البصرة / عماد كاملرجح باحثون اقتصاديون من تعرض مشروع ميناء الفاو الكبير إلى مخاطر أمنية عديدة خلال فترة إنشائه بسبب ما يعتقد انه على خلفية منافسة مع ميناء السويس.وحذر الباحثون من عدم استقرار الوضع الأمني في حالة إصرار الحكومة العراقية على إنشاء ميناء الفاو الكبير لأنه يعد من المشاريع الإستراتيجية المهمة ومن المتوقع له منافسة موانئ في دول الجوار حيث سيلعب دورا بارزا في تطور الجانب الاقتصادي في البصرة خصوصا والعراق عموما.
ويقول الباحثون إن الفاو الكبير ستكون له تأثيرات على قناة السويس لأنه سيربط القناة الجافة عبر تركيا بواسطة سكك الحديد.وأوضح صالح هادي محمد مهندس أقدم في قسم التخطيط والمتابعة في الشركة العامة لموانئ العراق لـ(المدى) انه تم خلال عام 2004 تكليف الجانب الايطالي ممثلا بمجموعة مؤسسات بإعداد خطة للنقل الشامل في العراق وتم إعداد دراسة شملت جوانب النقل المختلفة لجميع إنحاء العراق من شماله إلى جنوبه وقد أكدت الدراسة حاجة العراق إلى ميناء بحري يتكفل بعمليات إيصال البضائع الموردة والمصدرة من والى العراق مكملا للموانئ الحالية.وأكد هادي انه تم تكليف مجموعة ثانية من الشركات الايطالية في عام 2008 لإعداد دراسة جدوى لمشروع ميناء الفاو الكبير مبنية على أساس احتياجات المقاولة وطاقاتها خلال الثلاثين عاما المقبلة في الموانئ العراقية، إذ سيسهم هذا الميناء في تخفيض الضغط على الموانئ الحالية والمساهمة في عمليات استيراد البضائع وعمليات الترانسيت وتطوير التجارة العراقية.وتقدر طاقة الموانئ العراقية حاليا بحدود (20) مليون طن سنويا للبضائع التجارية وبـ(34) رصيفا، في حين ستكون الطاقة الإجمالية لميناء الفاو الكبير(66) مليون طن حاويات و(33) مليون طن بضائع اعتيادية عند اكتمال إنشائه لتغطية احتياجات العراق.يضاف إلى ذلك طاقات بحدود (70) مليون طن لأعمال الترانسيت قابلة للزيادة، وسيكون موقع إنشاء المشروع في منطقة رأس البيشة وبكلفة تقدر بحدود (6-7) مليار دولار.من جانبه، أشار الدكتور نعمة العبادي إلى أن علاقة الامن بالجيوبولتك علاقة وطيدة ومؤثرة فالجيوبولتك يوطد دعائم الأمن، والأمن مهما كان أداؤه طيبا وناجحا لا يمكن أن يضيف للجيوبولتك قوة دائمة فقد يتمكن من ذلك لفترة وجيزة او مرحلة ما، إلا انه لا يكون فاعلا بشكل دائم.وقال إن العراق ظلمته الجغرافية السياسية بأكثر من مكان فهو محاصر من الصحراء من الجنوب والغرب، مشيرا إلى أن إنشاء ميناء الفاو الكبير يمثل خطوة جبارة في مجال النقل والتبادل التجاري الأمر الذي ينعكس بنتائجه المهمة على النقل العراقي والعالمي ويعطي مكاسب اقتصادية مميزة للعراق ويزيد من خياراتنا الجغرافية ويرفع من قيمة الجيوبولتك العراقي بحيث تصبح حماية العراق وحدوده ومياهه مسؤولية دولية لما يوفره هذا الميناء من مزايا استثنائية للحركة التجارية في العالم، وستعود المردودات الاقتصادية والفرص في مجال الاستثمار والعمل التي يوفرها هذا المشروع العملاق ستنعكس إيجابا على استقرار الأمن الاقتصادي والذي بدوره سيعطي زخما في مجال القوة الناعمة العراقية ويشيع حالة من الاستقرار و الرفاه ويمتص تداعيات ضغوطات البطالة والفقر التي يعاني منها العراق اليوم.وأكد أن هذا الميناء سيزيد من أوراق القوة بيد صانع القرار ويتبدى إلى عوامل مؤثرة وفاعلة في مجال العلاقات الثنائية للعراق ويعزز موقعه الإقليمي والدولي، إلا أن هذا المشروع يمكن أن يقابل بردود فعل سلبية من بعض المستفيدين من حركة الملاحة في الخليج وبقاء الموانئ العراقية على تخلفها، لكن عند ظهوره إلى الواقع سيساهم في استقرار المنطقة وستكون المصالح الدولية المتعلقة بهذا الميناء دافعا لاهتمام الدول في بناء استقرار كامل في المنطقة، وستنزع الفتائل التي تهدد الامن وستدفع هذه المصالح الكبيرة الى التعامل مع الأزمات بمزيد من العقلانية والنفعية.وطالب العبادي بالمباشرة العاجلة لهذا المشروع على أن يتم تجاوز حالة التخبط والتضارب في الأفكار والمقترحات حول المشروع والبدء بدراسته من خلال المختصين والمهنيين والاستعانة بالمشورة العالمية الناضجة، ثم وضع التخصيصات المالية الكافية وانتخاب أفضل المهارات لتنفيذه والإشراف عليه وإدارته، ولابد من إعادة النظر في الأجهزة والإجراءات التي تتولى تأمين امن الموانئ والملاحة والنقل العراقي لتكون منسجمة ومتطابقة مع المواصفات العالمية وشروط المدونة العالمية للأمن البحري لتكون عامل تحفيز وجذب للتجارة والنقل العالمي عبر العراق.ودعا العبادي إلى دعم المشروع بحملة تثقيفية وإعلامية محلية ودولية على اعتبار انه احد المنجزات الوطنية المهمة والمصيرية التي تحتاج إلى التفاف جماهيري وإرادة سياسية موحدة تنطلق من مصلحة العراق الكبرى، كما أن المحيط العالمي سيكون دافعا ومحفزا لما يتوقعه من مردودات ايجابية من خلال هذا المشروع الكبير.يذكر أن أهم الموانئ العراقية هي: ميناء أم قصر والذي يقع بالقرب من الخليج العربي على بعد (75) كم من المدخل الغربي لمدينة البصرة، وميناء خور الزبير الذي يقع على بعد (60) كم من مركز مدينة البصرة و105 كم عن النهاية الشمالية للخليج العربي، وميناء ابو فلوس وهو اصغر الموانئ العراقية إذ يتكون من ثلاثة أرصفة للبضائع العامة ويعد من الموانئ التجارية الخاص بالحمولات العامة، وميناء المعقل الذي يقع على خط طول (51-47) شرقا و
خبراء: مشروع الفاو الكبير لن يمر بسلام.. لمضايقته ميناء السويس
نشر في: 7 فبراير, 2011: 06:47 م