محمود النمر ضيف اتحاد الأدباء الأديب د. مهدي التميمي حيث قدم موضوعة جديدة مهمة بعنوان (اقتصاد اللغة ودوره في التعامل الحياتي) في شتى مجالات التخاطب اللغوي او في الكتابة الإبداعية ، وأهمية الاقتصاد في المصطلحات ،والضغط على الترهلات التي حدثت في عملية التواصل اللغوي مابين المتكلمين ،حتى تبدو اللغة أكثر شفافية وتحمل المعنى المراد توصيله دون الإسهاب
في الحديث ،وقدم الأصبوحة الشاعر جبار سهم السوداني الذي أشار إلى أهمية هذا الموضوع في عميلة حبك اللغة وجهد الباحث في التقصي عن المفردة المفيدة التي تفي وتصل إلى الآخر باختزال في الكلمات والوصول إلى المعنى مباشرة.ثم تحدث د.مهدي التميمي عن موضوعته التي أثرت الحاضرين بوضوح الطرح في عملية الاقتصاد في اللغة وقال : يعد الاقتصاد في مفهومه العملي عنواناً للتصرف بالموارد المادية والبشرية وبما يكفل تحقيق أكفأ العوائد (المخرجات)من مداخلاتها (عناصر الإنتاج) وفيما ينصرف مفهوم الاقتصاد في اللغة إلى ترشيد استخدام المفردات اللغوية وعلى نحو يكفل التعبير عن المقاصد بأقصر وأيسر سبل التعبير وأدلتها على الغاية .وتاريخياً فإن العرب قد عرفوا مضمون الاقتصاد في اللغة من خلال مدلوله في لغتهم والذي يشير الى معاني الترشيد والاعتدال في المسلك عامة وبضمنه التعامل مع اللغة بما يفيد التوسط بين الإسراف والتبذير،فيقال :فلان مقتصد في النفقة ،واقصد في مشيك وذرعك، والقصد كذلك العدل – كما ورد في مختار الصحاح للرازي، وحيث ان اللغة كما يوضح ابن خلدون هي : عبارة المتكلم عن مقصده ،فكل معنى او حال لابد له من ألفاظ تخصه بالدلالة،وقدم علماء اللغة والتفسير الكثير من الإسهامات في مجال اقتصاد اللغة ،أخصها ما كان من حذف المفردات ،والذي وصفه النحوي البصري (ابن جني) بأنه الوسيلة التي تشجع العربي على الكلام الذي يكون ناقصاً في بعض أجزائه .وأضاف التميمي :فيما كان (المبرّد) من النحويين الذين اهتموا بظاهرة حذف المفردات، وأدرج النحوي (ابن يعيش)عدة مباحث تتعلق بذلك رابطا ذلك بالجانب الجمالي الدلالي من حيث إفادة المعنى رغم قلة الكلام و وجازته .واسترسل التميمي: إن في العصر الحديث كان – سوسير – 1898- 1913والذي يعد مؤسس الألسنية البنيوية الحديثة،والنقد البنيوي وضع تكوين الجملة بكاملها خارج نظام اللغة ،لأنه يعتقد انه مرتبط بالكلام المنطوق بوصفه (عملية إبداع حر لا تعوقها القواعد النحوية)، وعلى أساس هذا الرأي يقر (تشومسكي) العالم الالسني الأمريكي ،منشأ قواعد اللغة التوليدية بأن النحو يشكل هنا أمراً ضئيل الأهمية ،وفيما نجد ان الغاية من الاستخدام العام للغة إنما ينشد الإفصاح عن المقاصد أكثر من اعتمادها على الهيئة التركيبية لتؤدي اللغة غايتها بكونها عاملاً ميسوراً في التعبير والدلالة على المقاصد ،وبالمقابل تأدية وظيفتها الحضارية في نقل عوائد النتاج الحضاري بيسر وكفاءة.وقد ضرب الدكتور الكثير من الأمثلة في اقتصاد اللغة سواء كانت في الفصحى او العامية وحتى في المخاطبات الرسمية التي تستخدمها الدوائر الرسمية وقال : أخيراً نود الإشارة إلى أننا أوردنا في كتابنا (أساسيات في اقتصاد اللغة) خلاصة لمختصرات من تعابير شتى وضح منها إن عدد الحروف المقتصدة فيها تشكل ما نسبته 28% من إجمالي الحروف للنصوص المنتخبة ، ويبقى القول إن صافي الوفرات في الجهد والوقت والمستلزمات هو الغاية من اقتصاد اللغة والذي نأمله مادة دراسية كمثل ما هو الحال في اقتصاد العمل، والاقتصاد الصناعي والزراعي .
اقتصاد اللغة فـي اتحاد الأدباء.. منشأ قواعد اللغة التوليدية
نشر في: 8 فبراير, 2011: 04:25 م