TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > حملات لطمس هوية وثقافة أهالي التبت البوذيين

حملات لطمس هوية وثقافة أهالي التبت البوذيين

نشر في: 19 يناير, 2025: 12:06 ص

ترجمة عدنان علي
ضمن حملة الصين الموجهة ضد التراث الثقافي والروحي للبوذيين التبتيين ومحاولة طمسه وازالته، ضربت موجة من الصدمة العالم في يوم 24 كانون الأول 2024 عندما وردت انباء عن وفاة رئيس قرية تبتية يدعى، جونبو نامجيال، الذي كان في الاربعينيات من عمره، متأثرا بإصابات بالغة، ووفقا لتقارير فقد احتجزت السلطات الصينية نامجيال في مقاطعة دار لاج لمدة سبعة أشهر تقريبا. وهي منطقة تبتية تتمتع بحكم ذاتي في الصين. وقد توفي بعد أيام قليلة من إطلاق سراحه. وكانت السلطات الصينية قد اعتقلته برفقة 20 تبتيا اخرين وذلك في حملة قمع شنتها السلطات الصينية في أيار 2024 لمشاركتهم في حملة، اللغة الأم النقية، للحفاظ على اللغة التبتية. وقد جاءت مبادرتهم في مواجهة إصرار بكين على استخدام لغة الماندرين في جميع انحاء منطقة التبت، ووفق تقارير إعلامية تعرض نامجيال اثناء احتجازه للضرب المتكرر والصعق بالكهرباء.
وكانت الحادثة قد وقعت في وقت أعرب فيه مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة وغيره من الهيئات الدولية عن قلقه إزاء تدهور حقوق الانسان بين التبتيين والمغول والاويغور والأقليات الأخرى في الصين. لكن الصين التي تشير الى التبت باسم، زيزانج، كانت ترفض دائما مثل هذه المخاوف وتصفها بانها تدخل في الشؤون الداخلية للصين. وقالت وزارة خارجية الصين: «شؤون زيزانج هي شؤون داخلية صينية لا تحتمل أي تدخل من أي قوة خارجية».
مع ذلك فان الحادث الأخير لتعذيب ووفاة نامجيال قد أكد طموح بكين الجامح للقضاء على حقوق الاقليات الثقافية وغيرها من الحقوق الأساسية. في عام 2021 أطلقت الصين حملة لجعل الماندرين اللغة الرسمية للبلاد. وحددت هدفا يتمثل في استخدام 85% من مواطنيها للماندرين كلغة أساسية بحلول عام 2025. الى جانب ذلك دعت بكين الى جعل الماندرين لغة عالمية تقريبا بحلول عام 2035، بما في ذلك الأشخاص اللذين يعيشون في المناطق الريفية والأقليات العرقية.
وتبرر الصين هذه التدابير بالقول انها ستساعد في حماية وحدة الصين ووقف الانفصال العرقي وضمان الامن القومي. ومع ذلك لا ينبغي ان ننسى ان عملية إضفاء الطابع الصيني على التبت وثقافتها وتقاليديها وأسلوب حياتها قد تسارعت فقط منذ أصبح تشين جين بينغ رئيسا للصين عام 2013. وفي عام 2020 عندما كانت الصين والعالم يواجهون جائحة كورونا، حضر الرئيس بينغ الندوة المركزية حول التبت. ويعتبر الحدث بمثابة الاجتماع الأعلى مستوى في الصين بشأن التبت. وهناك اقترح ثلاثة اهداف للاستيعاب الكامل للتبتيين في الحياة السائدة في الصين.
كان الهدف الأول من ذلك تعزيز التعليم السياسي الآيديولوجي في المدارس التبتية من خلال استبدال النصوص الدينية بقواعد الحزب الشيوعي الصيني. وثانيا أكد الرئيس الصيني على تعزيز الدفاع عن الحدود وامن الحدود في التبت من خلال سحق أي معارضة. وأخيرا كان الهدف الثالث هو استبدال النصوص التبتية بالأحرف الصينية. ونتيجة لهذه المقترحات فصلت الصين حوالي مليون طفل تبتي عن اسرهم وارسلتهم قسرا الى مدارس داخلية تديرها الدولة. وكان هذا جزءا من محاولة استيعابهم ثقافيا ودينيا ولغويا ضمن ثقافة الصين المهيمنة، كما ورد ذلك في مجلة التايم.
وذكرت المجلة الأميركية في تقرير للأمم المتحدة صدر عام 2023 ان الأطفال التبتيين في المناطق الريفية تم نقلهم لمدارس داخلية، وفي هذه المدارس كانت الدروس تدرس بلغة صينية مندرينية فقط مع إشارة ضئيلة الى تاريخ التبت ودينها. وبذريعة الحفاظ على السلام والاستقرار على المدى الطويل، تبقى الاديرة في منطقة التبت تخضع للمراقبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

حملات لطمس هوية وثقافة أهالي التبت البوذيين

حملات لطمس هوية وثقافة أهالي التبت البوذيين

ترجمة عدنان عليضمن حملة الصين الموجهة ضد التراث الثقافي والروحي للبوذيين التبتيين ومحاولة طمسه وازالته، ضربت موجة من الصدمة العالم في يوم 24 كانون الأول 2024 عندما وردت انباء عن وفاة رئيس قرية تبتية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram