TOP

جريدة المدى > سياسية > الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

نشر في: 15 يناير, 2025: 12:08 ص

السليمانية / سوزان طاهر
يبدو أن الأزمة المالية في إقليم كردستان توسعت أثارها على جميع مفاصل الحياة في الإقليم، وامتدت إلى النشاطات الثقافية والفنية.
ومنذ عام 2014 يعاني إقليم كردستان من أزمة مالية خانقة أثرت على تفاصيل الحياة، والملفات السياسية والاقتصادية، وأدت لاتساع معدلات الفقر والبطالة، وارتفاع معدل الهجرة بين الشباب إلى أوربا، رغم المخاطر.
والأزمة استمرت خلال عام 2024، حيث أنه وبالرغم من الاتفاقات المبرمة بين بغداد وأربيل بخصوص رواتب الموظفين، إلا أن الأزمة مستمرة، وتتجدد شهريا، حتى وصل الحال إلى عدم استلام الموظف راتبه إلا بعد مرور 60 يوماً في أحيان كثيرة.
أولويات المواطن
وبخصوص النشاطات الثقافية وتأثرها بالأزمة الاقتصادية والمالية، يتحدث الكاتب الكردي هونر عبد الرحمن إلى أنه، لا شك بأن هنالك أولويات للحكومة، والمواطن بشكل عام.
وقال عبد الرحمن في حديث لـ(المدى) إنه "بالأساس تعاني حكومة الإقليم من ضائقة مالية، فالأموال التي تحصل عليها من الإيرادات الداخلية، تذهب لسد النقص الحاصل في المبالغ التي ترسلها بغداد، لصرف رواتب الموظفين".
وأضاف أنه "لا توجد رفاهية لدى حكومة الإقليم، لإقامة المعارضة والندوات الثقافية، لذلك بدأت تلجأ إلى الرعاية لتلك النشاطات من قبل الشركات ورجال الأعمال، والمؤسسات الإعلامية، والمصارف وغيرها".
لافتاً إلى أن "عام 2024 هو أقل الأعوام بما يخص النشاطات الثقافية، حيث تراجعت النسبة إلى حوالي 25% عن العام الذي سبقه، وهذا مؤشر غير جيد، في الإقليم التي عُرف عنه الاهتمام بالنشاطات الأدبية والثقافية بشكل كبير".
تظهر التقارير الحالية أن مستوى القراءة في إقليم كردستان يعيش فترة من التراجع الملحوظ، حيث أن زيارات الأفراد إلى معارض الكتب والمكتبات لم تعد كافية كما كانت في السابق. وفقًا للمختصين، فإن هذا الانخفاض في القراءة قد أثر سلبًا على الفكر وطريقة التفكير لدى الأفراد.
المعارض مستمرة
وأقيم معرض أربيل الدولي للكتاب، والذي شاركت فيه 300 دار نشر، قادمين من 22 دولة حيث يضم مليوناً و500 ألف عنوان مختلف من جميع المجالات.
وفي وقت سابق أعلنت المديرية العامة للإعلام والنشر في السليمانية، بيع نحو أربعة ملايين كتاب في الدورة السادسة لمعرض الكتاب الدولي الذي أقيم في المحافظة.
وقال مدير دائرة الإعلام والنشر في السليمانية أريوان سيويلي إنه "خلال فعاليات الدورة السادسة لمعرض الكتاب الدولي في السليمانية والتي استمرت لمدة 11 يوماً تم بيع نحو 4 ملايين كتاب.
وأضاف، أنه "رغم الأزمة المالية في اقليم كردستان إلا أن نسبة بيع الكتب والزوار هذا العام كانت كبيرة جداً مقارنة بالأعوام السابقة، وزار المعرض نحو نصف مليون شخص.
من جهة أخرى يحدد الصحفي الكردي ميران محمد كمال أسباب تراجع النشاطات الثقافية في إقليم كردستان، مؤكداً أنها تأثرت بالأزمة المالية، حالها حال باقي الفعاليات الاجتماعية الأخرى.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) إلى أن "المواطن الكردي لديه أولويات، ولعل أبرز الأولويات تتمثل في تأمين حياته ومتطلباته اليومية، وبعدها تأتي الأشياء الأخرى، مثل حضور الفعاليات، والنشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية".
وأشار إلى أن "الإقبال على حضور تلك النشاطات تراجع هو الآخر، بسبب انشغال المواطن بتوفير قوته اليومي، كما أن النتاجات الثقافية تراجعت بشكل ملفت، وهذا مؤشر غير إيجابي".
وذكر بأن "أغلب المؤسسات الحكومية كانت تتبنى رعاية النتاجات الثقافية للأدباء والشعراء والكُتاب، وبالتالي في كل عام كانت المكتب تعج بالآلاف من الكُتب والدوواين الشعرية، ولكن العام الماضي تراجع مستوى النتاجات الثقافية بشكل كبير".
دعوة لوزارة التربية
كاروان عمر، وهو مدرس مختص بمادة اللغة العربية في السليمانية يشير إلى أن الأوضاع في المكتبات العامة، تعكس تراجعًا ملحوظًا في عدد الزوار، مما يعكس بشكل عام ضعف النشاط الثقافي في الإقليم.
وبين في حديثه لـ "المدى" إلى أن "الأسباب عديدة، منها التطور التكنلوجي، إضافةً إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، وغياب الدعم من المؤسسات الحكومية، لتنشيط الثقافة، وتشجيع طلبة المدارس".
وتابع بأنه من الضروري على وزارة التربية والمؤسسات الثقافية والتعليمية في الإقليم أن تعزز من جهودها لتعزيز ثقافة القراءة بين الأفراد، خاصة الشباب، لتمكينهم من التفكير النقدي والمشاركة الفعالة في تطورات المجتمع والعالم بشكل عام".
وتعاني المؤسسات التعليمية في إقليم كردستان من تراجع كبير، نتيجة الإضرابات التي تقوم بها الكوادر التدريسية، خاصة في محافظتي السليمانية وحلبجة، الأمر الذي يؤدي في أحيان كثيرة لتأخر دوام الطلبة لأكثر من شهرين.
في المقابل فإن إقليم كردستان كان يحتضن العشرات من النشاطات الفنية، والثقافية، الخاصة بالرسم، والنحت، والشعر، والسينما والمسرح، وعلى مستوى إقليمي، ودولي، إلا أنها في 2024 شهدت تراجعاً كبيراً، وحتى الدعوات للفنانين الكبار من الدول العربية قلت.
وتعزو الأوساط الثقافية في الإقليم، هذا التراجع إلى الأزمة المالية، فضلاً عن تراجع الدعم والرعاية المقدمة من الشركات والمصارف ورجال الأعمال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

القصة الكاملة لـ
سياسية

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

بغداد/ تميم الحسن تلاحق الأزمات الإطار التنسيقي الشيعي، الذي يقود الحكومة منذ أكثر من عامين، بسبب عدم تنفيذ مطالب الشركاء.وتقاطع أكبر كتلة سُنية في البرلمان الجلسات بسبب "العفو العام"، فيما يُذكّر رئيس المجلس، الذي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram