المدى/متابعة
يواجه العراق أزمة بيئية خطيرة مع تزايد مستويات التلوث التي تهدد صحة السكان واستدامة الموارد الطبيعية. وعلى الرغم من إعلان وزارة البيئة العراقية مؤخراً عن “تراجع مقبول” في نسب تلوث الهواء في بغداد، إلا أن المؤشرات ما زالت متغيرة وغير مستقرة، ما يبرز الحاجة الملحّة لمعالجة شاملة وعاجلة لهذه الأزمة.
شهدت بغداد مؤخراً انتشاراً ملحوظاً لرائحة الكبريت، مما أثار قلق السكان. وأوضح وكيل وزارة البيئة، جاسم عبد العزيز حمادي، أن ذلك يعود إلى استخدام الوقود الثقيل في محطات الكهرباء، بالإضافة إلى الحرق العشوائي للنفايات.
أفادت خبيرة البيئة عديلة شاهين أن العراق يحتل المرتبة الخامسة عالمياً من حيث ارتفاع نسب التلوث، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في أعداد المصابين بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي. وبلغ مؤشر تلوث الهواء في بغداد 173 وحدة، وهو مستوى خطير يهدد الصحة العامة.
وفيما يتعلق بتلوث المياه، أُطلق عدد من المشاريع بالتعاون مع منظمات دولية لمعالجة مياه الصرف الصحي ونفايات المستشفيات، تشمل إنشاء 23 محطة معالجة طبية في بغداد.
أكد خبير البيئة، علي أحمد أهمية وجود قيادة وطنية قوية قادرة على تمويل ومتابعة الحلول الجذرية للتلوث، مثل تحويل محطات الكهرباء إلى غابات حضرية وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية.
حذر خبراء الأرصاد من استمرار استخدام الوقود الأحفوري، مشيرين إلى أن انبعاثاته تزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السكتات الدماغية وأمراض القلب.
ويقول الخبير البيئي ، نوري المعموري، إن "التدهور البيئي حلقة يزداد اتساعها، تبدأ من قلة مستويات المياه العذبة وهي مشكلة عالمية، لكن في العراق يضاف إليها درجات الحرارة المتزايدة بسبب قلة الغطاء النباتي، والتلوث، مما يؤدي إلى التصحر، ويؤدي التصحر مرة أخرى إلى قلة إنتاج النباتات للأكسجين، وتقليل الأمطار".
ويؤكد المعموري قوله: "انخفضت المساحات المزروعة في العراق بمقدار 60-70 في المئة منذ عام 2003، وهي تنخفض باستمرار وبسرعة".
التلوث في العراق أصبح تحدياً يهدد الأجيال القادمة، مما يتطلب استجابة متكاملة وسريعة من الحكومة والمجتمع، لضمان بيئة نظيفة وآمنة وصحية.