اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الكتاب: الحياة الثقافية في باريس خلال الاحتلال الألماني

الكتاب: الحياة الثقافية في باريس خلال الاحتلال الألماني

نشر في: 7 فبراير, 2011: 05:21 م

تأليف: ألان رايدينغترجمة: ابتسام عبد اللهصدرت كتب كثيرة عن الأوضاع السياسية والاجتماعية والمعنوية في فرنسا، إبان الاحتلال الألماني للبلاد في الحرب العالمية الثانية، ولكن ألان رايدينغ، المراسل الثقافي لصحيفة نيويورك تايمز، يقدم في كتابه الجديد تفاصيل جديدة ومثيرة عن المشهد الثقافي الفرنسي في تلك المرحلة.والمشهد الذي يقدمه ألان رايدينغ في كتابه مثير لأن باريس في 1940، كانت العاصمة العالمية للفنون، دون أي شك وخاصة في مجالات السينما والموسيقى والأدب، ولذلك السبب لم يعتبر النصر الألماني هزيمة لفرنسا فقط بل انهياراً.
وفرنسا منذ الثورة، كانت تمزقت، يساراً ضد يمين، رجعية ضد تقدم, والمارشال بيتان الذي استسلم للجيش الألماني، وأصبح متحدثاً مفوضاً من قبلهم، أنتمى إلى التيار اليميني المناهض للجمهورية متبوعاً بأنصاره.وتقبل مبادرة بيتان من قبل الفرنسيين جاء نتيجة التعب من الحرب وأيضاً لفشل الجيش في الحرب. وهناك سبب مهم آخر وهو الأمل في بيتان ومؤسسة فيشي، أن يضعا طابعاً فرنسياً على التواجد الألماني، والقيام أيضاً بدور الوسيط، بين الشعب الفرنسي وقوات الاحتلال.كانت الحياة آنذاك مهينة، مع استمرارها. وبعد صعود المقاومة الفرنسية وثباتها، بدأت القوات الألمانية في شن هجمات ضارية على السكان وقامت باحتلال كافة أرجاء فرنسا. وعند ذلك تضاءل أمل الفرنسيين بمهمة بيتان الذي غدا حاقداً، واهناً وضعيفاً.وفي عالم الثقافة كانت الأوضاع مشابهة. كان هناك عدد قليل من النشطاء إلى جانب عدد من المتعصبين اليمينيين، ومن بينهم كتاب مثل بير دور لاروشيل وربرت براسيللاك. وكان هناك عدد من الصامدين وفي مقدمتهم المغنية جوزفين بيكر، التي رفضت تقديم عروضها في لنوادي الليلية وانضمت إلى المقاومة الفرنسية (قامت بتهريب الرسائل تحت ملابسها). أما رينيه كار، فلم يتوقف فقط عن الكتابة، بل انتقل إلى الجنوب ليقود كتيبة من المقاومة، تشكلت في المناطق الريفية.وإنجاز المؤلف في هذا الكتاب يكمن في كشفه عن الأرض الوسط، وهو لا يصدر الأحكام من خلال ذلك، كما فعل آخرون. ما فعله هو تسليط الضوء على مختلف الخيارات التي واجهها المثقفون في خلال الحرب. إذ أن الموسيقيين، على سبيل المثال، واصلوا تقديم عروضهم المتعددة، بسبب احتشاد الأماكن الليلية بالجنود الألمان، وكذلك فعل الممثلون في فرقة الكوميدي فرانسيز المسرحية. ولكنّ ذهاب موريس شيفالييه (المغني المعرف) إلى ألمانيا أمر آخر، على الرغم من أنه قدم حفلاته لأفراد المقاومة الشعبية.أما الممثلون ونجوم السينما المعتادون على حضور الحفلات الساهرة، فلم يمنعهم الاحتلال من مواصلة تلك العادة، حتى وإن كان الحاضرون فيها ممثلون والنجوم الألمان.وإضافة إلى ذلك الوضع المعقد، فإن جوزيف غوبلز طالب بإخضاع الفن الفرنسي للحكومة الألمانية، وعلى الرغم من ذلك التصريح، فان الألمان الذين قاموا بمهمة الرقابة كانوا من المثقفين وتجاهلوا عن أمور كثيرة بسبب إعجابهم بالثقافة الفرنسية. كما أن السفير الألماني لدى حكومة فيشي، كان يحل مشاكل الفنانين الفرنسيين مع سلطات الاحتلال. وعندما مُنع ساشا غتيتري من غناء نشيد،"المارسيليز"، في إحدى مسرحياته، تدخل جنرال ألماني في الموضوع. ولم يلغ الجنرال ذلك القرار فحسب، بل انه حضر لمشاهدة المسرحية مع عدد من ضباطه، ووقفوا جميعاً لغناء النشيد الوطني. كما أن الضباط الألمان كانوا يزورون المشغل الفني لبيكاسو باستمرار، مع أن بعض لوحاته تم حرقها من قبلهم. ويقال إن ضابطاً امسك بنسخة من الـ"غورينيكا"، وسأل بيكاسو،"أأنت من رسمها؟"، فأجابه الفنان،"لا أنتم".أما الكتاب فكان موقفهم واضحاً، وهو عدم التعاون مع المحتل. بل أن بعض الكتاب وبخوا بعض دور النشر على إصدار المطبوعات في ذلك الوقت.وواصل عدد من الكتاب الكبار مثل أندريه جيد وبول فاليري إصدار مجلتهم المختصة بالنقد الروائي، مع إنها كانت تقدم للرقيب الألماني. ونشر سارتر وكامو بعض أعمالهما أيضاً. وقد برّز الناقد ذلك العمل بسبب حاجة الكتاب إلى المال، وإذ لا مصدر لديهم للعيش غير ذلك.rnعن/ لوس أنجلس تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram