متابعة/ المدىاتهمت القوات الأمريكية في العراق تنظيم القاعدة بالوقوف وراء عمليات الاغتيال العديدة التي شهدها العراق، فيما اعتبرت تنظيم عصائب أهل الحق خطراً على قواعده.ويأتي هذا الاتهام في وقت يرتفع الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية حول القدرة العراقية على تثبيت الأمن والاستقرار بعد الانسحاب نهاية العام الجاري.وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي في العراق جيفري بيوكانن لوكالة "السومرية نيوز"،
إنه "لا توجد أدلة لدينا تشير إلى وقوف عصائب أهل الحق خلف عمليات الاغتيال في العراق التي تطال الضباط والمسؤولين في الحكوميين"، مبينا أن "تنظيم القاعدة تبنى معظم تلك العمليات، فيما تحسب العمليات الأخرى من ضمن الجريمة الجنائية أو تصفية الحسابات الفردية".وأضاف بيوكانن أن "تصريحات بعض المسؤولين في الحكومة بان العصائب هي التي تقف وراء تلك الاغتيالات لم تكن مقرونة بأدلة"، إلا أنه أشار إلى أن "العصائب ما زالت فاعلة في العراق وتقوم باستهداف القواعد الأمريكية".وأكد بيوكانن أن "كتائب حزب الله كانت قد تبنت عملية إطلاق صواريخ على قواعد الأمريكية شمال محافظة بابل مطلع الشهر الحالي"، لافتا إلى أن "القوات الأمريكية تقوم بمطاردة هذه الجماعات من خلال تقديم المشورة والنصح للقوات الأمنية العراقية والتخطيط لمثل هذه العمليات".وتعتبر جماعة عصائب أهل الحق إحدى الجماعات المنشقة عن التيار الصدري قد نسبت إليها العديد من الاغتيالات كما وأعلنت مسؤوليتها عن العديد من العمليات المسلحة في عدد من محافظات الوسط والجنوب ضد القوات الأميركية.وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد أصدر العديد من البيانات التي تبرأ فيها من عدد من أتباعه وأعمالهم، ومن ضمنهم عصائب أهل الحق، ودعاهم فيها إلى التوبة و "العودة إلى مركزية مكتب الشهيد الصدر"، وقد دأب أتباع التيار الصدري على تنظيم تظاهرات بعد كل صلاة جمعة خلال الأسابيع الأخيرة لتجديد الولاء للصدر والبراءة من المنشقين. يذكر أن العاصمة بغداد، شهدت خلال الفترة الأخيرة، سلسلة اغتيالات تمت غالبيتها بواسطة أسلحة كاتمة للصوت واستهدفت عددا من القادة الأمنيين والموظفين الحكوميين وقد وجهت لجماعة عصائب أهل الحق العديد من الاتهامات بأنها كانت وراء تلك العمليات، إذ كشف مصدر مطلع الشهر الحالي أن جماعة عصائب أهل الحق الشيعية المرتبطة بإيران تقف وراء عمليات اغتيال ضباط وعناصر وزارتي الداخلية والدفاع التي وقعت خلال الفترة الأخيرة، فيما أوضح أن الجماعة أخذت تنتقم من رئيس الوزراء نوري المالكي بعدما لم تحصل على أي مناصب في الحكومة الجديدة كان المالكي وعدها بها إبان مفاوضات ما قبل وبعد الانتخابات مقابل تخلليها عن السلاح.من جهة أخرى كشف السفير الامريكي في بغداد عن تشكيل قوة أمنية خاصة قوامها 5 آلاف و500 عنصر ستكون مهمتها البعثة الدبلوماسية الأمريكية في العراق.وكان جيفري طمأن المشككين بمهمة واشنطن في العراق إلى أن البعثة الدبلوماسية في هذا البلد ستحظى بحماية جيدة بعد انسحاب القوات الأمريكية منه نهاية العام.وأعرب جيفري عن ثقته في أن حجم هذه القوة مناسب وأن العراق سيبقى مستقراً بعد مغادرة القوات الأمريكية. وقال أيضاً إنه واثق بقدرة قوات الجيش والشرطة في العراق المدربين على يد الولايات المتحدة على المحافظة على الأمن بعد خروج القوات الأمريكية. وقال أوستن إن القوات العراقية "تملك قدرة جيدة" لمواجهة الجماعات المتشددة والقاعدة في العراق.إلا أن السيناتور الجمهوري جون ماكين لم يقتنع بهذا الكلام. وقال ماكين الذي كان من أشد المدافعين عن إرسال تعزيزات للقوات الأمريكية في العراق عامي 2007 و2008 "أشعر بالقلق الشديد بشأن الانسحاب الأمريكي الكامل”.وتساءل ماكين عن القدرة العسكرية العراقية لاستخدام أسلحة فائقة التطور لإصابة الأهداف بدقة بالغة وتجنب سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، ولتجهيز سلاح جو من دون مساعدة الولايات المتحدة.وقال جيفري لأعضاء مجلس الشيوخ "إننا نواجه لحظة حساسة الآن في العراق، حيث إما.. سننهي العمل ونبني على التضحيات التي بذلت، وإما سنجازف بمصالح الأمن القومي الأمريكية”. ووصف المرحلة بأنها "فرصة تاريخية ونافذة حساسة لمساعدة العراق على الانبثاق كشريك استراتيجي وقوة للاستقرار والاعتدال في منطقة مضطربة”.
واشنطـن تقـلل من اتهــام عصائـب الحق بالاغتيالات
نشر في: 7 فبراير, 2011: 06:51 م