عبد الخالق كيطان
الكتاب،
دورق النبيذ الأحمر،
وعلبة سجائر
هذه هي عدّة ليلتها
الأشجار كثيفة حدّ أنها تحجب هدير السماء
بين الفينة والأخرى
نراها لامضة
ملونة أحيانا
وأحيانا مشرقة.
قطعت النت متقصدا
وتركت الهاتف مثل قتيل في أرض العدوّ.
وحيدا
سليبا
إيمي شعلة من رغبة
رقصت بخلاعة
وتركت يديّ تعبثان
لم يكن يعنيها ما أريد
كانت ترقص فقط
أشعلتْ سيجارة ومرّرتها لي برفق.
توقف المطر، ولكن المزاريب مازالت تعمل
أسمع صوت القطرات وأنا في الغرفة
من المؤلم أنها تموت
تتحول إلى رذاذ على النوافذ
أو
سيول تذهب بانتظام إلى المحرقة.
أنا وإيمي ملتصقان
لم نعد نسمع أيّ صوت
وبالرغم من أننا ملتصقان
إلا أننا بلا حركة
جامدان بقوة
جامدان مثل الأبدية.
إيمي لا تكفّ من الرقص
رقص وثنيّ، على الأرجح
عبرت المحيط بشجاعة لافتة
فتحت نافذة الطائرة
وألقتْ على الماء المالح تاريخها
رأيته يجدّف بلا أمل
ورأيتها تصفر.
جامدان مثل الأبدية
والسماء تبرق
بالنسبة لي،
الفرار إلى الطبيعة أكثر من عادة.
فررتُ
وكنتُ أعود إلى سريرها دائما
إيمي
النشوة التي لا تنقضي
إيمي
الليلة التي تتكرر
وفي كل تكرار
تلقي إليك مفتاحا
كل مفتاح هبط بين يديّ
يقودني إلى ديار لا أريد مفارقتها
ولكنني
افارقها
لأنني أدرك أن مفتاح الغد
هو عباءة من النشوة.
هكذا مضت ليلة إيمي
سريعة جدا
مليئة جدا
ولكنها على الدوام
تقف على شفّة الهاوية.
سيدني في
10/01/2025