الكتاب: لماذا يحكم الغرب؟تأليف: إيان موريسترجمة: المدىيتحدث هذا الكتاب عن إحدى المشاكل الرئيسية في تاريخ العالم. لماذا ارتحل الإنسان عبر القرون من الزمن من موضع مائي إلى آخر، عبر الوديان والجبال في شرق أفريقيا إلى ارض ميسوباتيا- بين النهرين ثم إلى الصين وبقية أرجاء الحضارة الآسيوية، وكانت هناك فيما بين أعوام 1650-1800، حضارة صغيرة نسبياً على ارض تقع في الأرجاء البعيدة غرب القارتين الهائلتين: أوروبا وآسيا، استطاعت فيما بعد السيطرة على العالم؟ فلماذا كان أبناء الجنس البشري هناك وليس في الأرض الخصبة لجنوب شرقي آسيا، أو في غربي أفريقيا؟ لماذا يتحكم الغرب منذ 260 سنة في العالم؟ وكم ستدوم سيطرة هذه القوة على شؤون الكرة الأرضية؟
إن كتاب موريس يناقش تلك الأسئلة المهمة والمؤلف أستاذ في جامعة ستانفورد وخبير في التاريخ،مختص بالإمبراطوريات القديمة وخاصة اليونانية، كما انه وسع أباحثه مؤخراً وكان كتابه هذا ثمرة ذلك الجهد."لماذا يحكم الغرب؟"، قد جاء في وقت مناسب، ليتحدث عن تاريخ العنصر البشري عبر مئات الآلاف من الزمن ويحاول أن يجد مبرراً لهذا الوضع غير المتوازن، وضع دفع الزوارق الحربية البريطانية نحو يانغتزي في عام 1842، على سبيل المثال، بدلاً من اندفاع السفن الشراعية الصينية نحو مياه التيمز!وموريس ليس الكاتب الأول الذي تطرق إلى هذا الموضوع بطبيعة الحال، انه يقف على أكتاف صف طويل منهم، لهم طموحاتهم أيضاً، ومنهم هـ.ج. ويلز، آرنولد توينبي وويليام ماكنيل. وقد كان الجميع في أطروحاتهم على صواب: لقد نجح الغرب لأنه ارتكب عدداً قليلاً من الأخطاء بالنسبة لبقية الدول في العالم، ومن اجل توضيح الأمر، فإن الغرب كان أكثر تنظيماً وفاعلية من الآخرين، لقد نظم نفسه بشكل أفضل فيما يخص الأمور المتعلقة بالصحة(متجنباً الأوبئة) ثم يأتي العامل الاقتصادي ليقف في صفه وتنمية الثورة وبعد ذلك نجد عوامل العلم والتكنولوجيا وأخيراً استخدام ثورة الأرض وتسخيرها لمصالحه. ولتلك الأسباب مجتمعة أرسلت بريطانيا سفنها الحربية البخارية إلى ياتغتزي، عام 1844 من اجل القضاء على المقاومة الوطنية.وصول تلك السفن، والتواصل إلى الطاقة البخارية كانت البداية لسيطرة الغرب. وقد وصل موريس في بحثه إلى تلك النقطة، ولكنه لم يبق متمسكاً بها، كانت الطاقة البخارية عاملاً حيوياً، لأنها حلت محل عدة عوامل أخرى مجتمعة وهي(الإنسان، الخيول، الثيران، الماء والرياح) كما إن تلك الطاقة تعمل دون توقف سبعة أيام في الأسبوع. وكانت لها فائدة عظمى للغرب. ففي عام 1750 كان مردود الدول الأوروبية من الصناعة العالمية 23%، أما الصين 33% وفي عام 1900، كان المردود بالنسبة للصين 6%، والدول الأوروبية 62% إن الثورة الصناعية لم تكن ثورة في الطبيعة بل كان لها تأثيرها في السياسة العالمية.وعندما يعود المرء خطوة إلى الوراء، يبدو له بوضوح أن كتاب موريس يتركز أولاً في الصين ثم بريطانيا وبعدهما أفريقيا، ليعود إلى الصين في النهاية. ومن الصعب إدراك كم كانت الصين تسبق الغرب فيما بين 800-1600، وبلاط الملكة إليزابيث في أعوام الـ1580، لم يكن شيئاً قياساً إلى قصور الحكام الصينيين، عندما وصل البريطانيون إلى جزر سليمان أعوام 1880.rnوبعد ذلك التاريخ جاء التغيير أو الاختلاف ما بين الشرق والغرب، وانتهى ليكون بحثاً عن الطاقة، إن هذا الأمر ليس تفسيراً عنصرياً أو ثقافياً. انه تفسير عملي حول كيفية الوصول إلى ضخ المياه بواسطة البخار، من اجل تطوير الصناعة للبحرية الملكية أولاً ثم للاحتجاجات الثانية عموماً ومنها صناعات النسيج والسفن التجارية.وولّد الاختراع آخر وآخر، وازدادت الفوائد والمكاسب، وتنامت الاستثمارات، مضافاً إلى ذلك صعود طبقة من المقاولين والمهندسين تواقين لتنفيذ أفكارهم: النظام البرقي لنقل الرسائل، اللاسلكي، والتطور الذي حصل في حقل العلوم الكيماوية والفيزياوية. وبدأت شركات كبرى في التنافس للحصول على المكاسب المالية في شتى أرجاء العالم، وهكذا ازدادت أرصدة البنوك في أوروبا وأمريكا إلى درجة لا يمكن الدخول في منافسات ضدها إلى أن حدث نوع من التغيير عام 1945 في هذا المجال.ويخصص موريس أكثر من 400 صفحة في كتاب لتأريخ الحضارة التي سبقت عصر كولبرت، وآدم سميث، باحثاً عن أسباب سقوط بعض الحضارات وصعود أخرى.إن كتاب"لماذا يحكم الغرب؟" له أهمية خاصة وكان من الأفضل أن تضغط صفحاته بعض الشيء.rnعن/ النيويورك تايمز
لماذا يحكم الغرب عالم اليوم؟
نشر في: 7 فبراير, 2011: 05:18 م