مدرب شاب وطموح تولى في الموسم الماضي قيادة فريق كربلاء ابتداءً من المرحلة الثانية خلفًا للمدرب عبد الغني شهد فحقق مع الفريق نتائج طيبة كانت سببا مباشرا في تجديد الثقة به من قبل الهيئة الإدارية لنادي كربلاء لتولي قيادة الفريق في الوقت الذي عــدَّ فيه آخرون ان التسمية مجازفة واضعين في الحسبان تواضع الخبرة التدريبية لهذا المدرب! لكن نتائجه كانت كفيلة بالرد وهو يقود فريقه لصدارة فرق دوري النخبة.. انه المدرب حيدر يحيى الذي حل ضيفا على(المدى) عبر الحوار التالي.
*كيف تصف تصديك لمهمة قيادة فريق كربلاء هذا الموسم ؟
- بالتأكيد قيادة فريق بحجم كربلاء أمر ليس بالهين على الإطلاق فالمعروف عن الجمهور الكربلائي هو تعصبه لفريقه وهذا نابع من حرصه على الفريق وكما تعرفون انا ابن النادي ومثلته لاعبًا لمواسم عدة ، لذا حين ُطُلب مني أن أقود الفريق في الموسم لماضي لم أتردد ولم أشعر بالخوف إيمانا مني بقدراتي أولا وبثقتي باللاعبين والادارة والجمهور وهذا منحني ثقة ورغبة في العمل مع الفريق .
*البعض يرى إن النتائج الحالية هي (فورة) سرعان ما تنتهي مع تقادم الأدوار ما ردُّك على ذلك ؟
- أنا أحترم جميع الآراء حتى وإن كانت سلبية لكني أود أن أسأل هنا ،هل يمكن للصدفة أن تستمر على مدار موسمين؟ بالتأكيد لا وهذا ما يقرُّه ويعترف به أهل العقل والمنطق والفريق هذا الموسم قدم مباريات كبيرة مع فرق كبيرة وبالتالي فليس من الغريب أن ننافس على المراكز المتقدمة وما نحتاج إليه فقط هو الدعم المالي الذي يساعدنا على الاستمرار في تحقيق النجاح تلو الآخر .
 *يقال إنكم تعانون عجزا ماليا ، كيف استطعتم اذن أن تحققوا هذه النتائج ؟
- فعلا هذا صحيح فأغلب اللاعبين لم يستلموا مستحقاتهم المالية ومن استلم فلم يستلم إلا جزءاً يسيراً من قيمة عقده لكن وفاء اللاعبين وغيرتهم على الفريق هي التي جعلتهم يلعبون بروحية مندفعة لتحقيق النتائج الطيبة ؟ أما عن النتائج فأنا راهنت منذ البداية على الجانب النفسي بعد أن منحنا اللاعبين ثقة كبيرة في أنفسهم وفي قدراتهم وامكانياتهم على الابداع أضف إلى ذلك دعم ومؤازرة جمهور كربلاء الذي جعل اللاعبين يقدمون كل ما عندهم في سبيل اسعاد ذلك الجمهور وأعتقد إن الدور الآن يقع على عاتق المسؤولين بعد أن أصبح نادينا حديث الإعلام الرياضي من شمال العراق إلى جنوبه .
* أين دور الإدارة إذن من هذه الأزمة ؟
- الأخوان في الهيئة الإدارية لم يقصروا إبتداءً من رئيس النادي وانتهاءً عند آخر عضو فيها ولولا جهودهم الذاتية وتحركاتهم لكنا الآن في وضع آخر أسوأ بكثير من الذي نحن فيه ... هل تصدق إن كل ميزانيتنا لهذا الموسم لا تتعدى 200 مليون دينار عراقي وهو ما يعادل نصف قيمة لاعب عند بعض الأندية !! ففي الوقت الذي تخصص فيه ميزانية لبعض الأندية تتجاوز الخمسة مليارات تجدنا لا نملك قيمة لاعب واحد ومع هذا نحقق هذه النتائج ، والسؤال هنا: ماذا لو تغيرت الصورة وفشل الفريق في المراحل القادمة ، هل سيلومنا المسؤول الذي لم يقدم لنا أي شيء غير الوعود بإنتظار الميزانية الجديدة للعام الجديد؟
* ماذا تقصد بالمسؤول تحديدًا ؟
- أقصد جميع المسؤولين في المحافظة لأن فريق كربلاء لا يمثل نفسه ، بل هو يمثل مدينة كربلاء برمتها ولذلك فعندما يتحقق النجاح لابد للاعب أن يشعر بقيمة ما حققه لا أن يبقى عاجزًا عن توفير مستلزمات الحياة لعائلته لأن رزق اللاعب على كرة القدم وأعتقد إن الإدارة طرقت جميع الأبواب وننتظر أن يلتفت إلينا المسؤولون وأن يظهر المنتقدون في النتائج الحسنة لا فقط في النتائج السيئة أو الخسارة تنال منا الرؤوس التي تحاول الإساءة إلينا ومحاربتنا ؟
* هل تشعر بالقلق من احتمال تمرد اللاعبين وعدم خوضهم المباريات ما لم يستلموا حقوقهم المالية ؟
- مع أن هذا الأمر وارد الحصول لكن صدقني لست متخوفا منه لأني أشعر أن اللاعبين يداً واحدة وهم ملتفون حولنا وقد أوضحت لهم في الكثير من المناسبات ان النتائج التي تحققونها هي التي ستدفع الجميع إلى دعمكم وان الأزمة التي نمر بها لابد لها أن تزول وهذه حقيقة واقعة وليست مثالية لذلك لا أشعر بالخوف على مصير الفريق وأنا أثق تماما باللاعبين وبحرصهم واتلمس في الوقت ذاته مدى اخلاصهم لنا وللفريق .
* هل تعتقد انكم قادرون على الأستمرار في المنافسة خصوصا والدوري يحتاج لنفس طويل؟
- نعم نحن قادرون على ذلك لكن بشرط وجود العوامل التي ساعدتنا على النجاح لأن الانتصارات لا تتحقق بالكلام ، بل بالأفعال واللاعب يحتاج دائما لمن يدعمه ويشجعه ويأخذ بيده وهذا هو الدور الذي تحدثت عنه في بداية حديثي وهو ما نطمح اليه جميعا بغيرة وتعاون الجميع
* الكلمة الاخيرة لك ماذا تقول فيها ؟
- أقول للاعبين شكرا لكم لانكم كنتم بمستوى المسؤولية وأهلا للمسؤولية واريد منكم أن تصبروا لأن ذلك هو بداية الحصاد وانتم اليوم تقفون في طليعة فرق الدوري العراقي والعيون كلها عليكم لذا لابد لكم من مواصلة النجاح كذلك الشكر والتقدير للإخوان في الهيئة الادارية على كل مساعيهم التي يبذلونها لانتشال الفريق من وضعه الحالي كذلك اكرر الدعوة للمحافظ ولرئيس مجلس المحافظة وكل  المسؤولين بضرورة دعم الفريق لأنه منكم واليكم. وفي الختتام أتوجه بالشكر الجزيل لجماهير كربلاء الوفية لمساندتها ودعمها للفريق في حلــِّه وترحاله.