TOP

جريدة المدى > سياسية > العراق يواجه سياسات "التعطيش" بالمياه الجوفية وتحذيرات من أزمة

العراق يواجه سياسات "التعطيش" بالمياه الجوفية وتحذيرات من أزمة

الفقر المائي يهدد بلاد الرافدين

نشر في: 14 يناير, 2025: 12:09 ص

بغداد/ يمان حيدر
يعتبر ملف المياه من ضمن أخطر الملفات التي تواجه الحكومة العراقية، في ظل سياسات دول المنبع والازمات التي "لا تعد ولا تحصى"، ففي وقت حذر مختصون من نشوب "حرب المياه" أكد نواب أن المياه الجوفية قد تكون الحل لهذه الازمة.
لجنة الزراعة والأهوار النيابية أكدت مؤخرا ارسال مقترحات إلى الدوائر البحثية لدراسة سنِّ قانون للمياه الجوفية، فيما رفعت قانون المجلس الوطني الأعلى للمياه بعد أن صوتت عليه إلى هيئة رئاسة مجلس النواب لإدراجه على لائحة الجلسات المقبلة.
القانون الجديد وفق رؤية اللجنة النيابية، سينظِّم ملف المياه بشكل عادل بين المحافظات وفق الخطط اللازمة لمواجهة التحديات المناخية، حيث تعتبر مياه الأجيال في العراق.
عضو لجنة الزراعة والمياه والاهوار، ثائر الجبوري، حذر من نفاذ المياه الجوفية، فيما تطرق الى سياسة القطع الجائر من تركيا وإيران.
وقال الجبوري في حديث لـ(المدى)، إن "المياه الجوفية واحدة من مصادر المياه المهمة في العراق، فلابد من وجود تقنين؛ باعتبار وجود حظر جائر للآبار الجوفية في الصحراء"، محذرا من "نفاذ هذه الثروة الكبيرة بسرعة".
وأكد، "ضرورة وجود قانون يحدد للمزارع لكيفية الاستفادة من المياه الجوفية، واهمها عدم تدفق المياه بصورة طبيعة، بل لابد من وجود مكائن لاستخراجها واستخدام طريقة الرش والتنقيط إذا كانت هناك مزارع للإيجار وما شابه ذلك".
وحول الكميات التي يملكها العراق من المياه الجوفية، بين الجبوري، ان "الكمية التي يملكها العراق من المياه الجوفية، غير ثابتة باعتبار عدم وجود امطار غزيرة مقارنة في بعض المناطق السعودية"، لافتا الى أن "مناطق العراق تكون أكثر انخفاضا من المناطق المحيطة في البلدان الأخرى".
"سياسة القطع الجائر للمياه من قبل تركيا وإيران عن العراق، دفعت بالبلد للتفكير بحفر الابار، وتعويض الاراضي التي قد حرمت من المياه السيحية في المناطق الوسطى والجنوبية، حيث تم تعويضها، وحققت نتائج جيدة جدا"، بحسب عضو لجنة المياه النيابية
وعمدت تركيا إلى إنشاء عدد كبير من السدود على مجاري نهري دجلة والفرات وروافدهما من أنهار صغيرة، وذلك ضمن "مشروع جنوب شرق الأناضول الكبير"، وهو عبارة عن خطة ضخمة تهدف لبناء 22 سداً و19 محطة لتوليد الطاقة، على مدى عقود عدة، لتوفير المياه اللازمة للري، وتوليد الكهرباء، في المنطقة الأقل نمواً في تركيا.
وذكر الجبوري، أن "العراق حقق اكتفاء ذاتيا في الموسم الماضي بوجود 5 ملايين طن"، متوقعا ان يشهد الموسم الحالي "تساقطا للأمطار كما حصل في العام السابق".
سياسة تعطيش المياه التي تستخدمها تركيا منذ فترة ليست بالقليلة، ربما تعتبر خطرا كبيرا يهدد العراق، وهو ما قد ينذر بنشوب "حرب مياه" المتضرر منها الاكبر هو بلاد الرافدين.
الى ذلك، حذر المختص بالشأن الزراعي والمائي، تحسين الموسوي، من "حرب المياه" القادمة، فيما قدم عدة نصائح للتعامل مع المياه الجوفية.
وذكر الموسوي في حديث لـ(المدى)، أنه "لا توجد احصائية او دراسة دقيقة عن خزين الاستراتيجي للمياه الجوفية التي تتوفر في البلد"، لافتا الى أن "التقديرات الاولية تؤكد وجود قرابة 5 مليار متر مكعب في اعلى المستويات".
وبين، ان "هذه المياه فيها نسبة عالية من الملوحة والكبريت، حيث يصلح جزءا منه للزراعة والاستخدام، والقسم الاخر لا يصلح؛ نتيجة انعدام الساقطات الذي إثر بشكل سلبي على المياه".
وأكد الموسوي، ان "العراق بدأ يعيش الان الفقر المائي نتيجة تقليص الخطة الزراعية بشكل مرعب ونفوق الحيوانات، وعملية التلوث الكبيرة والهجرة المستمرة".
واشار الى وجود "ضغط كبير على وزارة الموارد المائية نتيجة الشحة والجفاف، حيث لم تستطيع السيطرة على ملف المياه الجوفية، وبدأنا نفقد كمية كبيرة من الخزين الاستراتيجي".
"تهديدات سد تشرين"
واكد المختص بالشأن المائي والزراعي، اننا "نمر بوضع اقليمي صعب بظل وجود (حرب المياه)، وقيام تركيا بتقليل الاطلاقات المائية على حوض دجلة من 500 متر مكعب الى 75 متر فقط وتعطيل سد التشرين"، متهما تركيا بـ"ممارسة سياسة تعطيش العراق وسوريا بشكل واضح".
وفي وقت سابق، وجهت إدارة سد تشرين رسالة تحذيرية للحكومة العراقية من أن السد "يتعرض لقصف مستمر، الأمر الذي يضعه على حافة الانهيار"، مشددةً على أن ما يتعرض له "يمثل كارثة وشيكة، تتجاوز الحدود السورية، لتهدد العراق بصورة مباشرة".
يذكر أن وكالة أنباء "هاوار" الكردية قد أكدت، مؤخراً، أن الجيش التركي وفصائل متحالفة معه، قصفت سد تشرين ومحيطه شمالي سوريا، بالأسلحة الثقيلة.
وسد تشرين هو سد مائي يقع على نهر الفرات في سوريا، بالقرب من مدينة منبج في محافظة حلب.
"حرب المياه"
الموسوي تابع حديثه قائلاً: "أهمية وجود عمليات تحلية للمياه الجوفية واستخدام التقنيات المتطورة في الزراعة كالري بالرش والتنقيط واستخدام بذور تتحمل نسبة ملوحة عالية".
ولفت الى، ان "ملف المياه اليوم، حرب قادمة باعتباره يمثل أحد ركائز الامن القومي، الا ان القائمين على هذا الملف فشلوا بالتوصل لتثبيت حصص العراق المائية والملف الداخلي".
وتزداد المخاوف في العراق، المُسمَّى تاريخياً "بلاد ما بين النهرين"، من خسارة الرافعة الحضارية الأساسية التي عاشت حول ضفافها الشعوب المتلاحقة على مدى آلاف السنوات، نهرا دجلة والفرات، اللذان يشهدان تراجعاً تاريخياً في منسوبهما لم يسجل من قبل، وذلك لعوامل عدة، بعضها مرتبط بالتغيير المناخي والبعض الآخر ناجم عن سياسات "دول المنبع"، أي تركيا وإيران.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

سياسية

"الإطار" في بيانين خلال 12 ساعة: رفض دمج الحشد والاستعداد لـ"المخاطر"

بغداد/ تميم الحسن أخيرًا، حسم الإطار التنسيقي السجال حول "حل الحشد" ونفى مناقشة الأمر من الأساس داخل التحالف الشيعي.كما دعا، في وقت لاحق، إلى الاستعداد لـ"مواجهة المخاطر المحتملة"، و"رص الصفوف".ولا يمنع رفض "دمج الحشد"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram