أصدر عدد من الأدباء بياناً دعوا فيه إلى مقاطعة مهرجان الشعر العربي الذي تقيمه وزارة الثقافة والذي ابتدأ أمس في بغداد.. وذيل البيان بتواقيع عدد من الأسماء الفاعلة في المشهد الشعري العراقي... والمدى الثقافي إذ تنشر نص البيان، قامت باستطلاع آراء عدد من شعرائنا في هذا الموضوع.
نص البيان
افتتح أمس مهرجان شعري في بغداد تنظمه وزارة الثقافة تحت تسمية (مهرجان الشعر العربي)، وهي تسمية عريضة، يفترض معها أن يكون المهرجان مناسبة للقاء أفضل ممثلي الشعر العربي، من شعراء ونقاد وباحثين ومؤرخين، ولكن، ومع كل الاحترام لجميع الأسماء المدعوة والتي ستحضر، لا نتوقع من هذا المهرجان سوى انه سيمثل نموذجا متكرراً لفعاليات ثقافية لا تكون الثقافة إلا في ذيل اهتماماتها.
هذا الحكم المسبق على الفعالية متأتٍ من أن الوزارة، وضمن فوضى المحاصصات وهيمنة العقل الإستحواذي الانتفاعي، لم تكن ولن تكون قادرة على انتاج نشاط وفعاليات يعتد بها، وما مثال مهرجان المربد إلا النموذج الأبرز لهذا التخبط والفساد الثقافي الذي ترزح تحت وطأته الوزارة والدائرون في فلكها.
لم يكن لنا أن نتوقف عند هذا المهرجان، فقد آثرنا دائماً الصمت على حال المربد وسواه من مهرجانات ومعها اسابيع ثقافية فارغة من أي محتوى جرى تنظيمها في العديد من البلدان من قبل الوزارة وباسمنا نحن مثقفي وأدباء وشعراء العراق، اسابيع اساءت للعراق وثقافته والحقت ضررا فادحا بسمعة هذه الثقافة، لكننا نتوقف عند هذا المهرجان بالذات لكون مهمة تنظيمه والإشراف عليه والتخطيط له انيطت بالكامل بعدد من الشعراء التقليديين، حيث جرى استبعاد تام لشعراء ونقاد التجديد والتحديث الشعري في العراق، فضلا عن التكتم في اعلان اسماء المدعوين من الشعراء العراقيين وطريقة تبليغهم عبر الهاتف، هذه الخفة تكرس نمط التفكير المهيمن في الوزارة وفي عموم مرافق الدولة، وهو نمط ارتكاسي متخلف ويريد الارتداد عن أبرز ما قدمه العراق للثقافة العربية خلال القرن العشرين، ثورة الشعر الحديث التي كان لشعراء العراق، بمختلف أجيالهم وتجاربهم، الدور الرائد والأصيل لكل التطورات التي شهدها الشعر العربي خلال العقود الأخيرة.
نعبر هنا عن تبرؤنا وعن احتجاجنا على هذه السياسة التي تعيد العراق إلى أسوأ نظم الإدارة الثقافية التي تنحاز فيها المؤسسة الممولة من المال العام لصالح تكريس قيم الردة الثقافية والتخلف والتجهيل الذي لا تستحقه ثقافتنا وتترفع على نواياه وتسخر منها، كما نحمّل الوزارة وموظفها المشرف على فعاليات الشعر والهيئة التحضيرية لهذا المهرجان وسواه من مهرجانات كرست انحدارا في الابداع وتبذيرا للأموال والجهود المسؤولية الثقافية والأخلاقية وحتى الإعلامية التي ستترتب على العراق وثقافته كنتيجة متوقعة لهذه الفوضى التي تحكم عمل الوزارة وسياساتها، إن كانت هناك سياسات واضحة للوزارة.
ختاماً، ندعو الشعراء العراقيين الى مقاطعة هذا النشاط الذي سيولد ميتا مهما اهدرت الوزارة من المال العام فيه.
عبد الزهرة زكي:
يحدث هذا في بلد التحديث الشعري
بعد ما لا يقل عن عشر مرابد فاشلة، وأكثر منها، عددا وفشلاً، أسابيع ثقافية في بلدان كثيرة، تعود وزارة الثقافة بطاقمها الثقافي المتخلف لتنظم مهرجانا للشعر العربي... من العار ان يحدث هذا في بلد التحديث الشعري وفي دولة تسمي نفسها مثال الديمقراطية في المنطقة.. ولكن، وفي دولة فاشلة، يتسابق الجشعون، كل من موقعه، على خلق زواياهم الخاصة للفساد والنهب وتبذير الأموال... انهبوا باسم الشعر واسم العراق واسم العرب"!
في كل المرابد التي اقيمت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كنت أدعى إلى المربد لكن لم أقرأ شعراً في أيٍّ من تلك المرابد بهياجها التعبوي، وكان كثير من شعراء البلد يترفعون على هذه القراءة وبينهم شعراء من منظمي المربد نفسه.. وفي جميع المرابد ما بعد 2003 كنت أدعى ولكن لم أقرأ في أي منها بسبب هياجها الفوضوي واختلاط حابلها بنابلها.. لكن في تلك السنوات وفي هذه أيضاً شاركت في فعاليات (أنحف) من (ترهل) المربد حين كنت أرى فيها مناخا ثقافيا وشعريا مقبولا..
الشعر المخلص لذاته والوفي لها يترفع على أي استخدام يراد له أن يساق إليه عنوة.
علي عبد الأمير عجام:
يوم سيّئ آخر للثقافة العراقية
أجد أن الثقافة العراقية منذ عقود وهي تنوء بحمل ثقيل اسمه الرعاية الحكومية، ذلك أن الثقافة العراقية كائن هشّ وظل طفيليا لا يقدر على العيش إلا برعاية الحكومة له، فهي منذ العام 1958 حين تم "تأميم" الثقافة وإلحاقها بالمؤسسة الحاكمة، تم إقصاء الثقافة بوصفها ظاهرة اجتماعية مستقلة لها شروطها الخاصة والمستقلة.
الرعاية الأبوية للثقافة، التي رسخها النظام السابق، قتلت أي مسار مستقل حيوي للنتاج الثقافي العراقي، وكانت الآمال عريضة بان تكون الإطاحة بصدام مفتتحا لمسار جديد للثقافة العراقية، لا سيما أن عددا كبيرا من المثقفين داخل البلاد وخارجها كانوا من المعارضين لنظام القسوة والعنف، غير أن نظام المحاصصة الطائفية والحزبية والقومية أطاح بأي أمل لعراق مختلف حر وحقيقي ومعاصر.
فالمحاصصة الطائفية جعلت "الثقافة" حكراً على السنة ابتداء من العام 2005، والثانية هشاشة الطريقة التي تتعاطى بموجبها الحكومة العراقية مع الثقافة، فهي تمنح "الحقيبة غير السيادية" للطائفة "الأضعف"، وغير "السيادية" تعني بلغة الأرقام الأقل موازنة بين بقية الوزارات بل حتى اقل موازنة من هيئات رسمية هي دون مستوى وزارة.
وبما أن الثقافة العراقية لم تعرف منذ "تأميمها" في العام 1958 غير الحكومة ممولاً وداعماً، كان من الطبيعي أن تتعرض حركتها إلى تهميش شبه تام مع غياب التمويل اللازم لوزارة ثقافة مصنفة على أنها "غير سيادية".
وبحسب الصراع السياسي المحتدم في العراق، أسندت وزارة الدفاع وكالة إلى وزير الثقافة سعدون الدليمي إضافة إلى وظيفته. واللافت في اليوم الأول للدليمي بصفته وزيراً للدفاع تصريحه: "عندما تسلمت مهمات وزارة الثقافة قلت إني سأقود وزارة الثقافة بإرادة وزارة الدفاع، واليوم سأقود وزارة الدفاع بعقلية - ومرونة - وزارة الثقافة"، مستدركاً أن "المرونة التي أقصدها ليست بمعنى التهاون مع القتلة والإرهابيين والعابثين بأمن البلد".
ولا يبدو واضحاً معنى القول "سأقود وزارة الثقافة بإرادة وزارة الدفاع" إلا في حدود "الصرامة العسكرية" التي تتطلبها حقيبة الدفاع بما في ذلك خطورة المهمة التي تتولاها في بلد فيه أمواج متلاطمة من العنف.
ومن هنا إن لا عمل بارزاً عرفته الثقافة العراقية، خلال الأشهر الماضية التي تولى فيها الدليمي حقيبة الثقافة، والذي ظل يتذرع بضعف "الموازنة المالية" المخصصة للوزارة. وهنا يطرح سؤال: ما أهمية الصرامة في قيادة وزارة الثقافة بإرادة "وزارة الدفاع" في مؤسسة خاوية مالياً؟ وما أهميتها أيضاً ثقافياً، لا سيما حين نعرف أن ارفع الأسماء المشكلة للثقافة العراقية حالياً وفي العقود السابقة هي خارج التنظيم الرسمي للوزارة؟
وإذا كان هذا المستوى "القيادي" للمؤسسة الثقافية الكبرى في العراق، يكشف عن تدني مستوى طموح العشرات من كتاب العراق وفنانيه وأكاديمييه ممن واجهوا النظام الديكتاتوري السابق، وسعيهم اليائس إلى بناء مؤسسة ثقافية منفتحة على فضاء من الحرية ودعم العمل الإبداعي في ميادين عدة، لا سيما أن الوزارة جاءها قبل الدليمي، وزير هارب اثر اتهامه بالإرهاب (اسعد الهاشمي)، وآخر شبه أمي كان يعمل مسؤولاً عن مخازن زراعية قبل العام 2003 واسمه نوري الراوي، فإن الثقافة العراقية لن تحمل أي خبر سار طالما أن المؤسسة الرسمية يقودها أميون وفاسدون حملتهم المحاصصة والولاءات الحزبية والطائفية والعرقية.
إن ما يشاع اليوم عن مؤتمر للشعر العربي في بغداد برعاية وزارة الثقافة وقبل ذلك العشرات من المهرجانات والتظاهرات المنتظمة في إطار رعاية الحكومة للثقافة عبر مسؤوليها الأميين الفاسدين .. هو أمر سيئ للثقافة العراقية التي كانت رائدة وخلاقة ذات يوم، لكنه أمر طبيعي حين يتولى جهلة فاسدون أمر الإشراف على ثقافة كان ينظر إليها باحترام ذات يوم.
عبد الزهرة زكي:
يحدث هذا في بلد التحديث الشعري
بعد ما لا يقل عن عشر مرابد فاشلة، وأكثر منها، عددا وفشلاً، أسابيع ثقافية في بلدان كثيرة، تعود وزارة الثقافة بطاقمها الثقافي المتخلف لتنظم مهرجانا للشعر العربي... من العار ان يحدث هذا في بلد التحديث الشعري وفي دولة تسمي نفسها مثال الديمقراطية في المنطقة.. ولكن، وفي دولة فاشلة، يتسابق الجشعون، كل من موقعه، على خلق زواياهم الخاصة للفساد والنهب وتبذير الأموال... انهبوا باسم الشعر واسم العراق واسم العرب"!
في كل المرابد التي اقيمت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كنت أدعى إلى المربد لكن لم أقرأ شعراً في أيٍّ من تلك المرابد بهياجها التعبوي، وكان كثير من شعراء البلد يترفعون على هذه القراءة وبينهم شعراء من منظمي المربد نفسه.. وفي جميع المرابد ما بعد 2003 كنت أدعى ولكن لم أقرأ في أي منها بسبب هياجها الفوضوي واختلاط حابلها بنابلها.. لكن في تلك السنوات وفي هذه أيضاً شاركت في فعاليات (أنحف) من (ترهل) المربد حين كنت أرى فيها مناخا ثقافيا وشعريا مقبولا..
الشعر المخلص لذاته والوفي لها يترفع على أي استخدام يراد له أن يساق إليه عنوة.
حميد قاسم:
إنه سر من أسرار التسليح
الوزارة أقامت مهرجان بغداد للشعر العربي ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية.. سمعنا به من الأشقاء العرب.. أمس مساء اتصل بي مشكورا احد أعضاء اللجنة التحضيرية ليبلغني باني مدعو للمهرجان الذي يفتتح غدا.. اغلب الأسماء الشعرية غير مدعوة أما المدعوون فلم يبلغوا لحد الآن باعتبارنا أهل البيت..!! أهو سر من اسرار التسليح مثلا..؟ الا يفترض ان تكون فعاليات هذا المشروع لتسويق الثقافة العراقية إلى العرب لا العكس؟ اللجنة التحضيرية عمودية وتعاملت بعشائرية مع الشعر الحديث.. الأدهى أن مسؤولا كبيرا في الوزارة تهكم على الشعراء العراقيين متهما إياهم بالتهافت على المنبر.. ولا اعلم متى تكالب أو تهافت أهل الشعر الحر أو قصيدة النثر على المنابر.
موفق محمد:
صفقات سرية
إن ما بدر من وزارة الثقافة أمر طبيعي لأنها تقاد من قبل أشخاص ليست لهم علاقة بالثقافة، إذ لا توجد في الوزارة أسماء لها دورها الفاعل في الثقافة العراقية.
إن هذه المهرجانات تقام وفق مزاج الوزير ووكلائه والمدراء العاميين.. هم يحسبون المبالغ المالية الكبيرة التي ستدخل إلى جيوبهم من هذه المهرجانات لأنهم يعدونها مصدر رزق وتجارة!
كان الأجدر بالوزارة أن تتشاور مع المبدعين العراقيين قبل فترة طويلة من بدء المهرجان لان المبدعين أدرى بالشعر العربي وأعلم بالشعراء العرب المعاصرين، وكذلك هم من يقف إلى جانب البلد في محنته التي يمر بها.
إن هذا التغييب من قبل الوزارة يعد استخفافاً بالمبدع العراقي، لذا هي مطالبة باحترامه.
المدير العام المسؤول عن المهرجان يستنكف أن يدعو المبدع إلى المهرجان بنفسه وإنما يكلف موظفا بسيطا في الوزارة لكي يقوم بالأمر، وهذا يثبت أن الوزارة تعتبر الشعراء مبتذلين.
وجود صفقات سرية في الوزارة لا تريد أن يكشفها أحد، هو سبب سرية المهرجانات الثقافية، متوقعا أن يتكرر الأمر في المهرجانات المقبلة.
عبد الخالق كيطان:
أي مهرجان؟ أي شعر؟ أي بلاد؟
لست من هواة حضور المهرجانات الشعرية الرسمية. تجربتي في هذا المجال منقوصة. أغلب ما وصلني من دعوات من هذا القبيل كنت لا ألبيها. سواء أكان ذلك في الزمان الماضي أو الزمان الحاضر، وعندي حجتي في الأمر. لا يمكن أن تتلقى الشعر من على منبر يشارك فيه خلال ساعة واحدة أكثر من عشرين شاعراً.
مهرجانات الشعر العراقية، كلها، أو بأعمها الأغلب، تمشي على خطى بعضها البعض، ثم تدخل أشياء مكروهة أخرى، من قبيل: "تبويس اللحى، المديح الفج، الرثائيات المكرروة، الاحتفاء بالإنشاد والحماسة، الترويج للكراهية والعدائية.... الخ"، ومن النادر أن تشهد مهرجانات للشعر لا تحتفي بهذه المفاهيم.
لا يعدم الأمر محاولات مهرجانية مغايرة، وقد شهدت بعضها في بغداد، ولكنها نادرة.
وزارة الثقافة العراقية اليوم تريد أن تفتح مهرجان بغداد للشعر. حسن جداً، ما هي تصورات القائمين على المهرجان؟ من هي لجنته التحضيرية؟ ما الذي يريد أن يضيفه هذا المهرجان؟ أي لغة وأي شعر وأي قصيدة ستحضر؟ مثل هذه الأسئلة بلا أجوبة على الدوام، فالوزارة ورثت التعامل الفوقي مع المثقفين والمعنيين من سلفها الصالح.
وفي تقدير شخصي محض أقول: لا أكاد أرى في هذا المهرجان إلا محاولة لإنفاق بعض من المال المخصص لمشروع "بغداد عاصمة الثقافة العربية"، ولكن لو تساءلنا عن البنية التحتية للثقافة العراقية لفتحت أبواب جهنم أمامنا. أيها السادة: أي مهرجان للمسرح، أو للسينما، أو للشعر ونحن بلا بنية تحتية؟ عمروا مسرح الرشيد أولاً، أقلها ستباهون ضيوفكم بقاعة واحدة صالحة لمناسباتكم...
هذا المهرجان، مثله مثل عشرات المهرجانات التي نسمع عنها... يريد أصحابها أن تكون ديكوراً، ماكياجاً لوجه مدمى... ولكن العلة في أن الماكيير ليس ماهراً كفاية.
شاكر لعيبي:
المهرجان يستخفّ بالشعر العراقيّ
مهرجان بغداد الشعري يستخفّ بالشعر العراقيّ. هذا مما لا شك عندي فيه. كان الشعر العراقي دائماً رمزاً للطاقة الروحية للعراقيين، وشارة قوية لاندفاع مخيلتهم، وعلامة على فاعليتهم في الوجود. وهنا يمسُّ هذا المهرجان ويستخفّ بنقطة الترميز العليا للعراقيين. ليس فقط عبر استبعاد خيرة شعرائهم، كباراً وصغاراً، إنما أيضا عبر الطريقة الكافكوية التي أُعِدَّ بها وإخفائه أسماء المدعوين عراقيين وعرباً حتى اللحظة الأخيرة.
يمكن لمنظمي فعاليات الثقافة الجدد الذين أخذوا الدنيا غلابا، تزيين جهلهم بحقول أخرى غير الشعر، ويمكنهم استدعاء زادهم المعرفيّ القليل في أوساط أخرى والتبجُّح به، لكنهم لا يمكن أن يلعبوا اللعبة في الفضاء الشعريّ الذي تأصَّل في العراق ونضج، رغم الكوارث التي مرّت بالبلد، وهم أنفسهم يشكّلون، دون ذرة شك، جزءاً حقيقياً منها.
وقّعت عشرات الأسماء الشعرية، من داخل البلد خاصةً، على البيان المنادي بمقاطعة هذا المهرجان، وأشارت بوضوح إلى أن مهرجاناً لا كفاءة فيه هو تفريط بالمال العام، وقد أدرك البعض منها أخيراً، لحسن الحظ، أن سياسة ثقافية يقودها هاجس "لا ثقافيّ" إنما هي تيّار معادٍ جوهرياً للثقافة. بعض هذه الأسماء الموقِّعة بدأ ينفصل رويداً رويداً عن أوهامه بشأن حكومة غير قادرة حتى على تقديم صورة باهرة عن خيرة إبداعات مثقفيه.
وإذا ما أشير إلى الكمية الكبيرة من "الشعراء العرب" المدعوين، وجُلّهم إخوتنا وأحبتنا، فلم تقع الإشارة إلى تناسي هذا المهرجان، إضافة إلى شعراء الداخل، شعراءنا في خارج العراق الذين لا يُقدِّرهم منظمو الجهل والتقية حق قدرهم، كما يقدِّرون أخوتنا الشعراء العرب.
وبمناسبة هذه "الكمية" الكبيرة من الشعراء العرب الذين نرحّب بهم دائماً وعلى كل حال، على المرء أن يتساءل عن المعرفة الحقيقة لمنظّمي مهرجان بغداد الحالي بخارطة الشعر العربيّ، وقدراته على التمييز بين الغث والسمين فيها، بل عن ضيق أفقه وهو لا يرى في عملية الدعوة الكمية هذه سوى توطيداً لوزارته ودائرته الثقافية، وليس، في الأقل، تفاعُلا بالمِثل في التبادلات الثقافية، وهو ما يعرف مغزاه العميق شعراء العراق منذ عقود.
هذا هو مهرجان الجهل والردة والفضيحة. ولو كانت لديّ كلمات أخرى لاستخدمتها بعدما استخدمنا جميعاً كلّ التحليلات المنطقية والدعوات الأخلاقية والاستعارات الشعرية والحجج العقلانية في مساجلة وزارة لا علاقة لها، في نهاية المطاف، بالثقافة العراقية العريقة.
جميع التعليقات 1
كلنا
منذ متى تنتقدون وزارة الثقافة ولم تقدموا شيء للثقافة لولا مؤسسة المدى، اما انتم يا انصاف الشعراء كلكم شعراء تفعيلة وسرد اهات غربتكم المريرة وتجاربكم الفاسلة في الحياة اكتبوا شعرا يليق بسم العراق اولا ثم انتقدوا امراضكم شكرا للمدى