هادي عزيز علي
حراك غير مسبوق للشعب المغربي المثابر من اجل تحديث مدونته الاسرية، رؤى وافكار وطروحات وسجالات افضت الى مقترحات عدة دخل منها قائمة التوصيات المطلوبة للتعديل. العاهل المغربي حاضرا ومتماهيا ومستجيبا ومبادرا في رسالته المتضمنة توجيهاته الى رئيس الوزراء ودعوته لتعديل المدونة خلال مدة زمنية محددة ووجيزة. التوجيهات الملكية حملت طابعا تنويريا تلزم باستخدام الاجتهاد البنّاء لضمان التوافق بين المرجعية الاسلامية والمستجدات الحقوقية العالمية والمحافظة على المبادىء الاساسية مثل العدل والمساواة والتضامن والانسجام المستمدة من الاسلام والاتفاقات الدولية. التوءمة هذه نادرا وجودها لدى زعيم عربي معاصر. وعلى هذا فان التوجيهات جاءت الافكار والرؤى تترى منها:
في عقد الزواج – المعروف ان مدونة الاسرة المغربية لا تعد الرابطة الزوجية عقدا بل ميثاق تراض (واخذن منكم ميثاقا غليظا) النساء 21. وبهذا التوصيف فانها تخرج الزواح من طائفة المعاملات المعروفة في الفقه الاسلامي الذي يعرف الزواج بأنه: (عقد يفيد حل استمتاع رجل بأمرأة شرعا) ويخرجه ايضا من احكام العقود المعروفة في القوانين المدنية العربية، وتعزيزا لذلك فقد انعقدت الرؤى لطرفي الميثاق على اكمال الثامنة عشرة سنة شمسية للزواج بطرفيه واستثناء من ذلك والبقاء في حالة الاستثناء بشروطه الصارمة الملزمة للقاضي سن السابعة عشرة وهذا يعني مغادرة حالة زواج القاصرات بموروثها المتفشي في المطولات الفقهية.
الزوجة – جعل الولاية حقا للمراة البالغة الرشيدة تمارسه حسب اختيارها ومصلحتها ولا يجوز اجبارها على الزوج من دون رضاها هذا اولا، اما ثانيا - ومنعا لتعدد الزوجات حيث يكون للزوجة الحق بتثبيت شرط عدم الزواج عليها في وثيقة الزواج وعلى الجهة الرسمية المكلفة بالتوثيق التأكد من هذا الشرط وبه يمنع الزوج من التعدد وفاء لهذا الشرط، اما في حالة عدم ذكر هذا الشرط لأي سبب كان فيقتصر التعدد على حالة عقم الزوجة او وجود المانع من المعاشرة الزوجية. ثالثا - يعد عمل الزوجة المنزلي مساهمة في تشكيل ثروة الزوج اثناء الحياة الزوجية. ورابعا - اخراج بيت الزوجية من التركة عند وفاة احد الزوجين لتمكين الزوج الاخر من السكن فيه بعد وفاة الزوج الآخر.
الطلاق– قبل الطلاق اي قبل اعلان الخصومة القضائية تشكل هيئات للوساطة مهمتها الصلح ومعالجة النزاعات الاسرية قبل اللجوء الى القضاء لقناعة البعض ان القضاء غير قادر على اصلاح ذات البين اما اذا لم تتم المصالحة وتتعذرالحلول فيكون الطلاق حلا لميثاق الزوجية يمارس من قبل الزوج والزوجة عن طريق القضاء وتوسيع حق الزوجة في طلبه للضرر وتلزم المحاكم بحسمه مدة اقصاها ستة أشهر.
الحضانة – حضانة الاطفال مشتركة بين الزوجين، وللام المطلّقة الاحتفاظ بحضانة اطفالها وان تزوجت برجل اخر فضلا عن وضع ضوابط جديدة لزيارة المحضون او السفر به المشروطة بمصلحة المحضون وتمكين الحاضنة من النيابة القانونية عن اطفالها وهذا انعطاف مهم لصالح الزوجة. هذا وقد جاءت المقترحات بمبدأ جديد هو: تحمل الاب كما الام المسؤولية الكاملة عن حاجات الولد ومتطلباته للمولود خارج مؤسسة الزواج.
الارث – اولا - من اجل المساواة في الارث يفعّل مبدأ هبة الاموال للبنت اثناء حياة الوالد لكي تكون حصتها مساوية لحصة اخيها بعد وفاة الاب. ثانيا - فقد تمت معالجة عدم احقية الزوجة غير المسلمة لارث زوجها المسلم اذ جاءت المقترحات بلزوم فسح المجال امام الزوج بهة الاموال لزوجته حال حياته او كتابة وصية لها تعويضا عن حرمانها من الارث. ثالثا – الاخذ باحكام الوصية الواجبة بالنسبة للاحفاد.