان أكثر من 120 ألف هكتار قد تعرضت لحرائق في أنحاء الإقليم وان 126 موقعا منها كانت الحرائق مرتبطة بمسببات الأنشطة العسكرية.

 عن موقع ريليف ويب الدولي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

سياسية

"الإطار" في بيانين خلال 12 ساعة: رفض دمج الحشد والاستعداد لـ"المخاطر"

بغداد/ تميم الحسن أخيرًا، حسم الإطار التنسيقي السجال حول "حل الحشد" ونفى مناقشة الأمر من الأساس داخل التحالف الشيعي.كما دعا، في وقت لاحق، إلى الاستعداد لـ"مواجهة المخاطر المحتملة"، و"رص الصفوف".ولا يمنع رفض "دمج الحشد"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram