متابعة المدى
ضيّف نادي الترجمة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، يوم الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠٢٥، في جلسة ثقافية حملت عنوان "القلق والاغتراب الوجودي في مسرحية "في انتظار غودو" المترجم د.علي السعيدي، قدم من خلالها قراءة تحليلية في ضوء نظرية العلاج بالمعنى لفيكتور فرانكل، بحضور عدد كبير من الأدباء والمهتمين بأدب بيكيت.
واستعرض مدير الجلسة الأديب عباس عزيز علي تاريخ المسرحية وصولاً لفوزها بجائزة نوبل، ثم أشار السعيدي، إلى أن الحديث عن بيكيت وعن مسرحيته التي تعد أحد الأسباب لنيله جائزة نوبل للأداب، هو حديث يحتاج لصفحات ومجلدات وساعات.
وتطرق السعيدي، للجذور الثقافية والاجتماعية لتيار"مسرح العبث" ونظرته التشاؤمية تجاه الحياة وصولاً لبيكيت، مبيناً أنه كان ميالاً للعزلة ومتصوفاً لدرجة كبيرة، وقمة أعماله تتمثل في مسرحيته "في انتظار غودو" المكونة من جزأين، إضافة لعدد صفحاتها الأصلية الذي لا يتجاوز الـ(150) صفحة، ومن يقرأها يجد أن الغرابة فيها متوهجة من أولى صفحاتها، عبر شخصية "غودو" المفتوحة على كل الاحتمالات وهي مليئة بالرموز غير العادية.
وبيّن السعيدي أن العبث اللغوي عند بيكيت هو أداة بارعة، عبر إثارته للاغتراب والتوجس والاضطراب والحيرة، وجسّد من خلاله ضياع الإنسان حتى وهو في دركه الأسفل.
وشهدت الجلسة مداخلات حول أهمية فرانكل وتأسيسه لنظرية العلاج بالمعنى، الذي يكمن في الحب وحده، فضلاً عن التطرق لمسرح العبث وحضوره اجتماعياً.