واسط/ جبار بچاي
«البداية كانت بسيطة، والعمل محدود مع الزبائن، لكن الوضع تغير بشكل كبير، وتضاعف العمل وزاد الرزق»، بهذه الكلمات يصف حامد الحطّاب، البالغ من العمر 51 عامًا، تجربته الفريدة كأحد أبرز العاملين في مهنة تقطيع الأشجار بمحافظة واسط.
مهنة متوارثة لكنها شاقة
يعد حامد الحطّاب الشخص الوحيد في محافظة واسط الذي يعمل بمهنة قلع وتقطيع الأشجار بشكل احترافي. وعلى الرغم من المشقة الكبيرة التي تتطلبها هذه المهنة، إلا أنه يعتبرها «مهنة جميلة» تستند إلى مهارات وخبرة طويلة، خاصة في اختيار الأشجار الجيدة والعمل على تقطيعها وتشكيلها بما يتناسب مع احتياجات الزبائن.
وفي تعريفه لمهنته، يقول حامد إن عمل الحطّاب يشمل جمع الحطب، تقطيع جذوع الأشجار، إزالة الأغصان الصغيرة، وتقليم الأشجار الكبيرة، باستخدام المعدات اليدوية أو الكهربائية، لتكون جاهزة للاستخدامات المختلفة.
البداية من بساتين بدرة
يستذكر حامد بداياته في قضاء بدرة، حيث كانت أعماله تقتصر على تنظيف البساتين وتقليم الأشجار وتشذيبها، بالإضافة إلى تكريب النخيل. وأشار في حديثه لـ(المدى) إلى أن طبيعة العمل في ذلك الوقت كانت بسيطة، إذ كانت مخلفات الأشجار تُلقى في العراء أو تُقدم للعائلات لاستخدامها في التدفئة خلال الشتاء.
لكن مع مرور الوقت، تغيرت الأمور، إذ أصبح التركيز على جمع الأشجار اليابسة من بساتين واسط والمحافظات الأخرى، ليقوم بتقشيرها وتقطيعها في مصنعه البسيط، ما ساعد في توفير خشب بجودة مقبولة للاستخدام اليومي.
دعم غير مباشر للمهنة
ساهم انتشار مطاعم المندي، سواء في مدينة الكوت أو المدن المجاورة، في ازدهار مهنة الحطّاب. فطبق المندي، الذي يعتمد في طهيه على الخشب الجاف داخل التنور الطيني، أصبح من الأطباق المفضلة لدى الكثيرين، مما زاد الطلب على الحطب.
وبحسب حامد، فإن «وجود العديد من مطاعم المندي في واسط أصبح خيرًا وبركة لنا»، كما أشار إلى دور الكشتات في تعزيز الطلب، إذ يعتمد المشاركون في النزهات البرية على الحطب لتحضير الطعام والشاي والقهوة، بالإضافة إلى استخدامه في التدفئة خلال ليالي الشتاء الباردة.
من جانبه، أوضح جهاد الموسوي، الذي يعمل إلى جانب الحطّاب، أن مهنة بيع الخشب تنتعش بشكل أكبر خلال فصل الشتاء، رغم أن عملية تجفيف الخشب بعد قطعه تستغرق وقتًا طويلًا.
وأشار الموسوي إلى تفضيلهم لأخشاب أشجار الفاكهة مثل المشمش، الليمون، البرتقال، الخوخ، واللانكي، بسبب رائحتها الطيبة وقلة الدخان الناتج عنها عند الاحتراق. كما أكد أن الخشب اليابس يتميز بقدرته على توفير حرارة عالية وجمرة تدوم طويلًا، سواء عند استخدامه كحطب أو تحويله إلى فحم، وهو منتج آخر عليه طلب كبير.