لقد برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة أخذت تستقطب اهتمام الشباب العاطلين عن العمل والذين أوقعتهم ظروف الجوع وعدم توفر فرص العمل إلى الاهتمام بالعربات الخشبية التي ازداد الطلب عليها من قبلهم واخذوا يستخدمونها في تحميل البضائع بدلا من أن يجرعوا مرارة الجوع . بعد أن كانت هذه العربات لاتثير أي اهتمام في السابق رغم أنها مهنة قديمة منذ سنوات طويلة . يقول (أسعد رضوان) صانع عربات مختص في شارع الهادي : كنت سابقا أشكو قلة بيع العربات التي أصنعها فبالكاد كنت أبيع عربة واحدة في الشهر، أما اليوم فإن الطلب عليها ازداد كثيراً منذ سنوات وصار إقبال الشباب لشرائها يفوق ما كنت أتوقع حتى اضطررت إلى الاستعانة ببعض العمال لتلبية الطلبات المتزايدة والآن يوجد منها في الشورجة وجميلة الكثير بعد أن كادت تنقرض في وقت ما.
إن أكثر الزبائن الذين يشترون هذه العربات هم من الشباب الخريجين أصحاب الشهادات الجامعية والذين أنهكهم الانتظار عسى أن ترحمهم الموازنة المالية ويجدوا درجات وظيفية شاغرة لهم في وزارات الدولة .يقول (أحمد نعيم) خريج علوم حاسبات : لقد عملت في البداية على عربة حديدية صغيرة أحمل بها البضائع للتجار في الشورجة وعندما تعرفوا علي وكسبت ثقتهم اشترى لي احد التجار عربة خشبية لأنقل بها البضائع له من المخازن إلى الأسواق وهذا عمل متعب جدا ومنهك ويحتاج إلى قوة عضلات حيث يعتمد على دفع العربة أو سحبها حسب الطريق ومن أماكن المخازن البعيدة إلى أماكن بيعها في الأسواق وهذا عمل يستمر يومياً .ويضيف (فلاح حسين) عامل حمولة في السوق نفسها إن هذا العمل أجوره جيدة وتساعدنا في العيش وإعالة عوائلنا ولكن هذا العمل مكسبه غير ثابت إذ تمر علينا أيام لنحصل على نقلة حمولة واحدة لكثرة أصحاب العربات وأنا طالب في معهد الدراسات النغمية تركت الدراسة ولجأت إلى مهنة التحميل بسبب ظروف المعيشة الصعبة على أمل العودة إلى الدراسة المسائية .أما (عباس كامل) فيقول : إن اغلب العمال الموجودين هنا هم من أبناء المحافظات الذين دعتهم الحاجة للمجيء إلى العاصمة والعمل بعد أن عانوا كثيرا من البطالة ومشاكل الحياة جراء انعدام فرص العمل في المحافظات او حتى الحصول على أجور يومية.يقول (أكرم العزاوي) وهو من أهالي ديالى : إن سبب مجيء معظم الشباب إلى بغداد مع تحمل الغربة والبعد هو أن الأجور في بغداد أفضل من المحافظات وهذا يمكنهم من جمع المال وإرسال قسم منه إلى عوائلهم ومنهم من فضل الإقامة في بغداد وبالأخص أصحاب المناطق الشمالية مثل (الموصل وكركوك)، ولكن المشاكل في بغداد كثيرة منها: انعدام الأمن وغلاء الأسعار ومشاكل السكن والإيجارات .
من يحمي خريجي الجامعة من البطالة؟
نشر في: 7 فبراير, 2011: 06:21 م