TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

نشر في: 15 يناير, 2025: 12:03 ص

طالب عبد العزيز

هل نحن بانتظار ربيع أمريكي قادم؟ على الرغم من كل ما حدث، وقد يحدث في الشرق الأوسط، نعم، وكم هو مؤسف أن تتحرك دفة التغيير بيد القبطان الأمريكي الحقير، وكم قبيح أيضاً أن تأتي حرب الناتنياهو، بدمائها العربية في غزة ولبنان وسوريا بمادة التغيير الموعودة هذه، التي باتت شعوب المنطقة حسيرةً تتطلع اليها، لكنها الحقيقة التي لا تسترها عنتريات البعض، إذ أنَّ كل المؤشرات تشير الى ذلك، ولم يبق أمامنا إلا القبول بالنتائج.
لا يمكن فصل ما يحدث بيوم وليلة في لبنان من تسارع في إعادة المشهد الى واقعيته، فاختيار رئيس الجمهورية جوزيف عون، هذه الشخصية الاستثنائية، المرضي عنها من جميع الأطراف، والتي جاءت كطوق نجاة الى اللبنانيين، وبما يتمتع به من حنكة وكاريزما قيادية تحيل العراقيين الى شخصية رئيس الجمهورية في العراق، والدور الخجول الذي يمارسه، كذلك سيكون نواف سلام، رئيس الوزراء اللبناني المكلف بتشكيل الوزارة، وبالسيرة العظيمة التي تتقدمه، وسحب البساط من فصيل (المقاومة) حزب الله ومنظمة أمل، الذي لم يعد فاعلاً في المشهد القادم، ووقوع قياداتها بين فكيّ الرفض غير المبرر والقبول بالرغم منه، فيما الخطى تمضي سريعة باتجاه لبنان آخر، متحرر من القبضة الإيرانية -السورية الأسدية.
لا أعرف كيف ينظر الى نفسه الآن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بعد أن تم تداول مقطع فيديوي يقف فيه شاعراً، يقرأ قصيدةً في مديح الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد! في مشهد مقزز، يقع خارج حدود اللياقة الوطنية، في الوقت الذي جعل فيه لبنان مقيدةً بشبكة الولاء والتبعية الى إيران وسوريا، وبما نتج عن ذلك من وتعطيل حكومي وخراب اقتصادي وإذلال شعبي؟ وفي المقابل، مازال العشرات من المسؤولين العراقيين الدائرين في فلك طهران يضعون العصي في عجلة التحولات في البلاد، ولم تتغير سياستهم تجاه بلدهم، بل ومازالوا يصرون على أنَّ بقاء العراق ضيعةً تابعة لإيران خير من وجوده الحر واستقلال رئاساته.
هل يكون الرئيس محمد السوداني قد استوعب المستقبل وما سيحدث في المنطقة وطبيعة العلاقة المتوقعة مع إيران في القادم من الأيام ليذهب الى المملكة المتحدة ويوقع اتفاقية استراتيجيةً مع الشركات البريطانية التي ستدخل للعمل في العراق؟ بل، وهل ستسمح أمريكا ببقاء الحشد والفصائل المسلحة المرتبطة بإيران داخل العراق وممارسة أعمالها في تهديد (المصالح) الامريكية، وقد بات الشرق الأوسط خلواً من الجيوش المهددة لأمن إسرائيل؟ في تتبع بسيط لما حدث ويحدث في سوريا ولبنان وغزة (بعد قبول حماس بتوقيع اتفاقية إيقاف الحرب وتبادل الاسرى بخاصة) نجد أنَّ مستقبل العراق يقف على مفترق طرق، فإما إيران وإما أمريكا، ولو أنَّ السياسة العراقية تمكنت من اتخاذ قرارها المستقل بعيداً عن الحضن الإيراني لما تجرأت أمريكا على أن تضعنا بين فكي الكماشة هذه.
واضح أنَّ الرئيس الأمريكي بايدن يعمل على تصفير معاركه التي قادها وشارك فيها في عموم الشرق الأوسط، وفي أوكرانيا أيضاً، وأنَّ الرئيس القادم الى البيت الأبيض في 20 كانون ثاني الحالي يحمل أجندة ليست البندقية واحدة بين آلاتها، وأنَّ الحياة في العراق لن تظل رهينة السياسة الإيرانية وتبعية الفصائل لها، هناك ما هو وطني ومستقل يعتمل في الروح العراقية، وأنَّ بيروت لن تتقدم بيروت في صنع قرار الاستقلال ونبذ التبعية ونزع السلاح وإعادة هيبة الدولة، وأن (الربيع الأمريكي) المُذل قادم لا محالة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram