السليمانية / سوزان طاهر
حذر عدد من الخبراء المختصين في إقليم كردستان من موسم زراعي كارثي في الإقليم نتيجة قلة الأمطار، وارتفاع معدلات الجفاف في الإقليم.
وفي الخامس من الشهر الحالي، قالت وزارة الزراعة في حكومة إقليم كردستان، إن ملامح الجفاف والتصحر ستطفو على السطح وستبدو للعيان إذا لم تمطر السماء خلال الأيام المقبلة.
المتحدث باسم الوزارة هيوا علي، بيّن خلال تصريح صحفي، أن تأخر هطول الأمطار في موسم الشتاء الحالي والتغيرات المناخية، ستكون لهما تأثيرات محسوسة على المنتجات الزراعية، خاصة في هضبة أربيل وفي دهوك ومناطق أخرى، الأمر الذي سيتسبب بتأخر الموسم الزراعي.
علي أضاف أن الأمطار إذا لم تهطل قبل نهاية كانون الثاني الحالي، فستتأثر محاصيل الحبوب سلباً وبشكل واضح، على العكس من إنتاج الموسم الزراعي في السنة الماضية الذي كان وفيراً وغزيراً.
إنتاج العام الحالي من القمح
الخبير والأكاديمي المختص في الشؤون الزراعية كمال إبراهيم أشار إلى أن عدم هطول الأمطار قبل نهاية الشهر الحالي بكميات كبيرة، يعني أننا أمام موسم زراعي كارثي.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أنه "خلال العام الماضي بلغ إنتاج القمح حوالي 700 ألف طن، بينما خلال الموسم الحالي، وبأقصى الطموحات لن يصل إلى 350 ألف طن، وبالتالي سنخسر 50% من الإنتاج".
وأضاف أن "مزارع القمح والشعير تعتمد في الإقليم بنسبة 80% على مياه الأمطار، ولهذا فإن المزارعين أمام موسم كارثي، وإذا هطلت الأمطار في شهر شباط، وأذار، فلا فائدة منها".
وطالب أعضاء في برلمان كردستان، حكومة الإقليم بتعويض المزارعين لتخفيف الأضرار التي تسببت بها قلة الأمطار ومشاريع دول المنبع إيران وتركيا.
ويواجه ملف المياه في العراق بشكل عام، وإقليم كردستان خصوصاً، تحديات كبيرة هذا العام بسبب قلة تساقط الأمطار وعدم حسم ملف المياه الدولية مع دول الجوار فضلاً عن غياب الحلول الجذرية.
وقال عبدالستار مجيد رئيس لجنة الزراعة والموارد المائية في برلمان إقليم كردستان السابق، إن الإقليم يواجه جفافاً هذا العام، بسبب قلة هطول الأمطار في العديد من مناطق الإقليم.
عدم الاستفادة من الأمطار
في السياق ذاته فإن الخبير المائي جمال عمر أكد أن الأمطار التي هطلت هذا العام هي أقل من ربع الأمطار التي هطلت الموسم الماضي.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أنه "نحتاج خلال العام الحالي إلى كميات كبيرة من مياه تتجاوز معدلات النصف الأول من الموسم الشتوي الحالي، لتعويض الخسائر في الموسم الزراعي، عسى أن نصل إلى 500 ألف طن من القمح".
وذكر بأنه "خلال العام الماضي هطلت كميات كبيرة من مياه الأمطار، ولكنها تحولت إلى الوديان، بسبب عدم وجود سدود التخزين، ولهذا فإن الحل يكمن في إنشاء السدود التي تؤثر إيجابياً على رفع منسوب المياه الجوفية".
ويعتبر القطاع الزراعي في إقليم كردستان من القطاعات الحيوية والستراتيجية، لما يمتاز به من مناخ وتربة ملائمة ووفرة المصادر المائية، إلا أنه يعاني من ضعف وتأخر، وبالتالي يعتمد على المنتجات والمحاصيل الزراعية المستوردة من تركيا وإيران.
وتؤكد وزارة الزراعة في الإقليم أنها بدأت إجراءات لمنع استيراد الخضراوات والفواكه وباقي المواد الزراعية بشكل تدريجي، لكن هذا العام ستواجه مشكلة كبيرة بالموسم الزراعي الشتوي.
حلول حكومية
الخبير الزراعي المختص بيستون رؤوف يشير إلى أن الشتاء الحالي ليس ثقيلا ومحملا بالثلوج وقطع الطرقات الجبلية مثلما تعودنا في السنوات الشتوية السابقة على الاقل.
وأضاف في حديثه لـ(المدى) أنه "نحن أمام موسم زراعي مخيف لو بقي الشتاء على جفافه وغلق منافذ الحياة في هذه المنطقة المعروفة ببرودتها وثلوجها سابقا".
وتابع أنه "يجب على حكومة الإقليم البحث عن آلية لتعويض الفلاحين بسبب خسائر الموسم الزراعي الحالي، فالأكثرية توقعوا موسماً حافلاً وقاموا بزراعة أراضيهم، على أمل أن يكون شبيها بالعام الماضي، ولا يمكن حل المشكلة، إلا بتحويل جزء من خزين السدود إلى مزارع القمح، لتقليل الخسائر، أو تشهد الأيام العشرة المقبلة زيادة غير طبيعية في مياه الأمطار، وهذا مستعبد".
وفي وقت سابق، صرح أكرم أحمد المدير العامة للسدود في الإقليم، أن إيران وتركيا تقومان بخزن المياه، ما ينعكس سلباً على مناسيب المياه في إقليم كردستان، ويساهم بزيادة معدلات الجفاف، ويؤثر على الزراعة، والحياة العامة.
يذكر أن موسم الأمطار في العراق يبدأ من الفترة بين كانون الأول وحتى نيسان، ويتراوح معدلها ما بين 340 و512 ملم سنويا، وهو المطلوب لنجاح الخطة الزراعية في البلاد.