عادل الياسري
لَمْ أَرْثِ أَحَداً
لاسَكَبْتُ الحُزْنَ على أَحَدِ
لكِنّي أَسْكِبُهُ الآنَ أَحْلاماً
أَقاصيصَ ذِكْرى
ياطائِرَ الْفُراتِ،
يا شَيْخَ الأساطيرِوكاهِنَ الْمِعْبَدِ
مِنْذُ إلْتَقَيْتُكَ
تَوَسَّمْتُ فيكَ خِلاًّ دَرْبُهُ دَرْبي
أَقْدامُنا..،
تَرْسُمُ الْخَطَواتَ في عالَمٍ تَشْتَبِكُ الأَقاويلُ فيهِ
جَلْساتُنا..،
مَرَّةً ثالِثُ الْكَراسي بَيْنَنا لأِنْكيدو
وأُخْرى لِلْرائِيَةِ الأُولى
مُعَلِّمَةٌ،
تَرمي الْمَفاتيحَ بِكَفّي
-لأِعْشاشِ الْعَصافيرِ خُذْها
لِوَرْدَتِكَ الَّتي عَلَتْ كِتابَكَ
لِلْشَجَرِ الْغافي على كَفِّ الْفُراتِ
شاوِرْ صَديقَكَ
الأَساطيرُ لَها لَغَطٌ
في أَوْراقِهِ الأُولى
تُنْبِيءُ الْكاهِنات أَنَّهُ الْعَرّافُ
ناجِحٌ،
طافَ الْمُدُنَ الْبَعيدَةَ
في "لاهايَ" مَرَّةً
كُنّا نُبادِلُ "رامْبو" وَرَمْلَ الْبَحْرِ الْحِكاياتَ
عَنِ الْزِنْجِيَّةِ الّتي قاسَمَتْنا الْسَفَرَ
نَصِبُّ لَهُ الْكَأسَ فيها الأَزاهيُر
وَشَرُّ " بودْلَيرَ" الّذي جالَ الطُرُقاتَ
هارِباً مِنَ الأَسْوارِ وَأَجْراسِ الْكَنائسِ
أُخْرى،
هاتَفْتَني أَنَّ صَديقَنا " علي حسين "
يُريدُ (الْرَمادُ…) قَصيدَتكَ الَّتي أَحْبَبْتُ
سَيِّدي..،
أَيُّها الْكَبيرُ
الْثُنائيَّةُ الَّتي بَيْنَنا
صارَ يَسْأَلُ عَنْها الأَصْدِقاءُ
لا تَكْسِرْ عِرْوَتَها
عُدْ لِجَلْساتِنا عِنْدَ ثائِرَ
أَوْ في الْ BDC مولْ
أَوْ على شَطِّ الْحِلَّةِ الَّذي غَنّاهُ " مُوَّقُ "
عُدْ وفي يَدِكَ الْكِتابُ
هذا مُهُمٌّ
"عادِلُ " يَنْبَغي أنْ تَقْرَأهُ
مَكْتَبَتي تَسْأَلُ عَنْكَ
أَحْفادي يَقولونَ:
أَيْنَ صَديقكَ جَدَّنا؟
هُوَ لَمْ يَجيءْ مِنْ زَمانْ
ماذا أُجيبُ وَأَنْتَ الْغائِبُ؟
ياناجِحَ إِرْجَعْ
فَأَنْكيدو يَسْأَلُ عَنْكَ
قَميصُ يوسِفَ دارَتْ بِهِ الأَيّامُ
موسى في يَدِهِ الْتَوْراةُ
وَتابوتُ الْعَهْدِ
يَبْحَثُ عَنْكَ في خَرائِطِ الأّدْيانِ
في مَعابِدِ الأَساطيرِ
ماذا يَكونُ الْوَعْدُ؟
سَأُخْبِرُهُ،
أَنَّ الْناجِحَ عَنْ قَريبٍ يَجيءْ
حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ
نشر في: 19 يناير, 2025: 12:01 ص