القاهرة/ متابعة إخبارية فيما كشف نائب الرئيس المصري عمر سليمان عن وجود خطة وجدول زمني لانتقال السلطة ، لا يزال المعتصمون المناهضون للرئيس حسني مبارك يحتلون ميدان التحرير لليوم الخامس عشر على التوالي مطالبين برحيله ، فيما شهدت البلاد أمس مظاهرات جديدة أطلق عليها المتظاهرون "الثلاثاء العظيم".
وفي ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الثلاثاء كان المعتصمون الذين باتوا ليلتهم في الميدان يخرجون من تحت خيامهم المتواضعة التي لا تقي برد الليل ليلتقوا بالقادمين من الخارج والمحملين ببعض المواد الغذائية والملفت ان عشرات المتطوعين باشروا تنظيف الميدان باكرا وكانوا يضعون تلالا من أكياس القمامة على أطراف هذه الساحة لتأتي الشاحنات لاحقا لنقلها.ولا يزال هذا الميدان مقفلا منذ أول تظاهرة حاشدة جرت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.وخوفا من تقدم الدبابات العسكرية باتجاه داخل الميدان من أطرافه لفتح الطرقات لا يزال عشرات المعتصمين ينامون في العراء امام سلاسل الدبابات لمنعها من التحرك.وقال عمر سليمان نائب الرئيس المصري امس الثلاثاء ان مصر لديها خطة وجدول زمني لانتقال سلمي للسلطة مضيفا أن الحكومة لن تلاحق المحتجين الذين يطالبون الان بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك.وأضاف بعد اجتماع مع مبارك بشأن الحوار الوطني أن الرئيس رحب بالتوافق الوطني مؤكدا أن الحكومة تسير على الطريق الصحيح للخروج من الأزمة الراهنة.وتابع في تصريحات بثها التلفزيون أن خارطة طريق واضحة وضعت بجدول زمني لتحقيق انتقال سلمي ومنظم للسلطة.وفي اطار استيعاب النقمة الناتجة عن قمع التظاهرات ووقوع أكثر من 300 قتيل منذ بدء هذه الاحداث، طلب الرئيس مبارك امس الاول تشكيل لجنة تحقيق في اعمال العنف التي وقعت الاربعاء الماضي في ميدان التحرير، وكان مؤيدون لمبارك دخلوا الاربعاء الفائت ميدان التحرير الذي يتظاهر فيه المناهضون للحكومة ما ادى الى مواجهات بين الطرفين اسفرت عن سقوط 11 قتيلا ونحو الف جريح، بحسب حصيلة رسمية.وفي اطار اتخاذ خطوات تستوعب موجة الغضب في الشارع المصري اعلن وزير المالية سمير رضوان زيادة مرتبات العاملين في اجهزة الدولة بنسبة 15% على ان تسري الزيادة ابتداء من الاول من نيسان المقبل، موضحا ان هذه الزيادات "ستكلف الخزانة العامة نحو 6,5 مليار جنيه" (1,1 مليار دولار).واضاف انه تمت الموافقة ايضا على "انشاء صندوق بقيمة خمسة مليارات جنيه (850 مليون دولار) لصرف تعويضات لكافة المتضررين من أحداث السلب والنهب والتخريب التي تعرضت لها المنشآت التجارية والصناعية والسيارات مؤخرا" ، كما خفف حظر التجول لمدة ساعة . وعقدت الحكومة المصرية اجتماعا لها برئاسة احمد شفيق واقتصرت قراراتها على الشؤون الاقتصادية من دون التطرق مباشرة الى الاحداث الاخيرة.واعلن رئيس الوزراء في ختام الاجتماع انه "تم تشكيل لجنة وزارية فاعلة ومؤثرة للمتابعة الدقيقة جدا لكل متغيرات الموقف الاقتصادي لكي نكون قادرين على مراجعة الامر اولا باول" كما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط ، وعن العلاوة البالغة 15 % للعاملين في القطاع العام، قال شفيق ان هذا القرار يدل على "اننا نشعر بالناس ونقدر الظروف المعيشية التي يمرون بها".وقالت مصادر أمنية وطبية امس الثلاثاء ان 61 محتجا أصيبوا بينهم ثمانية في حالة خطيرة خلال اشتباك مع الشرطة بمدينة الخارجة عاصمة محافظة الوادي الجديد الى الجنوب الغربي من القاهرة.وقال مصدر ان سكانا لاحظوا بغضب مساء امس الاول الاثنين عودة ضابط شرطة غير مرحب به من جانبهم أبعدته السلطات خلال الايام الاولى من الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد قبل أسبوعين ، مضيفا أنهم هاجموا سيارة الشرطة التي كان الضابط يستقلها مع مجندين وأن الضابط والمجندين فروا من السيارة التي أشعل المحتجون النار فيها ثم توجهوا الى مركز الشرطة ورشقوه بالحجارة ، وتابع أن الشرطة ردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص وطلقات الخرطوش.وقال محمد سيد وكيل مستشفى الخارجة لرويترز ان المستشفى استقبل 61 مصابا بينهم 41 أصيبوا بالرصاص و20 بطلقات الخرطوش ، مضيفا أن ثمانية من المصابين أحيلوا الى مستشفى أسيوط الجامعي لخطورة اصاباتهم. وتابع أن اخرين عولجوا من اختناقات.من جهة ثانية لا يزال المعتصمون يفترشون الارض حول الدبابات المنتشرة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض قرب المتحف، لمنع الجيش من القيام بخطوتين يخشيانهما: اما التقدم باتجاه الميدان وبالتالي فتح قسم منه على الاقل امام حركة المرور، او التقدم باتجاه ميدان عبد المنعم رياض لازالة العوائق التي اقامها المعتصمون لمنع انصار الرئيس مبارك من التقدم باتجاه الميدان. وكان هذا المحور من الميدان شهد اشرس المواجهات بين الطرفين ووقعت فيه غالبية ضحايا المعتصمين.ويقول شهود عيان إن الجيش المصري يواصل التغاضي عن استمرار مئات الآلاف من المتظاهرين في التجمع بميدان التحرير وسط القاهرة، إلا أن المتظاهرين يخشون من تضاؤل الاهتمام بقضيتهم مع عودة الحياة الطبيعية في العاصمة ، لكن زياد العليمي أحد قادة الاحتجاجات يقول إن حجم التغيير المر
سليمان يتحدث عن "جدول" زمني لانتقال السلطة سلميا

نشر في: 8 فبراير, 2011: 05:35 م